كتبت ـ شيخة العسم: بات تدخين المرأة البحرينية للشيشة في الأماكن العامة والمقاهي والمطاعم ظاهرة مألوفة في مجتمعنا محافظ، وخرج الموضوع من إطار الخصوصية ودخل دائرة الظاهرة. ويتساءل البعض هل يقبل مجتمع البحرين المرأة “المشيشة” أم لا؟ ولماذا تلجأ فتياتنا ونساؤنا للشيشة؟ هل تلعب الحالة النفسية دوراً في تفشي الظاهرة؟ ما مضار الشيشة على المرأة ؟ ما رأي المشيشات وغير المشيشات؟. لا أحد يُنكر أضرارها ثاجبة داوود بحرينية تزحف نحو الـ46 من عمرها، بدأت تدخين الشيشة منذ 5 سنوات فقط، والسبب شلة فتيات دخلت في صداقتهن اعتدن “التشييش”، ووجدت في تدخين الشيشة تعاطياً مع تطورات العصر.تقول ثاجبة “بدأت أدخن الشيشة عندما أصبح عمري 40 سنة، بعد أن تعرفت على شلة فتيات يصغرنني عمراً، كنت أخرج معهن ونجتمع في “كوفي شوب”، وكُنّ جميعاً يشيشن، أعجبني مظهرهن وهن يمسكن الشيشة، وشعرت أن هذا الشكل جذاب للأنثى وقررت خوض غمار التجربة”.وتضيف “في الأول انتابتني نوبة سعال شديد وأحسست بدوران في الرأس ولوعة شديدة، وتراجعت عن الفكرة، في اليوم التالي عاودت التجربة رغم مرارة طعم الشيشة، وواصلت التدخين”.وحول تقبُّل زوجها وأبنائها لموضوع “التشييش” تقول “قوبلت فكرة تدخيني الشيشة برفض شديد من قبل زوجي وأبنائي، وبعد سنة تقريباً من إصراري على التدخين وافق زوجي على مضض بأن أشيش في المنزل فقط لا في المقاهي، وقال لي (أتمنى أن تقطعي الشيشة كما قاطعتي الشلة التي كانت السبب)”.وتشرح ثاجبة أسباب ترك “شلة التدخين” إلى فسادها، وقالت “كانت ستأخذني لمنحى غير مستقيم أخلاقي وسلوكي فآثرت الانصراف والابتعاد”.ولدى سؤالنا لثاجبة عن معرفتها بأضرار الشيشة أردفت “بصراحة أنا أعرف أضرارها تماماً ولكني أتجاهلها”، وتضيف “أتناول في اليوم أكثر من 15 رأس شيشة، جربت جميع النكهات وأفضل التفاح و«ترميلون” أي “الجحة”.وفي حال لم تستطع ثاجبة أن تشيش لأسباب خارجة عن إرادتها فإن المزاج يتعكر و«أصاب برجفة وكأنني مدمنة مخدرات”، وتختتم “أتمنى من أصحابي ألا يفكروا في تجربة هذا السم، وأوصي بناتي دوماً بالابتعاد عنها، حيث كنت منذ صغري أكره المدخنات واعتبرهن متشبهات بالرجال، وأكره أن يراني أبنائي وأحفادي وأنا أُدخّن”. عادة وليست إدماناًيقول علي حسن 27 سنة “أدخن الشيشة مرتين يومياً، ولكن فكرة أن تُدخن زوجتي غير مقبولة ومرفوضة تماماً، ولا أسمح لها ارتياد المقاهي سواء قدمت الشيشة أم لا، وأرى أن التدخين خاص بالرجل وليس له دخل بعملية المساواة بين الجنسين، فكون المرأة أنثى يجب أن يكون مظهرها جميلاً ولائقاً ومحترماً بعيداً عن التدخين وأجوائه المعكّرة”. في حين تقول فاطمة عبدالله ‘’لا أرى فرقاً في تدخين المرأة والرجل، فالتدخين غير جيد ومضر بالصحة ولا أحب المدخنين، وإذا كانت المرأة مدخنة فهذا الأمر أدهى وأمر، لأن الواقع الاجتماعي لا يقبل ذلك أبداً’’.ولا ترى شمة زايد التدخين أمراً جيداً، “لكن الجديد المنتشر في المجتمعات ظاهرة تدخين المرأة الخليجية للشيشة، من باب التقليد والموضة لا أكثر، وهي ظاهرة غزتنا من مجتمعات عربية اعتادت نساؤها الشيشة، والبيئة المحيطة بالفتاة تدفعها كثيراً إلى التدخين، فعندما يدخن أحد الوالدين السيجارة أو حتى صديقات البنت، يؤدي بها إلى أن تسلك منهجهم وتُدخّن وتُشيش، خاصة أن هناك من يعتقد أن الشيشة أقل ضرراً من السيجارة فتتجه الفتيات إلى هذا الاتجاه’’.