ينعته جمهور برشلونة باللاعب «الكريه» و»العدواني» و»الحقود» وغيرها من الألفاظ الجارحة لشراسة أدائه الدفاعي وارتكابه أخطاء بالجملة خلال مباريات «الكلاسيكو» قلما يخرج منها سليماً من البطاقات الملونة، ولكنه كان في مباراة الأربعاء قائداً ميدانياً صاحب تكتيك عال وأسهم بشكل أساس في فوز النادي الملكي بلقب السوبر الإسباني على حساب برشلونة.
النجم البرتغالي بيبي -الأكثر جدلاً في مدريد- أصبح بمثابة «البهارات» الضرورية لرفع جودة وجبة الكلاسيكو الكروية وزيادة معدلات الإثارة والمتعة في أحداث المواجهات الملكية - الكتالونية التي يطغى عليها غالباً الشد العصبي داخل المستطيل الأخضر وخارجه!.
وفي الوقت الذي انتظر فيه المراقبون ضرباً تحت الحزام من «المصارع بيبي»، فإن الأخير قدم أروع عروضه وكان كلمة السر في انتصار مدريد على برشلونة 2-1 بصناعته الهدف الأول لزميله الأرجنتيني هيغواين وإحكامه السيطرة الدفاعية في المنطقة البيضاء فضلاً عن امتلاكه زمام الأمور أمام الحارس إيكر كاسياس وتوليه مهمة بدء الهجمة طوال مجريات اللقاء. ولعب بيبي دور صمام الأمان ونصب نفسه مدرباً ميدانياً بإعطاء التعليمات لزملائه في كيفية التغطية وتوجيه الكرات والتحكم في سير المباراة باتخاذ قرارات الاستحواذ واستنزاف الوقت تارة وتسريع اللعب وحتى صناعة الأهداف تارة أخرى، وجعل من وجوده في الملعب ضرورة حتمية لإنجاح لعب ريال مدريد.
ولأنه بيبي فقد أبى الخروج من اللقاء دون عقوبة إذ أشهر الحكم الإسباني ماتيو لاهوز البطاقة الصفراء في وجهه خلال الشوط الثاني لإعاقته المهاجم الكتالوني بيدرو في مشهد اعتاد عليه أنصار الريال الذين ظنوا بأن الحمراء قريبة من المدافع البرتغالي إلا أنه تحكم في أعصابه على غير العادة وفكر في كرة القدم فحسب وكان كلمة السر في الانتصار الثمين.