القيادة الرشيدة في مملكة البحرين تعاملت مع الأزمة التي مرت بها البحرين بنضج و بعيداً عن المراهقة السياسية و المزايدات و التشنجات. ما مر بالبحرين مر على عدد من الدول في المنظقة و قصم ظهر الأنظمة فيها و أدخلتها في دائرة الضياع. فقد حافظت القيادة على هدوئها و حافظت على حقوق الإنسان الذي ضيعته الأنظمة التي أصابتها الهيستيريا فقتلت و عذبت و أقامت المجازر اليومية. و القيادة في البحرين حافظت من جانب آخر على مكتسبات و إنجازات الدولة برغم وجود خسائر هنا و هناك سيعوض بعزم رجالات الوطن. المتتبع للأحداث من الفترة من 14 فبراير 2011 المشئوم إلى يومنا هذا يجد أن من يسمي نفسه بالمعارضة لا ترقى بأي حال من الأحول عن طلبة سنة أولى في كلية العلوم السياسية، فجنت على نفسها براقش. و يمكن القول أن هناك مفاصل في الأحداث منذ بداية الفوضى و حتى اللحظة أعادت الأمور إلى نصابها بل إستطاعت القيادة بفضل حكمتها من تحويل مثل هذه الفوضى إلى نقطة قوة في جذب إستثمارات و إقامة الفورملا و توقيع إتقافيات من دول سيجني المجتمع البحريني ثمارها. المفاصل التي مرت بها الأحداث تمثلت في مبادرة سمو ولي العهد للحوار الذي تلى مباشرة بداية الأحداث و التي بعثرت أوراق الغوغاء فعادوا للملمت أوراقهم و الخروج مرة ثانية داعين إلى إقامة جمهورية إسلامية على غرار دولة إيران الملالي فأتى الرد سريعاً في التجمع الوطني لتكون صفعة على خد الغوغاء. ليعلن أمين عام جمعية الوفاق برفع سقف الحوار و الدعوة للعصيان المدني و الطلب من إيران للتدخل فكان درع الجزيرة الذي وضع الأمور في نصابها، الأمر الذي أفقد الغوغاء صابهم و زادوا من الرعونة التي كانت ملازمة لكل تصرفاتهم. فخرج الأمر الملكي بتطبيق حالة السلامة الوطنية. لم يكن هذا كافي لهذه الفئة للعودة إلى رشدهم غير أيام معدودات و حال ما إنتهت حالة السلامة الوطنية حتى عادت هذه الفئة و لو بشكل مختلف عن ما عايشناه في فترة الدوار المشئوم لممارسة طغيانها فكانت الطامة الكبرى لهم الذي زلزل كيانهم و أفقدهم صوابهم و أدخلهم في حالة من العته و الجنون و الهيستيريا هم و أسيادهم في إيران و هي التوجه للوحدة الخليجية. ما مر بالبجرين يزيل أنظمة في دول أخرى لولا هدوء القيادة و تعاملها مع الأزمة بكل حكمة و هدوء و نضج يعكس الرؤية الواضحة للأمور و عدم التهور إطلاقاً من إيمان القيادة بأن البحرين لا تستحق إلا العمل و أن وجود مثل هذه الفئة الضالة لا تعني بأي حال من الأحوال أن ما حدث هو توجه شعب البحرين إنما هي فئة مغرر بها. فهنيئاً لشعب البحرين قيادتها.