قال خطيب جامع الفاتح فضيلة الشيخ عدنان القطان إن العالم ترك السوريين يواجهون الطغاة والمجرمين وأعداء الإسلام والمسلمين الذين اجتمعوا عَلَى أَهْلِنا في سوريا، تقتيلاً وذبحاً وتنكيلاً واغتصاباً وحصاراً وتهجيراً، مضيفاً أن أمة العرب ركنت في قضاياها المصيرية إلى المنظمات الدولية، وركنت في حمايتها إلى الدول العظمى.وأشار الشيخ عدنان القطان، في خطبته أمس تحت عنوان «التعلق بالله عز وجل»، إلى أن أهل سوريا «لما رأوا خذلان الناس لهم؛ تعلقت قلوبهم بالله تعالى وحده، وظهر ذلك جليّاً في هتافاتهم وشعاراتهم، فأمدهم الله -تعالى- بقوته، وثبّت قلوبهم بقدرته، وأدال لهم على أعدائهم، وأمال الكفة لهم، وصاروا يثخنون في العدو، ويقتربون من النصر، وتلك آية بينة رأيناها بأنفسنا، تدل على أن التعلق بالخلق يورث الذل والخذلان والهزيمة، وأن التعلق بالله تعالى يكسب العز والنصر والقوة».وأضاف «اجتمعت أمم الكفر من سالف التاريخ إلى حاضره على الرسل وأتباعهم، فكان تعلق الرسل وأتباعهم بالله -تعالى- أمضى سلاح كسر أعداءهم».وقال الشيخ عدنان القطان إن «أمة العرب، ركنت في قضاياها المصيرية إلى المنظمات الدولية، وركنت في حمايتها إلى الدول العظمى، وتعلقت بها أكثر من تعلقها بالله -تعالى-، فما زادتها والله إلا ذلاًّ وظلماً وقهراً ورهقاً، فضاعت فلسطين في أروقة الظالمين، وسلمت بعض ديار المسلمين للمنافقين، والآن يذبح الحاقدون إخواننا في سوريا، ويبيد البوذيون إخواننا في بورما بأراكان، وأمة العرب -ومِنْ ورائها المسلمون- لم يستطيعوا فعل شيء؛ لأن تعلقهم بغير الله -تعالى- كان أكثر من تعلقهم به -سبحانه-ضربت عليهم الذلة رغم كثرتهم، وأهينوا بالفقر رغم ثرواتهم، وأصيبوا بالتفرق مع أنهم في الأصل أمة واحدة.وأشار إلى أن «تعدَّدت الأسباب، واختلفت الرؤى؛ لكنَّ السببَ الجامعَ لكُلِّ أسبابِ مصائبِ الأمةِ ومذابحها وهوانها على أعدائها هو التعلقُ بغير الله -تعالى-، فوُكِلُوا إلى مَن تعلَّقوا به مِن البشر، فخذلوهم، وظلموهم، وغدَروا بهم».وأكد القطان أن «الأمة المسلمة في هذا الزمن، ما تسلط عليها أعداؤها، فاستباحوا حماها، وكسروا هيبتها، وتآمروا عليها، واحتلوا أراضيها، وطمعوا في ثرواتها، وصادروا حقوقها في العيش الكريم، إلا لأن الخذلان قد أحاط بالمسلمين، وأصيبوا بوهن قلوبهم، وانحطاط عزائمهم، وضعف هممهم، وسبب ذلك تعلق قلوبهم بغير الله تعالى، تعلق قلوبهم بأعداء الأمة الذين يظنون أن الحلول والمخارج في أيديهم، والنصرة والعزة لديهم».
970x90
970x90