من المؤسف جداً أن نرى الصراعات والنزاعات والمهاترات بين إخوة هم من صلب آدم وحواء ويدينون بدين الإسلام وربهم واحد وقبلتهم واحدة وشعائرهم واحدة لا يختلفون في أصول الدين وإنما قد يختلفون في بعض فروعه فإذا بهم يتنافسون في خلق الأزمات بعضهم لبعض من منطلق أن هذا شيعي وهذا سني.
فماذا تعني كلمة سني إنها تعني قوم آمنوا برسولهم محمد وأخذوا بسنته التي سنها لهم من سنن تبين معاني ما أتى به القرآن وقد قال رب العزة “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” وبالمقابل كلمة الشيعي تعني من شايع أو بايع أو ناصر أي أنهم أيضاً آمنوا برسولهم لا فرق بينهم وبين أهل السنة في شيء إلا في تفسير بعض الأحكام أو الشرائع الفرعية هم إخوتنا وأحباؤنا مثلما نحن إخوة لهم وأحبة.
ولهذا نقول ما الأسباب التي جعلت التفرقة بينهم تطفوا على السطح بدلاً من أن يعتصموا بحبل الله كما جاء في محكم الكتاب المبين “وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” (سورة آل عمران الآية 103).
الأسباب هي الطمع وحب التملك وشهوة التسلط لدى بعض من الأفراد حالهم حال من يعمل في شركة كعامل من العمال إلا أنه يطمع في الوصول إلى كرسي الرئاسة بأي شكل من الأشكال حتى يرضي فضوله ولهذا تجده يحرض العمال على أنهم سيكونون في حال أفضل لو أنهم وقفوا معه ضد منهج الشركة ورئيسها ويمنيهم وما يمنيهم إلا غروراً مما يؤدي إلى التناحر بين مؤيدي الرئيس وبين من أغراهم ذلك الحالم بالسطوة ولم يعبأ بالنتائج التي يسببها في سمعة الشركة أو المؤسسة فمصلحته الدنيوية طغت على ما أمر به الله عز وجل بأن لكل إنسان نصيبه من الرزق فلا تجري جري الوحوش لأنك غير رزقك لن تحوش كما يقال في الأمثال الشعبية.
ومن هنا أتت تسمية هؤلاء شيعة وهؤلاء سنة فأرباب أهل السنة هم أرباب أهل الشيعة لأنهم من نسل واحد ولكنهم تفرقوا بهذه التسميات حتى يستأثر بعض من أهل الأطماع.
كلا وألف كلا نحن من شيعة النبي وهم من أهل سنة النبي ولا فرق بيننا وبينهم سوى التقوى كما جاء في الذكر الحكيم “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” والتقوى محلها القلب كما جاء في الحديث فلا ينبغي لنا أو لهم بأن نؤمن بهذه التفرقة البغيضة بل علينا التوحد تحت راية واحدة هي لا إله إلا الله محمد رسول الله عليها نحيا وعليها نموت وعليها نبعث إن شاء الله رب العالمين.
يوسف محمد