عواصم - (وكالات): أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن “الوضع في سوريا بات “أفضل” من السابق رغم أنه أقر بأن “الحسم” العسكري يحتاج إلى مزيد من الوقت”، مشيراً إلى أن “عمليات الانشقاق تعتبر عملية تنظيف ذاتية للوطن والنظام”، فيما أشار إلى أن “الحديث عن منطقة عازلة شمال سوريا أمر غير واقعي”.
ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان “مقتل 110 أشخاص برصاص قوات الأمن السورية”، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة وعمليات القصف في مناطق عدة من سوريا بينها، دمشق وريفها وحلب، وشنت القوى المعارضة المسلحة هجوماً على مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب وأعلنت على إثره تدمير وإعطاب 5 مروحيات. وقال الأسد بحسب مقتطفات من مقابلة تبثها قناة الدنيا السورية القريبة من النظام إن “القضية هي معركة إرادات نحن نتقدم إلى الأمام، الوضع عملياً هو أفضل ولكن لم يتم الحسم بعد وهذا بحاجة إلى وقت”.
وأكد أن “الجيش والقوات المسلحة والأمن يقومون بأعمال بطولية بكل ما تعنيه الكلمة”، معتبراً أنه “على الرغم من الأخطاء الكثيرة الموجودة فهناك ارتباط وثيق بين سياسات هذه الدولة وعقيدة هذا الشعب”.
وأكد الأسد في المقابلة التي أجريت معه في القصر الجمهوري في دمشق أن “هذه القاعدة العريضة من الشعب هي التي تحمي البلد، ومن هذا الشعب إذا أردنا أن نقول من هي أهم فئة جعلت هذا البلد يصمد هي بلا شك القوات المسلحة”، مقللاً في الوقت نفسه من الانشقاقات التي شهدها نظامه. ورأى أن “الشخص الوطني والجيد لا يهرب. لا يفر خارج الوطن. عملياً هذه العملية هي عملية إيجابية وهي عملية تنظيف ذاتية للدولة أولاً وللوطن بشكل عام”.
وخاطب الشعب السوري بالقول إن “مصير سوريا هو بيدك وليس بيد أي أحد آخر”. وعن الحديث الجاري حالياً حول احتمال إقامة مناطق عازلة داخل سوريا لإيواء اللاجئين الفارين من أعمال العنف، قال الرئيس السوري “أعتقد أن الحديث عن مناطق عازلة أولاً غير موجود عملياً، ثانياً غير واقعي حتى بالنسبة للدول التي تلعب الدور المعادي أو دور الخصم”.
إلى ذلك حمل الأسد الحكومة التركية المسؤولية عن العنف في الانتفاضة المستمرة ضده منذ 17 شهراً والتي قتل فيها الآلاف.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لإذاعة “فرانس انتير” إن “إقامة منطقة عازلة بدون منطقة حظر جوي أمر مستحيل”، مشيراً إلى أن هذا شيء لا تستطيع القوات الفرنسية القيام به وحدها.
لكنه لفت إلى أن قضية المناطق العازلة ستكون حاضرة على طاولة مجلس الأمن الدولي في جلسة اليوم، علماً أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سبق أن اقترح هذه المسألة.
ومن المقرر أن يحضر وزيرا الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ في نيويورك اجتماع مجلس الأمن حول سوريا وستمثل الدول الثلاث الأخرى الدائمة العضوية فيه بسفرائها.
وفي أنقرة، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده تتباحث مع الأمم المتحدة بشأن إمكانية إيواء اللاجئين السوريين الذين يتدفقون على الحدود هرباً من المعارك، في مخيمات داخل سوريا، معرباً عن الأمل في أن يتخذ مجلس الأمن قرارات في هذا الشأن.
ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن “اشتباكات عنيفة” بين القوات النظامية “ومقاتلين معارضين في محيط مطار تفتناز العسكري رافقتها أصوات انفجارات تسمع من داخل المطار” الواقع في ريف إدلب شمال غرب البلاد. وأشار المرصد إلى مقتل وجرح 14 من القوات النظامية إثر القصف الذي تعرض له المطار.
وقال مقاتل في “كتيبة شهداء تفتناز” التابعة للجيش السوري الحر يدعى أبو مصعب “هاجمنا مع كتائب أحرار الشام وكتائب أخرى من الجيش الحر مطار تفتناز العسكري حيث استمر الهجوم نحو ساعة ونصف”. وتابع المقاتل الذي ذكر أنه شارك في الهجوم على المطار “تم تدميــــــــر 3 مروحيــــــات بشكــــــل كامـــــل وإعطاب مروحيتين إضافةً إلى تدمير بعض الأبنية في المطار”، موضحاً أن كتائب الجيش الحر “قصفت المطار بواسطة دبابتين” كما استخدمت في الهجوم “القذائف ومضادات الطيران من عيار 23 و14.5 و12.7 ملم”.
وفي أعمال عنف أخرى، ذكر المرصد أنه في مدينة حمص تعرضت أحياء الخالدية وجورة الشياح إضافةً إلى أحياء حمص القديمة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، مضيفاً أن القصف على مدينة الرستن في الريف أدى إلى مقتل شخص.
وفي مدينة حلب، قتل 4 مواطنين برصاص القوات النظامية وجراء أعمال القصف، وقد أشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي العامرية.
من ناحيتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن “مجموعة من الإرهابيين المرتزقة في زملكا قامت باحتجاز مواطنين بينهم رجال ونساء وذبحهم أمام الأهالي”.
من جهتها، أعلنت قناة الإخبارية السورية أن جرمانا “ودعت باكورة شهداء التفجير الإرهابي الذي حدث أمس الأول وبقية الشهداء سيودعون تباعاً كل إلى قريته في أنحاء سوريا على أمل أن يعود الخير إلى سوريا بعد الانتصار في حربها المقدسة على الإرهـــاب”. وقتـــــــــل 27 شخـصــــــــــــــــاً في التفجير الذي استهدف تشييع مواطنين مواليين للنظام في بلدة جرمانا ذات الغالبية الدرزية المسيحية. من جهتها، دعت منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” الدول المجاورة لسوريا إلى السماح للاجئين الهاربين من أعمال العنف بعبور حدودها، في حين تريد تركيا إقامة منطقة لاستقبالهم على الأراضي السورية.
وفي لبنان، نظم مئات من الطلاب المؤيدين لأحزاب منضوية تحت لواء قوى 14 آذار المناهضة للنظام السوري تظاهرة في بيروت للمطالبة بطرد السفير السوري علي عبد الكريم.