كتب - عادل محسن:
آلاف العمال الآسيويين ينتشرون بين الأحياء السكنية، ونسبة كبيرة منهم يعيشون في أماكن لا تصلح للسكن. لكن اللوم لا يقع -بحسب بعض المراقبين- على أصحاب الشركات والمؤسسات، بل أن غالبية هذه المشكلات تقع على العمالة غير النظامية والمنتشرة في الأحياء القديمة وتسبب قلقاً للأهالي، نظراً لما ينتج عن هؤلاء من ممارسات تخالف العادات والتقاليد المحلية.
«الوطن» زارت سكن موظفي المرسى بمدينة الحد الصناعية لتكشف عن مدى مساهمته في القضاء على مشكلة العمالة الوافدة في محافظة المحرق، وإمكان أن يكون نموذجاً لاعتماده في مختلف المحافظات الخمس.
المشروع مشيد على مساحة 60 ألف متر مربع، وعدد العمال كان 7000 آلاف شخص موزعين على 13 مبنى، وتقوم الشركات الكبرى والمؤسسات الصغيرة بتأجير المباني ويكلف العامل الواحد مبلغ لا يتعدى 25 ديناراً، ويحصل خلالها على خدمات كثيرة ومجاناً.
دخلنا أحد المباني ووجدنا عدداً من عمال شركة أرادوس يقومون بإعداد غدائهم في المطبخ المخصص للمبنى الذي يقطنون فيه، والذي خصص للعمال بالمبنى لحمايتهم من الحرائق والاختناقات التي من ممكن أن تنجم بسبب الطبخ داخل الغرف.
تحدثنا للعامل «بومنة» 46 سنة بينما كان منشغلاً في تقطيع الخضار لإعداد وجبته مع زملائه، فذكر أنه يعمل في البحرين منذ 10 سنوات، وكان يقطن في أحد القرى إلا أنه رأى أن الحياة فيها مستحيلة بينما يجد الراحة والأمان في سكن العمال، وقال ان كل شيء متوافر له وفي غرفة فيها مساحته الخاصة وخزانة لأمتعته وسرير خاص فيه.
بعدها زرنا مع المسؤول الأمني أحد المباني وكانت الغرفة الواحدة تضم 8 أسرة و8 خزانات، وتحدث سوجي (هندي الجنسية) 46 سنة قائلاً: «نجد كثير من الراحة هنا وأعمل في البحرين لـ 21 سنة وقبل أن أسكن في هذه المدينة الخاصة بنا كنا نعيش في غرف ضيقة ومزعجة وكان وجودنا غير مرغوب فيه أحياناً لكثرة أعدادنا واختلاف طبيعتنا عن طبيعة القاطنين في المناطق، ولم تكن المنازل التي نعيش فيها آمنة مثلما نعيش الآن بوجود نظام أمني متكامل واحتياطات الأمن والسلامة وهذا يشعرنا بالأمان».
أما كيتكا (تايلندي الجنسية) فيعمل في البحرين منذ شهرين فقط، ولم يجرب العيش خارج مدينة العمال، ويجد المكان رائعاً. في حين يرى سول فيندرسنغ أن المدينة متكاملة بالنسبة وكل الخدمات موجودة، إلا أنه يجد بأن المواصلات عقبة بالنسبة وللكثيرين، فلا تتواجد الباصات وسيارات الأجرة في مدينة حمد الصناعية ككل، لذلك يواجهون صعوبة في الوصول إلى المدن للحصول على بعض الخدمات، ومنها سحب النقود من أجهزة الصراف الآلي أو صالون للحلاقة والذي سيبنى قريباً إدارة المدينة. وطلب فيندرسنغ توفير جهاز صراف آلي لأنه سيخدم 7000 شخص في الوقت الحالي، وعندما اكتمال المباني والعدد سيتفيد منه عدد أكثر.
إلى ذلك قال بريفندر (37 سنة) -الذي يعمل في البحرين منذ 15 سنة- إن العمال بشكل عام يواجهون مشكلة في الحصول على منزل كبير ويكون صالحاً للسكن ومريحاً للعامل الذي يكون مرهقاً في العمل. قطن بريفندر سنتين في الجنببية و10 سنوات في سلماباد، كما قضى 3 سنوات منذ انتقل إلى سكن الموظفين في الحد، وهو يشيد بوجود مرافق وخدمات للعمال وأهمها الملعب الرياضي.
بعدها توجهنا للملعب الرياضي، وهناك تحدث بعض العمال عن الخدمات الموجودة، وأملهم بتوسيع المطعم الذي لا يكفي لأكثر من 25 عاملاً، إلى جانب حل مشكلة المواصلات. من جانبه قال الناشط الاجتماعي أسامة الشاعر إن المشروع يمكن أن يحد من مشكلة العمالة الوافدة في المناطق السكنية التي باتت تؤرق العائلات.