الأضرار بالأرقامأظهرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية حول عواقب تدخين الشيشة على الصحة، أن تدخين الشيشة في جلسة واحدة لمدة من 20 ـ 80 دقيقة، تعادل تدخين أكثر من 100 سيجارة، وأن أضرار استنشاق دخانها يكون أكثر ضرراً لاحتوائه على دخان التبغ والدخان الناتج من الوقود المستخدم. وكشفت المنظمة معلومات مخيفة عن عدد المدخنين، وقدرت أعدادهم حول العالم بنحو 1.2 مليار شخص، بينهم 200 مليون امرأة، في حين أن أكثر من 5 ملايين شخص يموتون سنوياً بسبب أمراض ناتجة من التدخين، أي حوالي 13400 شخص يومياً، 560 شخصاً كل ساعة، 9 أشخاص كل دقيقة، شخص واحد كل 7 ثوان.وتتوقع المنظمة أن يرتفع عدد الوفيات بسبب التدخين إلى 10 ملايين حالة وفاة سنوياً عام 2020، أي وفاة شخص واحد كل 3 ثوان. الأعداد في ازديادوفي تعليق لصاحب مقهى يقدم الشيشة في منطقة العدلية يقول “خصصت في المقهى قسماً للعائلات يسمح للنساء والفتيات بتناول الشيشة مع الأهل والأصدقاء”.وعن إقبال الفتيات يضيف ج .ع “إقبال الفتيات كبير وأعدادهن في ازدياد، ويكثر وجود الفتيات عند الظهيرة وحتى التاسعة مساءً، بعكس الشباب الذين يبدؤون بالتوافد بعد ساعات المساء، ويستقبل المحل الزبائن من الساعة 8 صباحاً وحتى 1 فجراً، وأعداد الفتيات تزداد أيام الأعياد، أما في أيام المباريات الأوروبية أو الخليجية فيفسحن المجال للشباب”. وتبين مديرة تعزيز الصحة د.أمل الجودر أضرار الشيشة وتقول “يعتبر تدخين الشيشة أو المعسل أو النرجيلة من أكثر أنواع استهلاك التبغ شيوعاً بين الشعوب العربية، وبالذات في منطقة الخليج العربي والشام ومصر. وتتابع “هذا النوع من التدخين كما أثبتت الدراسات يتسبب في نفس أمراض تدخين السجائر، بل إن الدراسات أظهرت نتائج مهمة مفادها أن العلاقة بين تدخين الشيشة والإصابة بقصور الشرايين التاجية للقلب تكون أقوى من العلاقة بين تدخين السجائر وهذا المرض”. وتضيف الجودر “جرعة الدخان الموجودة في الشيشة يفوق تدخين عدة سجائر، والمبسم إذا لم يتم استبداله أو تعقيمه قد يؤدي إلى نقل أمراض معدية”. وسردت الجود المفاهيم الخاطئة حول اعتياد الشيشة، منها أنها أقل ضرراً من السيجارة لأن كمية النيكوتين فيها أقل، والواقع أن الشيشة بأنواعها المختلفة تحتوي على كمية نيكوتين أعلى من السجائر، والرأس الواحدة في الشيشة تعادل أكثر من 40 سيجارة. استنشاق دخان الشيشة أكثر سلاسة وعليه يكون أقل سموماً، في الحقيقة السبب وراء عدم تهيج أنسجة الحلق هو الترطيب الدائم للدخان بالمياه، ما يجعله أكثر قبولاً من السجائر وليس أقل سمية.يصفي الماء المواد السامة بالدخان قبل استنشاقه، رغم أنه من المحتمل أن تذاب بعض المواد السامة في الماء إلا أن تركيزها لا ينخفض بما فيه الكفاية للحد من آثارها السلبية على صحة الإنسان.نكهة الفواكه المضافة على الشيشة يجعل منها الخيار الصحي، في الحقيقة أن إضافة نكهة الفاكهة إلى الشيشة من أجل إخفاء طعم التبغ ولا يمكن اعتباره خياراً صحياً.