نال منتخب ألمانيا إشادة كبيرة في آخر عامين بسبب جمال أدائه لكن المدرب يواكيم لوف مهندس كرة القدم السريعة التي يقدمها الفريق يدرك أن هذا لا يعني شيئاً إذا لم يتوج بلقب في النهاية. وسيخوض لوف (52 عاماً) بطولته الثالثة مع منتخب ألمانيا عندما ينافس في بطولة أوروبا 2012 بما يبدو أنها أقوى تشكيلة للفريق منذ تسلمه المسؤولية. لكن مع استعادة ذكريات منتخب هولندا في 1974 و1978 عندما كان يقدم كرة شاملة لكنه خسر آنذاك في نهائي كأس العالم مرتين فإن بعض النقاد يرون أن لوف يقدم العروض الرائعة مع ألمانيا لكنه مازال يفتقد للمسة الأخيرة التي جعلت إسبانيا المدافعة عن لقب بطولة أوروبا وبطلة العالم تملك أفضلية في الترشيحات. وقال لوف مدرب ألمانيا التي تتطلع للفوز ببطولة أوروبا للمرة الرابعة في تاريخها والأولى منذ 1996 “أتوق إلى إحراز لقب كبير مع الفريق. أريد بالفعل أن يكون لي مكان في كتب التاريخ”. ولم يكن لوف الأنيق الذي تمثلت خبرته في تدريب أندية متوسطة في ألمانيا وتركيا والنمسا معروفاً بشكل كبير قبل أن ينضم للجهاز الفني لمنتخب بلاده كمساعد للمدرب يورجن كلينسمان في 2004. وتولى لوف المسؤولية خلفاً لكلينسمان في 2006 وقاد ألمانيا في بطولة أوروبا 2008 وكان الفريق يعتمد على بعض اللاعبين المخضرمين في تشكيلة كلينسمان مثل القائد مايكل بالاك وتورستن فرينجز. لكن ألمانيا خسرت أمام إسبانيا في المباراة النهائية 1-صفر. وبعد عامين أشرك لوف تشكيلة شابة هي الأصغر لمنتخب ألمانيا في كأس العالم في 76 عاماً وزادت الآمال في هذا الفريق في النهائيات بجنوب أفريقيا. وتوقفت مسيرة ألمانيا مجدداً أمام إسبانيا عندما خسرت 1-صفر في الدور قبل النهائي لكأس العالم. لكن التشكيلة الحالية تغلبت على نقاط الضعف السابقة وأصبحت أكثر نضجاً وتتكون من مزيج من اللاعبين الشبان وأصحاب الخبرة وشهدت استبعاد القائد بالاك العام الماضي. وأثبت الأسلوب الخططي للوف الذي يعتمد على طريقة 4-2-3-1 نجاحه الكبير في آخر عامين وتمكنت ألمانيا من الفوز بكل مبارياتها العشر بالتصفيات. ولا يوجد بين أبرز لاعبي ألمانيا الحاليين أي لاعب يزيد عمره على 28 عاماً. ويبقى الطريق طويلاً أمام باستيان شفاينشتايجر وفيليب لام ولوكاس بودولسكي وهو الثلاثي الذي شارك في إجمالي 170 مباراة دولية. كما يملك لوف العديد من البدلاء المؤثرين بجواره على مقاعد البدلاء حتى إنه أصبح تقريباً لكل لاعب أساسي بديل مميز ويعود الفضل في ذلك إلى سياسة المدرب التي اعتمدت على ضم العديد من اللاعبين الشبان. ومنذ نهائيات كأس العالم 2010 عندما سجلت ألمانيا أربعة أهداف في إنجلترا وأربعة أهداف أخرى في الأرجنتين ضم لوف العديد من الشبان لتشكيلته مثل ثنائي بروسيا دورتموند ماريو جوتزه والمدافع ماتس هاملس وماركو رويس هداف بروسيا مونشنجلادباخ. ولدى التشكيلة الحالية رغبة عارمة في التتويج باللقب مثل لوف الذي يتمنى الانضمام للمدربين الألمان المخضرمين الفائزين بالألقاب فرانز بيكنباور وبيرتي فوجتس وهيلموت شوين وسيب هربرجر الذي قاد الألمان للفوز بأول لقب كبير عندما توجوا بكأس العالم 1954. ورغم الوقوع في مجموعة صعبة تضم البرتغال والدنمرك وهولندا يدرك لوف أنه يتعين على فريقه أن يصعد إلى الصدارة من البداية. وقال “لا نخاف من هذه المنتخبات لأن لدينا منتخب قوي ولدينا كذلك رغبة شديدة في تحقيق الفوز. لو غابت إسبانيا لكنا فزنا باللقب في آخر بطولتين”. ويدرك مدرب ألمانيا أنه سيتعين عليه التفوق على الأرجح على إسبانيا اذا كان يرغب في التتويج باللقب في بولندا وأوكرانيا هذا الصيف. وقال لوف مؤخراً “من الخطأ أن نعتقد أنه بوسعنا الفوز عليهم من خلال المهارات الفردية أو اللعب بعنف. نحن في حاجة إلى امتلاك نفس المهارات والاستحواذ على الكرة بشكل أكبر في الملعب ولقد تطور مستوانا في ذلك خلال آخر عامين”.
970x90
970x90