دعا كل من المجلس الوطني السوري والهيئة العامة للثورة السورية اليوم السبت إلى التدخل العسكري لحماية المدنيين، وسط دعوات أطلقها المحتجون السوريون للتصعيد بعد مجزرة الحولة، فيما شهدت مختلف المدن السورية مظاهرات غاضبة خلال ساعات الليل.
وطالب المجلس الوطني مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع فوري لبحث الوضع الناجم عن المجزرة في ظل وجود المراقبين الدوليين، وتحديد مسؤولية الأمم المتحدة إزاء عمليات الإبادة والتهجير القسري التي يقوم بها النظام بحق المدنيين العزل، محملا المسؤولية الأساسية للمجتمع الدولي باتخاذ القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري، بما في ذلك اللجوء إلى البند السابع، لحماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة.
كما طالب في بيان أصدره في ساعة متأخرة من مساء أمس، جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري لسحب ما تبقى من اعتراف بالنظام، وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معه، ودعوة دول العالم كافة لمعاملة النظام بما يوازي ما وصفها بـ"الجرائم الوحشية".
تصعيد للثورة على النظام
وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني المستقيل، قلت للأمين العام بان كي مون والبعثة التي تواصلت معهم، إن عنان لا يستطيع الاستمرار بمهمته بعد المجازر، ولا أن يقوم بزيارة دمشق من دون ان يرف له جفن.
وفيما طالبت الهيئة العامة للثورة السورية بإعلان فشل خطة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا كوفي عنان، طالبت على لسان ممثلتها سهير الأتاسي الأمم المتحدة بالتدخل العسكري لحماية المدنيين.
ووجهت الهيئة العامة للثورة والمجلس الوطني، بإعلان الحداد اليوم "شهداء الحولة"، ووجه المجلس الوطني نداء للشعب السوري لإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام واعتبارها أياماً "لتصعيد الثورة ضد النظام والرد على المجزرة بمزيد من التظاهرات وخاصة في دمشق وحلب".
كما دعا الجيش السوري الحرّ لمنع النظام وميليشياته المسلحة من الوصول إلى المناطق المدنية من خلال قطع طرق الإمداد بكافة الوسائل المتاحة.
من جهته طالب المجلس العسكري للجيش السوري الحر، دول مجموعة أصدقاء سوريا، بتشكيل حلف عسكري خارج مجلس الأمن وتوجيه ضربات عسكرية للنظام، معتبراً أن بقاء الأسد ونظامه يشكل عامل عدم استقرار في المنطقة.
ودعا العميد الركن مصطفى الشيخ قائد المجلس العسكري في الجيش السوري الحر عناصره إلى توجيه ضربات نوعية لقوات الأسد وجميع رموزه.
مظاهرات غاضبة
ورداً على المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام السوري وميليشيات تابعة لها وراح ضحيتها أكثر من 90 قتيلا، بينهم 50 طفلاً، في منطقة الحولة بحمص، شهدت مختلف المدن السورية مظاهرات غاضبة خلال ساعات الليل.
وفي دمشق عمت المظاهرات أحياء الميدان وقبر عاتكة والقدم والعسالي والحجر الاسود والتضامن وبرزة وجوبر ونهر عيشة وكفر سوسة وركن الدين والمزة، في حين علت أصوات انفجارات في المنطقة الجنوبية من العاصمة، تلاها إطلاق رصاص من قبل قوات الامن لتفريق المظاهرات حسب تأكيد الهيئة العامة للثورة.
كما خرجت مظاهرات مماثلة في درعا وحلب وإدلب وحمص والرقة والبوكمال، استمر بعضها حتى ساعات الصباح الباكر.