حسن خالد
في ظل وصول اللاعب الأرجنتيني في ذروة شهرته الآن، نلحظ الغياب الملحوظ للاعب البرازيلي عن الملاعب الأوروبية، بل وحتى القيمة والأهمية اختلفت كثيراً عن السابق عندما كان البرازيليون في كل خط هجوم لأي من الفرق في القارة العجوز.
ولعل ما يفسر ذلك هو الانفجار المفاجئ لزخم كبير من اللاعبين الأرجنتينيين في خط الهجوم، في ظل وقوف البرازيل عن صنع الأجيال عقب كأس العالم 2006، فمنذ ذلك المنتخب لم نشاهد جيلاً مميزاً يتلو ذلك الجيل وهو ما عودتنا عليه البرازيل طوال الزمن.
فالمنتخب الأرجنتيني الآن استطاع أن يجمع كماً هائلاً من المهاجمين، أولهم النجم الأرجنتيني ميسي، وتيفيز، وأجويرو، ولافيتزي، وهيغواين، ودي ماريا ودييغو ميليتو، إضافة للاعب باريس سانت جيرمان باستوري، وفي ظل زوال اللاعب البرازيلي وانقراضه في القارة العجوز يبقى السؤال، ما هو مدى التمدد الذي سيصل إليه المهاجم الأرجنتيني في القارة الأوروبية مستقبلاً؟
ففي الدوري الإسباني نشاهد ميسي وهيغواين، حيث أن الاثنين ولحد الآن من يسيطران على النسبة الأعلى من أهداف فريقهما، الأول بأربعة أهداف في مباراتين والثاني بهدفين في مباراتين، وبالدوري الإنجليزي هنالك طبعاً مهاجما مانشستر سيتي كارلوس تيفيز والمصاب حالياً كون أغويرو، اللاعبان اللذان شكلا أهم محاور السيتيزن في تحقيق طموحاتهم، فتيفيز ساهم بتحقيق الدرع الخيرية والآخر سجل أغلى أهداف مانشستر سيتي طوال تاريخه الطويل عندما سجل هدف الفوز على كوينز بارك رينجرز العام الماضي في آخر أنفاس اللقاء، وبدون شك فإن البقية تأتي، كدييغو ميليتو الذي صنع تاريخاً مع الإنتر في موسم 2009-2010 مع مورينهو، بالإضافة لباستوري الذي يحمل آمال محبي النادي الباريسي مع مواطنه الآخر المقاتل إيزيكويل لافيتزي، ولابد من ذكر أنخيل دي ماريا الذي على الأغلب تشبه أدواره أدوار ميسي في برشلونة بصناعة اللعب والهجوم والسرعة أثناء الدفاع والهجمات المرتدة.
اللاعب الأرجنتيني تفوق بمراحل كبيرة على اللاعب البرازيلي خلال السنوات الماضية ولو دققنا بالأخص بعد كأس العالم 2006، والسبب يعود من البرازيل بحيث أنهم لم يصنعوا جيلاً جديداً على الساحة العالمية كما تفعل ألمانيا كل عامين بإبراز جيل جديد يكون خير خلف للجيل السابق، فالبرازيل كانت بعد كل بطولة تعد لخلق جيل آخر يعوض ذلك الجيل، شاهدنا زيكو وسقراط في 1982 فجاء بعدهم روماريو وبيبيتو، ولحقهم كل من ريفالدو ورونالدو، ولكن بلاد السامبا الآن تعاني كثيراً لأن الهوية البرازيلية غائبة تماماً عن الوجود، بل لتكن بمعنى أدق، انقرضت مع انقراض جيل رونالدو وريفالدو ورونالدينهو.