عواصم - (وكالات): أعلن الجيش السوري الحر إسقاط طائرة ميغ قرب مطار عسكري في إدلب شمال سوريا، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل العشرات في أعمال عنف بمناطق مختلفة في البلاد، فيما اتهمت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية “هيومن رايتس ووتش” النظام السوري بارتكاب جرائم حرب في حلب. وقال قائد المجلس الثوري العسكري للجيش السوري الحر في محافظة إدلب العقيد عفيف محمود سليمان إن “الطائرة أسقطت ونزل الطياران بمظلتين وتم القبض عليهما”. وأوضح أنه “أثناء مداهمة مطار أبو الظهور أقلعت طائرة الميغ وقبل أن تأخذ ارتفاعها أطلقت عليها النار من الرشاشات ما أدى إلى احتراقها ليقفز بعدها الطياران بالمظلات”.
وذكر سليمان أن “العملية النوعية” جرى التخطيط لها على مدى 3 أيام “وشارك فيها مئات الثوار”. وتحدث عن “إحراق 11 طائرة ميغ في المطار كانت تقصف مدن المحافظة” وتدمير عدد آخر من الطائرات في مطار تفتناز الواقع في إدلب أيضاً، مشيراً إلى أن عملية إسقاط طائرة الميغ اليوم “هي الثانية من نوعها”.
وبعيد إعلان إسقاط الطائرة، قتل العشرات بينهم 8 أطفال و9 نساء في قصف للقوات النظامية على منطقة أبو الظهور، بحسب ما أفاد المرصد السوري.
وقد تواصلت الاشتباكات بين القوى المعارضة المسلحة والقوات النظامية في أنحاء البلاد، منها دير الزور، وإدلب وحمص ودرعا وحلب.
من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن عمليات للجيش النظامي في حلب ودرعا وإدلب وريف دمشق جرى خلالها الاشتباك مع عناصر مسلحة، مشيرة إلى مقتل العشرات منهم.
وتأتي أعمال العنف هذه غداة اعتبار الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية أجريت معه في القصر الجمهوري في دمشق وبثت أمس الأول أن الوضع في سوريا بات “أفضل” من السابق رغم أنه أقر بأن “الحسم” العسكري يحتاج إلى مزيد من الوقت.
وقد قتل أكثر من 8 آلاف عنصر أمني وعسكري سوري منذ بداية النزاع في سوريا قبل 17 شهراً، بحسب ما أفاد مدير مستشفى تشرين العسكري في دمشق.
من جهته، طالب المجلس الوطني السوري المعارض مجلس الأمن الدولي الذي يجتمع على مستوى وزراء الخارجية بفرض مناطق حظر جوي في سوريا وإقامة ممرات آمنة فيها لإيصال المساعدات الإنسانية للنازحين واللاجئين السوريين.
وفي السياق، اتهمت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية “هيومن رايتس ووتش” القوات الحكومية السورية بارتكاب جرائم حرب في حلب عبر استهداف 10 مخابز بأعمال قصف أو من خلال طائرات.
من جهتها، أعلنت متحدثة باسم الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية لم تتلق حتى الآن سوى نصف الأموال التي تحتاج إليها لمواصلة عملياتها الإنسانية الرئيسة داخل سوريا داعية إلى تقديم مساهمات إضافية.
وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين في سوريا حالياً بـ 1.2 مليون شخص يقيمون في مبان عامة مثل المدارس، فيما يعاني 2.5 مليون شخص بشكل إجمالي من تبعات النزاع.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره الفرنسي لوران فابيوس مساعدة إنسانية إضافية بملايين اليورو للمدنيين السوريين.
وتحدث الوزيران في مؤتمر صحافي مشترك قبل اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي مخصص لموضوع المساعدة الإنسانية في سوريا، فأوضح هيغ أن 3 ملايين جنيه إسترليني “4.75 ملايين يورو” ستضاف إلى 27.5 مليون سبق أن رصدتها لندن.
بدوره، أعلن فابيوس أن “5 ملايين يورو” “6.2 ملايين دولار” ستضاف إلى 20 مليون يورو كانت أقرتها فرنسا.
وقد حذر مجلس الأمن الدولي من محاولات تهديد أمن لبنان واستقراره وسط تزايد العنف وتصاعد التوتر في البلاد بسبب الصراع المستمر منذ 17 شهراً في سوريا المجاورة.
وجاء التحذير ضمن قرار أصدره مجلس الأمن لتجديد تفويض قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان التي يبلغ عدد أفرادها 11500 جندي والتي تتمركز في معقل حزب الله في الجنوب لمراقبة وقف الأعمال العسكرية على الحدود مع إسرائيل.