وتواصل الجودر”بالنسبة للمرأة فأرى أن أضرار الشيشة عليها أكبر من الرجل، فهي تتسبب لها بأمراض كثيرة في الجهاز التنفسي والسرطانات على المدى البعيد، وتقضي على لياقة الجسم ونضارة البشرة وتظهر التجاعيد في سن مبكرة، وتضر بالجنين في حال كانت المرأة حاملاً، وتؤدي في حالات إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة، وتُصيب الجنين بمشاكل في الجهاز التنفسي”.ورأت مظهر المرأة المدخنة غير لائق ويقضي على أنوثتها، و«في حال عدم تنظيف الشيشة فإنه يتسبب بانتقال الجراثيم والبكتيريا من اللعاب عن طريق رأس الشيشة وهذا أمر خطير”. وتضيف الجودر عن سبب لجوء المرأة للتدخين “أرى أن بعض النساء المشيشات يعتقدن أن التدخين هو مظهر اجتماعي يدل على التقدم والتطور، ما يدفعهن لممارسة سلوك غير صحي”.وأردفت “بالنسبة لعدد المدخنات في البحرين فإن نسبتهن قليلة في جميع الحالات، حيث إنه لو وجدت استمارة إحصائية فإن المرأة لن تعترف أبداً أنها تدخن وهي تعرف في قرارة نفسها أن هذا أمر لا يفتخر به بتاتاً”. ونصحت الجودر كل امرأة تريد الإقلاع عن التدخين أن تبادر بزيارة عيادة الإقلاع عن التدخين في مركز الحورة الصحي و«هناك تتلقى العلاج اللازم للتوقف عن التدخين نهائياً”. آثارها النفسيةومن الناحية النفسية للمرأة المدخنة للشيشة يرى رئيس قسم علم النفس بجامعة البحرين د.شمسان المناعي، أن الظاهرة بدأت تخرج عن كونها خصوصية وبدأت تصبح ظاهرة وهذا مالا يرجوه.ويضيف المناعي “عندما نرى ونسمع أن المرأة تشيش فهو أمر بحد ذاته غير محبب وغير مناسب، خاصة باعتبارنا مجتمعات محافظة “، ويبين شمسان الأسباب الرئيسة للجوء المرأة لتدخين الشيشة “أرى أن السبب الرئيس للجوء المرأة للتدخين أو الشيشة هو التقليد الأعمى وحب التميز والظهور، حيث إننا نجد المرأة بشكل خاص تتبع كل موضة وكل جديد على الساحة، سواء أكان لباساً أو قصة شعر أو حتى سلوك، وبما أن الشيشة أصبحت موضة المراهقات، بدأت النساء تتجه لها دون التفكير بصحة هذا السلوك أو آثاره السلبية عليها”. ويرجع المناعي السبب الثاني لتشييش المرأة إلى إهمال الأسرة للفتاة المراهقة وحتى غير المتزوجة وهي في سن متقدمة، ويقول “عندما لا تجد المرأة غير المتزوجة والمراهقة الكلمة الطيبة والاهتمام المطلوب من قبل أسرتها تلجأ للفت نظر الغير عن طريق أمساكها للشيشة وتدخينها لها”. ويواصل المناعي “أن البحوث والدراسات التي تجرى للمرأة عند اتخاذها سلوكيات غريبة عن مجتمعها كتدخينها للشيشة مثلاً، يكون الناتج أن أغلب هؤلاء لديهن نقص أو عقدة في جانب من حياتهن”. ويضيف “الآثار النفسية الناجمة عن تدخين المرأة للشيشة سلبية، أولها وجود توتر بينها وبين أبنائها وأسرتها خاصة أن أفراد الأسر اليوم لهم عدة اتجاهات فنجد الملتزم والمحافظ ونجد العكس، وبالتالي لن تستطيع الأم التأثير على الأبناء وتوجيههم التوجيه الصحيح كونها في محل لا يسمح لها بذلك، في المقابل لو ظلت هذه الظاهرة في مجتمعنا المحافظ فإنها تنتشر وتتحول من ظاهرة إلى أمر معتاد ومقبول في المجتمع”.