عواصم - (وكالات): أكدت مصادر معارضة أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد تواصل قصفها العنيف على مدينة حمص، فيما أعلنت حركة “أحرار سوريا” بدء عملية أطلق عليها “بركان الشمال” وذلك رداً على خطاب الأسد الأخير، حيث يخوض عناصر الجيش الحر اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد على عدة محاور في حلب.
في الوقت ذاته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل العشرات برصاص قوات الأمن فيما شهدت مناطق عدة من سوريا تظاهرات مناهضة لنظام الأسد، وبينها العاصمة دمشق التي أغلقت السلطات مداخلها وفرضت على أحيائها وشوارعها إجراءات أمنية مشددة.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن الرد سيكون “ساحقاً” إذا استخدم نظام الرئيس الأسد الأسلحة الكيميائية، فيما انتقد المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة انتونيو غوتيريز بشدة فكرة إقامة مناطق آمنة للمدنيين داخل الأراضي السورية، مؤكداً أن هذا المقترح يتناقض والقانون الإنساني.
من جهته، صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال لقاء مع رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن الحكومة السورية يجب أن تكف عن استخدم الأسلحة الثقيلة بعد اليوم.
في الوقت ذاته، سقطت 25 قذيفة مدفعية أطلقت من الجانب السوري في بلدة منجز في قضاء عكار شمال لبنان ما أدى إلى إصابة شخص بجروح ووقوع أضرار مادية.
وتوالت الدعوات لوقف أعمال العنف في سوريا مع مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة دمشق وقف استخدام الأسلحة الثقيلة ودعوة موسكو أطراف النزاع إلى وقف العنف “أياً كان مصدره”، بينما تصدرت معاناة النازحين واللاجئين السوريين الاهتمامات غداة اجتماع لمجلس الأمن خصص لهذا الملف.
ميدانياً، وفي حين تواصلت عمليات القصف والاقتحامات والاشتباكات بين قوات الرئيس بشار الأسد والمقاتلين المعارضين الذين يسيطرون على مناطق عدة في البلاد، خرجت ككل يوم جمعة تظاهرات مناهضة للنظام في الكثير من مناطق البلاد، بحسب ناشطين.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في طهران خلال لقائه رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن الحكومة السورية يجب أن تكف عن استخدم أسلحة ثقيلة بعد اليوم.
وأضاف الأمين العام الذي التقى الحلقي ووزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش قمة عدم الانحياز في طهران أنه “يتعين على كل الأطراف التي تمد أو يمكن أن تمد الطرفين بالأسلحة وقف ذلك فوراً”، داعياً في الوقت نفسه “إيران أيضاً إلى العمل من أجل السلام والأمن في سوريا”.
بدورها جددت روسيا دعوتها إلى وقف “فوري” لأعمال العنف في سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “ينبغي وضع حد فوري لأعمال العنف في سوريا مهما كان مصدرها والبدء بعملية تسوية سياسية بهدف إنهاء معاناة السكان المدنيين”.
بالمقابل اعتبر المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي لدى استقباله رئيس الوزراء السوري أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما “أبرز المسؤولين الخفيين” عن الأزمة السورية.
من جهته اتهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد تركيا بـ«تدريب إرهابيين والسماح لهم بالانتقال إلى سوريا”.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة أن الرد الدولي في حال استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحته الكيميائية سيكون “فورياً وصاعقاً”.
وقال فابيوس “من المؤكد أننا نعتبر بشار الأسد مسؤولاً عن استخدام هذه الأسلحة وأنه في حال جرت أدنى محاولة لاستخدامها سواء مباشرة أو غير مباشرة، فإن الرد سيكون فورياً وصاعقاً”.
وفي الرباط أفادت مصادر متطابقة أن الاجتماع المقبل لـ«مجموعة أصدقاء سوريا” سيعقد في المغرب في أكتوبر المقبل.
وغداة الاجتماع الوزاري الذي عقده مجلس الأمن الدولي لبحث الأزمة الإنسانية في سوريا، أكدت أنقرة أنها ستواصل جهودها من أجل إقامة مناطقة محمية في سوريا للاجئين السوريين، رغم التحفظات التي أظهرها إزاء هذا الموضوع العديد من المشاركين في اجتماع مجلس الأمن.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو طلب في نيويورك من مجلس الأمن أن تقيم الأمم المتحدة “بدون إبطاء مخيمات للنازحين داخل سوريا”، مؤكداً أن “هذه المخيمات يجب أن تتمتع حتماً بحماية كاملة”، مشيراً إلى أن بلاده التي خصصت حتى الآن أكثر من 300 مليون دولار لاستقبال 80 ألف لاجئ سوري “لا يمكنها مواجهة الدفق الراهن من اللاجئين”.
وقوبل الطلب التركي بكثير من التحفظ من جانب مسؤولي الأمم المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لاسيما وأن إقامة مناطق آمنة يتطلب من المجتمع الدولي تأمين الحماية العسكرية لها.
ولم يتوصل مجلس الأمن إلى اتخاذ أي قرار مع رفض الصين وروسيا الدائمتي العضوية فيه كل القرارات الغربية الرامية إلى الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. غير أن باريس ولندن أعلنتـــــا عـــن مجهــــــــود إنســـــاني إضافي تزيد قيمتــــه عـــــــن 10 ملايــــــــين دولار للاجئين.
وفي هذا السياق أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن السوريين يعيشون في حالة خوف متواصل على حياتهم، محذرة من أن الاحتياجات الإنسانية لآلاف العائلات ارتفعت بشكل كبير في ظل تزايد أعمال العنف.
بدورها قالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إن تدفق اللاجئين السوريين إلى الدول المجاورة مستمر ويتزايد مع وصول 15 ألف شخص إضافي خلال 3 أيام.
وقالت المفوضية في بيان إن “العدد الإجمالي للاجئين السوريين المسجلين أو ينتظرون أن يسجلوا كان 228976 حتى 29 أغسطس” مقابل 215 ألفاً في 26 منه.
وتفرض السلطات السورية قيوداً قاسية على العمليات التي تقودها منظمات إنسانية وغير حكومية في سوريا رغم تفاقم الأزمة فيها، رافضة إقامة ممر إنساني.
وفي هذا السياق دعت فرنسا “كل المانحين إلى التحرك” لمساعدة اللاجئين السوريين وزيادة المساعدات المخصصة لهم ولاسيما تلك الأوروبية، كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة.
بدورها أعلنت السويد أنها ستقدم 3 ملايين يورو إضافية لتعزيز المساعدات الإنسانية في سوريا.
وفي سياق الضغوط المستمرة على النظام السوري عززت كندا العقوبات التي كانت فرضتها ضد سوريا، موضحة في الوقت نفسه أنها لا تعتزم القيام بتدخل عسكري ولا إرسال شحنات أسلحة إلى المعارضة السورية. ميدانياً وككل يوم جمعة تظاهر الآلاف في مناطق سورية عدة للمطالبة بسقوط النظام، في حين تواصلت دورة العنف الدموي اليومية وحصدت 70 قتيلاً هم 32 مدنياً، بينهم 3 أطفال، و17 مقاتلاً معارضاً و21 جندياً نظامياً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ميدانياً أيضاً سقطت في لبنان 25 قذيفة مدفعية أطلقت من الجانب السوري وانفجرت في بلدة منجز في قضاء عكار شمال لبنان ما أدى إلى إصابة شخص بجروح ووقوع أضرار مادية.