عواصم - (وكالات): وافقت إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تشكيل “مجموعة عمل” و«قوة مهام” لإيران لمراقبة البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، وتولي عمليات التفتيش التي لها علاقة بالأنشطة الذرية الإيرانية، بحسب وثيقة داخلية. وهذه الوحدة الجديدة التي كشف دبلوماسيون تشكيلها الأسبوع الماضي، ستتألف من خبراء في مجالات عدة وسيكون دورها جعل موارد الوكالة التابعة للأمم المتحدة أكثر فعالية.
والوثيقة المقتضبة الموجهة إلى العاملين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تشير إلى أن المجموعة “ستمارس مهاماً على علاقة بتطبيق اتفاقات حول الضمانات” بين الوكالة وإيران.
في سياق متصل، يقول خبراء إن أي هجمات إسرائيلية تستهدف منشآت إيران النووية من غير المرجح أن تسبب كارثة على نطاق كارثة فوكوشيما التي وقعت في اليابان العام الماضي إلا إذا دمرت مفاعل بوشهر الذي بنته روسيا. ولن تنبعث من المنشآت مستويات مرتفعة من الإشعاع وإنما كيماويات سامة تسبب تلوثاً محلياً يؤثر على الصحة والبيئة. وكان هذا هو ما حدث نتيجة هجمات قادتها الولايات المتحدة على منشأتين نوويتين عراقيتين خلال حرب الخليج في التسعينات وخلال غزو العراق في 2003. من ناحية أخرى، يحضر قادة 100 دولة من حركة عدم الانحياز بينهم 30 رئيس دولة أو حكومة اليوم وغداً في طهران قمة تأمل طهران في الاستفادة منها لكسر العزلة الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وهذه القمة الـ 16 لحركــــــة عــــدم الانحيـــــاز ستعطي إيران الرئاسة الدورية لثلاث سنوات لهذه المنظمة التي ترغب طهران في تنشيط دورها لمواجهة القوى الكبرى وخصوصاً الغربية منها. وبمبادرة من طهران، يرجح أن يدين البيان الختامي للقمة العقوبات الأحادية الجانب التي يفرضها الغربيون على عدد من أعضاء المنظمة، وفي مقدمتها إيران، بسبب سياستها النووية أو انتهاكاتها لحقوق الإنسان. وبدون التطرق إلى حالات معينة يدين مشروع البيان الختامي، كل أشكال “العقوبات الاقتصادية” و«الضغوط السياسية “والأعمال العسكرية” وخصوصاً “الهجمات الوقائية” التي تهدد كل من إسرائيل والولايات المتحدة بشنها ضد طهران. وقد وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى طهران رغم انتقادات الولايات المتحدة وإسرائيل. وطلب من المسؤولين الإيرانيين الذين التقاهم في طهران اتخاذ إجراءات “ملموسة” لتهدئة المخاوف بشأن البرنامج النووي لبلادهم، كما أعلن المتحدث باسمه مارتن نيسيركي. والأمين العام الذي التقى المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، شدد أمام محادثيه على أن تعليقات طهران الأخيرة حيال إسرائيل “مسيئة”. وأعلن وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي، أن نجاد وافق على تفقد بان كي مون للمنشآت النووية إذا رغب بذلك. ولضمان عدم حصول أي حادث يخل بهذا اللقاء الكبير الهادف إلى إظهار صورة إيران قوية وهادئة ومستقرة، نشرت السلطات إمكانات كبرى. وتمت تعبئة حوالي 110 آلاف شرطي وعسكري في كل أنحاء البلاد. وفي سياق ذي صلة، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وكبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً الدكتور يسري أبو شادي القول إن القاهرة سترفع من مستوى تمثيلها الدبلوماسي مع طهران في القريب العاجل وستفتتح سفارة لها فيها، حسبما ذكرت جريدة “الجمهورية” المصرية. وقال أبو شادي إن زيارة الرئيس المصري ووزير الخارجية إلى طهران للمشاركة في قمة دول عدم الانحياز ستؤدي إلى تدعيم العلاقات الإيرانية المصرية. في غضون ذلك، نقلت قناة “العالم” عن وكيل وزير الخارجية المصري عز الدين رمزي عزم القاهرة رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد تسليمها رئاسة حركة عدم الانحياز إلى إيران. وفي شأن آخر، دعت واشنطن طهران إلى الإفراج عن العنصر السابق في قوات المارينز أمير ميرزاي حكمتي في الذكرى السنوية الأولى لاعتقاله، معربة عن قلقها بسبب عدم السماح بالوصول إليه ونافية تهم التجسس عنه.