قيـــس محمـــــد معمـــر

كما يرجو الفلاح ازدهار زرعه، وهو يرقب قطاف الثمر، هكذا الأم أو الأب أو المربي فإنه يراقب أبناءه بعين الحب.. ويرجو تمام صلاحهم. ويبذل لهذا الأمل جهده وماله ووقته. فيربيهم على الأخلاق الفاضلة والسلوك القويم وعلى السير على دروب الخير والابتعاد عن كل طريق يشوبه الشوائب، ولا يدخر لنفسه دونهم شيئاً.
الحياة المعاصرة التي تعيشها الأسرة حالياً بخروج المرأة للعمل، وتمضية الأب معظم وقته خارج المنزل، وزيادة أعباء الحياة والمطالب الأسرية قد أشغل الأسرة بدرجة كبيرة عن أداء مسؤولياتها التربوية المنوطة بها.
وقصور الجانب المعرفي لأهمية مسؤولية الأسرة التربوية، قد نجم عنه انحراف عند بعض الأبناء، وفي مظاهر مختلفة مثل: «الإدمان على المخدرات- جنح الأحداث- التقصير في أداء العبادات- والتساهل في الالتزام بمكارم الأخلاق».
أثبتت الدراسات النفسية والاجتماعية أن الطفل إذا احس بفقدان العطف والحنان والرعاية من الوالدين، ترجم ذلك في تصرفاته بإثارة الانتباه لاستثارة عواطف والديه، ثم تنعكس هذه الآثار على مستقبل الطفل، فيصبح قاسياً في سلوكه، ساخطاً على المجتمع.
يظهر السلوك المنحرف في بيئات اجتماعية تتميز بنوع معين من التعامل مع أطفالها، وتشير كثير من الدراسات إلى أن الأسر التي تعامل أبناءها بشيء من العنف أي بالضرب وفرض النظام والانضباط الذي يفوق حده الطبيعي، فهذه البيئة تبعث على الإحباط والإحباط يترجم إلى عدوان لفظي أو سلوكي عند الأطفال «السب أو ضرب النفس أو الآخرين أو التخريب والتدمير داخل البيت أو خارجه» ومن أمثلة ذلك: السرقة: فيعتبر الطفل أنه إذا سرق سينتقم من هذا النظام المتسلط الذي يفرضه والداه عليه. وهو يلجأ لذلك ليواجه الإحباط والعنف وذلك نتيجة الرغبة التي تتولد لديه لمخالفة النظام المتسلط، وقد يتطور إلى السلوك المعادي للمجتمع وإلى الجنوح والانحراف..
علينا إذن أن نعلمهم شيئاً نظرياً عن سير الصالحين أو عن قصص الأنبياء والصحابة رضوان الله عليهم والتي فيها العبر والدروس، وذلك لتوجيه انتباههم إلى القيم والأحداث القيمة المراد غرسها عندهم مثل الصدق والأمانة والمحبة، والاحترام. وسواها من قيم دينية.