فعلاً كان يوم أمس استثنائياً من الدرجة الأُولى ليس لعموم البحرينيين، ولكن لمن ينتمي لبلاط الصحافة على الأقل، فتخصيص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله جانباً من جلسة مجلس الوزراء للإشادة بدور الصحافة، والتوجيه الملكي لتقديم المزيد من الدعم لهم من خلال تخصيص مشاريع إسكانية خاصة بهم تقديراً لجهودهم الوطنية، تأكيد آخر على ما يوليه العاهل للصحافة من اهتمام خاص ومكانة مميزة من ضمن اهتماماته الكثيرة.
الصحافة البحرينية منذ بداية المشروع الإصلاحي كانت دليلاً صادقاً على سقف هذا المشروع الرائد الذي قاد البحرين نحو التحول الديمقراطي على مدار عقد من الزمن. فلا يمكن لأي صحافي أو متابع أن ينكر البون الشاسع بين صحافة التسعينات وصحافة اليوم. صحافة اليوم صارت داعمة للإصلاح ومدافعة عن الثوابت الوطنية، وتسعى لتشكيل اتجاهات الرأي العام بما يخدم الصالح العام في سقف لم يسبق أن شهد له تاريخ الصحافة البحرينية مثيلاً من قبل.
يكفينا فخراً أن الصحافيين اليوم لهم الحق في النقد والحديث بالشأن العام دون قيود سوى تلك التي يفرضها الصحافي أو الكاتب على نفسه، وبما لا يسبب إساءة أو ضرراً على الآخرين.
ويكفينا فخراً أن جلالة الملك هو من دعم مشروع تأسيس جمعية الصحافيين البحرينية منذ البداية، لإيمانه التام بأهمية الدور الذي يقومون به، وحاجتهم نحو مزيد من التنظيم الجماعي.
ويكفينا فخراً أيضاً أنه عندما ظهرت الدعوات لسن قانون جديد للصحافة أعلن العاهل حفظه الله موقفه بكل صراحة وشفافية أن حبس الصحافي على ما يكتبه غير مقبول إيماناً بحرية الرأي والرأي الآخر، وحرية التعبير التي كفلها الدستور الذي توافقت عليه القيادة والشعب معاً.
فخر لكل صحافي في البحرين اليوم أن يرى كيف تقدر قيادته جهوده الوطنية عندما تتحدث عن أهمية الدور الذي يقوم به، وعن أهمية أن يحظى بمشروع إسكاني أسوة بالعديد من الفئات الأخرى التي قدمت إنجازات جليلة للدولة تستحق التقدير المماثل.
باسمي وباسم كافة منتسبي صحيفة «الوطن» نتقدم بخالص الشكر والتقدير لعاهل البلاد حفظه الله على هذا التقدير، وهو تقدير مكانه القلب.
يوسف البنخليل