حين ننشد الحقوق ننسى ما علينا من واجبات تجاه أنفسنا أو مجتمعنا أو أوطاننا، بل إنَّ الكثيرين يعلقون الأخطاء على الآخرين، ويتعامون أو يتجاهلون الأخطاء التي تصدر منهم.
إنَّ الحفاظ على الأوطان سواءً كانت ممتلكات عامة أو خاصة أو أفراداً يعيشون على تراب هذا الوطن من البديهيات التي تعلمناها صغاراً.
وما يحدث في البحرين من شغب وإقلاق للسكينة العامة في بعض المناطق، وتخريب لبعض الشوارع، من خلال إشعال الإطارات فيها بصورة شبه يومية، قد يصل الحال ببعض أبناء الوطن الذين فقدوا البوصلة أو غرر بهم إلى إلقاء قنابل “المولوتوف” على أفراد الشرطة وإزهاق أرواحهم، وإشعال النيران وإحراق بعض المدارس، كل هذه الأعمال تتنافى مع المواطنة التي يدعيها من يتركب تلك الجرائم في حقّ الشعب والوطن.
إنَّ إغلاق الشوارع وحرق الإطارات فيها وماينتج عنه من ازدحام مروري خانق يؤثر على حياة الناس لايدفع باتجاه الاستجابة لمطالب الفاعلين، إن كانت لهم مطالب مشروعة، بل إلى سخط عام في أوساط الناس يرتد على مرتكبي تلك الجرائم.
كما أنه ليس من العلاج مكافأة من يرتكب جرماً بحق الوطن والمواطنين بالاستجابة للمطالب التي قد لاتتفق معها الغالبية العظمى من المواطنين.
إنَّ الشعوب العربية التي قامت فيها ثورات الربيع العربي في كل من تونس ومصر واليمن وليبيا والآن في سوريا كلها كانت تعاني شعوبها من الجور والاستبداد والفساد ومصادرة الحريات والفقر والبطالة المستفحلة وهذا ما لا يوجد في مملكة البحرين الله الحمد. ومع هذا فنحن لا ننكر وجود تقصير في الأداء وهذا يوجد حتى في الدول المتقدمة، ولا يبرر أعمال التخريب التي تمارسها فئة مغرر بها.
إنَّ فطرة حب الأوطان تجعل من الطبيعي على جميع أبناء الوطن الحفاظ على سلامة الوطن وأبنائه والعمل على استقراره.
ناجي روبان