يقوم الإسرائيلي ميكي كوهين مع بدء شروق الشمس بالقرب من مسكنه في الجبل بالدوران ببطء في التأمل، الذي تشتهر به الطريقة المولوية الصوفية الإسلامية.
وبالنسبة لكوهين، فإنَّ ما يقوم به هو الإجابة عن حياة قضاها في البحث عن الروحانية، حيث أصبح أول يهودي إسرائيلي يدخل إلى عالم الصوفيين المولويين المعروفين باسم الدراويش. وبدأ كوهين المولود لعائلة إسرائيلية من الطبقة الوسطى بالقرب من تل أبيب رحلته بالبحث عن السلام الداخلي بعد حرب عام 1973، التي كان خلالها مسعفاً في الجيش الإسرائيلي، والتي حطمت شعوره بالأمان، وأجبرته على إعادة النظر والتفكير في كل شيء، بحسب ما يقول. وبعد محاولة قصيرة للدخول في الروحانية اليهودية، أمضى كوهين عامين في اشرام “معبد هندوسي” في تل أبيب، ثم 3 أعوام أخرى في الولايات المتحدة درس فيها الكونغ فو وعقيدة الطاوية الصينية وحاز على درجات علمية في الفلسفة وعلم النفس. وعلى الرغم من عيشه حياة عادية وزواجه وشغله وظيفة عادية، بقي يبحث عن السلام الداخلي حتى وجد في نهاية المطاف كتابات للشاعر جلال الدين الرومي، الذي وضع أسس الطريقة المولوية الصوفية للدراويش. ويقول كوهين “كلما قرأت للرومي كلما كنت اقترب، وفجأة اكتشفت الصوفية، حيث يتوقف العقل ويبدأ القلب. وعندها أصبح واضحاً بالنسبة لي أن الصوفية هي طريقي”. ومع ازدياد انبهار كوهين بتعاليم الرومي بدأ ينسى مظاهر الحياة اليومية، فانفصل عن زوجته وبدأ بالترحال. وقرر ميكي في عام 2005 الذهاب إلى مدينة قونية التركية لزيارة قبر الرومي “لشكره” على تغييره. وفي طريقه إلى تركيا التقى بالصدفة باتباع آخرين للمولوية الصوفية، الذين قاموا بدعوته إلى قضاء أسبوع معهم.