لقيت كلمة الرئيس المصري د.محمد مرسي في قمة عدم الانحياز الـ16، التي انعقدت في طهران، أول أمس، إشادة واسعة من مختلف الآراء والاتجاهات السياسية والشبابية بمصر، كما لقيت كلمته احتفاءات «تويترية» كتبها العديد من المثقفين المصريين، وأشاروا إلى أنهم واثقون من أن مرسي سيتبع القول بالفعل لنصرة السوريين.
ودعا المفكر الإسلامي والداعية السعودي د.سلمان العودة قادة الدول العربية والإسلامية إلى الذهاب إلى إيران، إذا كانوا سيصدحون بالحق كما فعل د.محمد مرسي، حيث غرد كاتباً «ليذهب كل رؤساء العرب إلى إيران إذا كانوا سيصدحون بالحق كما فعل الرئيس محمد مرسي».
كما اعتذر الداعية عبدالعزيز المطيري لمرسي قائلاً «السيد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية أعتذر إليك حين هاجمت حضورك قمة عدم الانحياز، فلم أكن أتوقع منك هذا الوضوح في الموقف تجاه سوريا». وتساءل أستاذ الفقه المشارك في جامعة القصيم د.خالد المصلح في تغريدته «هل سيسجل التاريخ أن أول من أظهر في إيران الحديثة الترضي عن الخلفاء الراشدين بأسمائهم والصحابة أجمعين هو رئيس مصر».
وأضاف المصلح في تغريدة أخرى «إظهار الترضي عن الصحابة أجمعين في بلد ينشر في الدنيا سبهم وتنقصهم أمر يستدعي الوقوف ولو كان مهرجاناً رياضياً». أما النائب في مجلس الأمة الكويتي د.وليد الطبطبائي فكتب «ماذا فعلت يا مرسي؟! لله درك يا زعيم.. خشينا أن يخيب ظننا بك لكنك أبيت إلا أن تكون عند حسن ظننا فيك عاش مرسي.. وعاشت مصر الثورة».
وأضاف الطبطبائي في تغريدة أخرى «كنا نقول إن مشاركة مرسي بقمة طهران خطأ، لكنه لما شارك قال ما ينبغي أن يقال فيشكر على ذلك وبقي أن يلحق الأفعال بالأقوال بنصرة حقيقية للسوريين».
إتباع القول بالفعل
وحيّا الداعية السعودي د.عائض القرني الرئيس المصري في تغريدة له على رسالته المقصودة بالترضي على الخلفاء الراشدين، حيث قال «تحية إجلال وإكبار للرئيس المصري محمد مرسي حيث قال في طهران اليوم في رسالة مقصودة (ورضي الله عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين)». وأشار القطري فيصل بن جاسم آل ثاني على حسابه في «تويتر» إلى أننا واثقون من أن مرسي سيتبع القول بالفعل «بيض الله وجهك على كلمتك ونحن واثقون أنك ستُتبع القول العمل فقد دقت الساعة لتقول حان الوقت لدعم الثورة السورية».
وأضاف في تغريدة أخرى للتيارات الإسلامية أن الأمة انتخبتهم وهي مجروحة من ماضيها لثقتها بكم، حيث قال: «همسة بإذن الحركات والتيارات الإسلامية اعلموا أن الأمة لما ملكت خيارها انتخبتكم وهي مجروحة من ماضيها ثقة بكم في مصر وتونس .. فاتقوا الله فيها».
وفي ذات السياق كتب الأستاذ الجامعي د.أحمد الذايدي في تغريدة له أن «كلمة مرسي اليوم أثبتت أن كل من راهن على مداهنته للنظام الإيراني كان مخطئاً، كما أثبت أن مصر الثورة ستكون سنداً حقيقياً للعرب والمسلمين»، مضيفاً أن «مرسي يترأس زعماء العالم في قمة عدم الانحياز وشفيق هارب من مصر ومطلوب للعدالة لا يصح إلا الصحيح». وهنأ المنشد السوري في تغريدة له الشعب المصري على موقف مرسي في قمة عدم الانحياز قائلاً «يا شباب مصر يحق لكم أن تفخروا باختياركم لرئيس كان أول من جهر بالترضي عن الصحابة في بلد يشتمون فيه، وكان داعماً للمظلوم صراحة أمام ظالمه».
ولفت الصحافي بقناة الجزيرة عامر الكبيسي إلى أن تحريف كلمة مرسي يعيدنا إلى تحريف كلمة ممثل الأمم المتحدة في العراق حين انتقد وضع السجناء، قائلاً «تعرفون أن ترجمة كلمة مرسي تم تحريفها بالفارسية، هذا يذكرني بتحريف ترجمة ممثل الأمم المتحدة في العراق من انتقاد لوضع السجناء للترحيب».
زعامة «عدم الانحياز»
ولفت الكاتب والباحث السياسي أمير سعيد إلى أن مرسي توجه لطهران ليسلمها رئاسة الدورة الحالية لحركة عدم الانحياز فتزعمها هو بالفعل، حيث قال في تغريدة له «جاء مرسي لطهران ليسلم رئاسة الدورة الحالية لحركة عدم الانحياز لإيران، لكن الواقع أن مرسي هو من تسلم «زعامة» الحركة بالفعل». وغرَّد المخرج السينمائي الشهير شريف عرفة على موقع «تويتر» قائلاً: «إن أكثر ما لفت نظري في خطاب مرسي أنه بدأ بالصلاة على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وصحابته واحداً واحداً، وذكر الخلفاء الراشدين الأربعة في بداية كلمته، وذلك بالمخالفة للشيعة، كما وصف النظام السوري بأنه نظام ظالم في عقر دار إيران، التي تؤيد ذلك النظام». وتابع عرفة: «الرئيس المصري أكد أن مصر دولة مدنية ديمقراطية وطنية أي ليست دينية كإيران».
وأضاف «مرسي أشاد بكوبا لموقفها المعارض لأمريكا، وانتقد حق الفيتو، ودعا للديمقراطية الحقيقية، وتقبل التعددية في النظام الدولي، كما رفض في كلمته الظلم التاريخي في أفريقيا لأنها ليست عضواً دائماً في مجلس الأمن، وهو ما يمثل عودة لدور مصر الرائد في أفريقيا». وعلّق د.فاضل سليمان قائلاً: «مش عاجبكم أخونة مصر، أهو راح يأخون إيران». وعلّق نادر بكار، المتحدث باسم حزب النور السلفي، قائلاً: «كل التأييد لمرسي على كلمته القوية، هذا ما كنا نبغيه. امضِ ولا تلتفتْ إن شاء الله، نستقبلك في مطار القاهرة استقبال الأبطال».
وكتبت الناشطة أسماء محفوظ: «أخيراً مصر بقى لها رئيس عنده دم وكرامة. اليوم يوم الشعب لاستقبال الرئيس». وفي تعليقها على «تويتر» أيضاً، قالت الناشطة السياسية د.هبة عزت «تعجّبت ممن طلب من مرسي عدم الذهاب لإيران»، مؤكدة أنه مطلب غير سياسي، وأن المهم هو تحديد الغرض من الزيارة والرسائل المراد توصيلها. وكانت انتقادات حادة ألقت باللوم على الرئيس المصري حينما قرر حضور القمة في العاصمة الإيرانية طهران.