انتهت قصة “الكلاسيكو” كأس السوبر الإسباني. قصة أرادها المدريديون أن تكون بيضاء اللون. ريال مدريد يكسب الصراع الأول مع غريمه برشلونة بفوزه 2-1 (2-3 ذهاباً). وجه جديد قدمه ريال مدريد في هذه المباراة. من المرات النادرة التي شاهدنا فيها النادي الملكي يفرض شخصيته على غريمه. ريال مدريد استطاع أن يسيّر نسق المباراة كيف ما شاء.
في الواقع، لا يمكن القول أن طرد البرازيلي أدريانو في الدقيقة 28 قلب الأمور رأساً على عقب لمصلحة الملكي، إذ إن ريال بدا منذ اللحظات الأولى للمباراة أنه مصمم على قلب المعادلات. منذ الدقيقة 11 ضرب ضربته الأولى عندما مرر البرتغالي بيبي كرة طويلة أخطأ الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو في تشتيتها فوصلت إلى الأرجنتيني غونزالو هيجواين الذي أسكنها بسهولة في شباك فيكتور فالديس.
بدا واضحاً أن ثمة خلل في دفاع برشلونة وتحديداً في التعامل مع الكرات الساقطة. وبالفعل، حملت الدقيقة 19 هدفاً ثانياً مشابهاً لريال عندما استخلص لاعبو وسط الملكي الكرة لتصل إلى الألماني المميز سامي خضيرة الذي أرسلها طويلة إلى البرتغالي كريستيانو رونالدو ليتخطى هذا الأخير جيرارد بيكيه بحركة فنية ويسدد الكرة قوية في الشباك الكتالونية.
نسق الشوط الأول استمر على حاله: هجوم مدريدي ضاغط وضياع كتالوني، ويقيناً لو استغل لاعبو الملكي، وتحديداً هيجواين، الفرص التي لاحت لهم لخرجوا بغلة وافرة في هذا الشوط. في المقابل لم يجيد لاعبو برشلونة سوى المحاولات الفردية لبعض نجومه حيث كان الهدف واضحاً وهو الحصول على أخطاء يستفيدون عبرها من الكرات الثابتة وهذا ما حدث بالفعل في الدقيقة 45، حيث استطاع الأرجنتيني ليونيل ميسي ترجمة ركلة حرة بطريقة رائعة مسكناً الكرة في شباك إيكر كاسياس.
في الشوط الثاني كان الواقع مختلفاً، حيث انخفض نسق المباراة تحديداً حتى ربع الساعة الأخير، بعد أن ارتد لاعبو ريال إلى منطقتهم معتمدين على الهجمات المرتدة التي لم يحسنوا استغلالها وخصوصاً انفرادية هيجواين في الدقيقة 80 لكنه سدد على القائم الأسر، في حين اعتمد لاعبو برشلونة على التمرير الكثير في وسط الميدان ومن ثم المباغتة بكرات بينية، كان أخطرها في الدقيقة 62 عندما انفرد بيدرو بكاسياس إلا أن الأخير أنقذ تسديدته، وفي الدقيقة 76 عندما انفرد جوردي ألبا بكاسياس إلا أن سيرجيو راموس أنقذ الكرة في اللحظة الأخيرة.
في المحصلة، حقق ريال مدريد المطلوب وظفر بالكأس. يمكن القول أن الموسم انطلق فعلياً بعد هذه المباراة بالنسبة للملكي.