وأكد المناعي أن تشييش المرأة لم يخرج عن الخصوصية ولم يدخل إطار الظاهرة، راجياً تدارك الوضع حتى لا يأتي الجيل المقبل ويرى أن هذا الأمر اعتيادي ومقبول”. ويتحدث المناعي عن وضع المرأة المشيشة النفسي “تلجأ المرأة للتشييش بعد أن تشعر بتوتر شديد أو عندما تواجه مشكلة ما، وما أن تتناولها فإنها تشعر بارتياح ويخف التوتر لديها، وهذا صحيح، ونتساءل لماذا يعالج الخطأ بالخطأ؟ فهناك أمور وأساليب كثيرة بديلة لتخفيف التوتر ونسيان المشاكل مثل ممارسة الرياضة والنزهة وسواها من وسائل الترفيه”. حقائق عن التدخينتقدر تقارير منظمة الصحة العالمية أن 4 ملايين شخص يموتون سنوياً بسبب التدخين، أي حوالي 11 ألف وفاة كل يوم، ونحو مليون حالة وفاة منها في البلدان النامية. يقدر أن يصبح التبغ عام 2020 أول سبب للوفاة والعجز في العالم، إذ سيقتل أكثر من 10 ملايين شخص سنوياً.أسباب التدخين1- الفراغ والبطالة: معظم شبابنا يواجهون مشكلة في ملء أوقات فراغهم أو عدم العمل وبالتالي يجد نفسه في محيط ضيق. 2- مشاكل أسرية: الطلاق والخلافات الزوجية تعكس أضرارها على الأبناء. 3- التقليد: رؤية الأب أو الأم وهم يدخّنون فيدخن الأبناء تلقائياً. 4- تحفيز الأب ابنه على شراء علبة سجائر والاحتفاظ بالمبلغ المتبقي، وبالتالي يصبح عامل تعزيز للطفل.5- عدم وجود نظام انضباطي في المنزل من طرف أسرته، وهذا ما نلاحظه في أسرنا بكثرة “ترك الطفل في بيئة وإعطائه ما يريد”.6- عدم القدرة على مواجهه ضغوطات الأقران. أضرار التدخينسرطان الرئة وتظهر بنسبة 70% لدى المدخّنين أكثر من غيرهم. سرطان الحنجرة ويظهر بنسبة 10% لدى المدخنين أكثر من غيرهم. الأمراض القلبية المختلفة.ارتفاع الضغط الشرياني وتسارع في نبضات القلب أكثر من المعتاد.الرائحة الكريهة المنبعثة من الفم وتسوس الأسنان.التهاب اللثة وسرطان اللسان. فقدان الشهية للطعام والأرق والتعب.التهاب القرحة المعدية. تأثيره على الحواس الخمس. تأثيره على البشرة والجلد.يضعف القدرة الجنسية لدى الجنسين. تأثيره على الجنين والمرأة الحامل. سبل الإقلاع عن التدخينمعرفة السبب الذي أدى إلى التدخين.محاولة علاج الضغوط التي قد تواجه الفرد بطرق أخرى غير التدخين.مقاومة رغبة التدخين.التخطيط لأشياء ممتعة ومكافآت أخرى.طلب المساعدة من الأهل والأصدقاء وإخبارهم برغبتك في الإقلاع عن التدخين.محاولة التقليل من السجائر.محاولة علاج مشاكل تصادفها مع الأشخاص الذين تثق بهم حتى لا تحاول حلها باللجوء إلى التدخين. الانتظام في ممارسة الرياضة كي تجدد دورتك الدموية حتى يعود الجهاز العصبي إلى طبيعته.توفير المال لليوم الأسود بدلاً من تبذيره في السجائر، فصحتك كنز ثمين لابد من الحفاظ عليها.محاولة إمساك نفسك إذا رأيت شخصاً يدخن أو وجه له نصيحة.الابتعاد عن أماكن التدخين قدر الإمكان.قم بزيارة إلى عيادة الإقلاع عن التدخين في مركز الحورة الصحي الفوائد الصحية للتوقف عن التدخينتحسن سريع في صحتك مع معنويات مرتفعة. تنفس جيد وتطور في القدرات الرياضية.عودة الشهية.استرجاع حاستي الشم والذوق. زوال الرائحة الكريهة من الفم والملابس. توقف السعال وآلام الرأس والأرق وفقدان الشهية. هدوء الأعصاب وغياب الانفعالات العشوائية. استعادة إشراقة الوجه.تقليص المصاريف.