دبي- (العربية نت): لا شك أن صورة واحدة تجمع السفير جيفري فيلتمان مع “ولي الفقيه” الإيراني، لهي في حد ذاتها حدثٌ، على الرغم من أن فيلتمان زار طهران بالأمس على هامش انعقاد القمة السادسة عشرة لدول عدم الانحياز بصفته مساعداً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، وفقاً لتقرير بثته قناة “العربية”. فالصورة تجمع بلقطة واحدة محورين سياسيين متعارضين. لكن قراءة أبعد من الصورة قد تشي بأن هناك رسائل أمريكية أو إشارات تُبعث من تحت الطاولة إلى الخصم الإيراني الأشرس بالنسبة إلى الولايات المتحدة. لاسيما أن فيلتمان معروف بتصريحاته ضد إيران ولعلّ آخرها ما ألمح إليه في مجلس الأمن من اتهامها بتزويد النظام السوري بالسلاح في خرق واضح لحظر بيع السلاح لسوريا.
وفي هذا السياق، أشارت بعض التسريبات الإعلامية سابقاً، ومنها صحيفة “النهار” اللبنانية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، إلى أن الدبلوماسي الأمريكي هو الذي شجع الأمين العام للأمم المتحدة لحضور القمة المنعقدة في طهران على مدى يومين. أما السبب فحضُّ المسؤولين على أن تكون المفاوضات مع الإيرانيين جدية وصادقة، وبهدف حصر الإنتاج النووي في الاستعمالات غير العسكرية، كما أنه أراد التثبت من حقيقة الدور الإيراني في الأزمة السورية، وطرق التعامل معها ووسائل الدعم التي تقدمها طهران إلى دمشق ودعم محاولة توفير أجواء الانتقال السياسي ووقف العنف والانصراف إلى الحوار. ولربما كان في الأمر شيء من الصحة، لاسيما أن البلدان التي تعرف الدبلوماسي الأمريكي، وما تجلبه زياراته دوماً من مفاجآت خلف الكواليس، تعي أن في الصورة ما هو أبعد من مجرد لقاء بروتوكولي. فمساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى السابق، شغل قبل ذلك منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان خلال الفترة ما بين 2004 و 2008، ولعب دوراً بارزاً خلال حرب يوليو التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006، على ذمة ما سرب من وثائق “ويكيليكس”. كما إنه تطوّع خلال غزو العراق عام 2003 للخدمة في مكتب سلطة الائتلاف المؤقت في أربيل شمال العراق، من يناير حتى أبريل 2004. ويبدو أن الرجل الذي يتقن إلى جانب لغته الأم الفرنسية والمجرية، والعربية التي تعلمها في الأردن، ينوي الاطلاع على “الفارسية”.