قالت المستشارة القانونية بجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان وللشبكة البحرينية لحقوق الإنسان سهى الخرزجي إن المخربين ينتهكون حق ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية بكنيسة القلب المقدس بالمنامة، بسبب الكتابة على مبناها وحرق الإطارات بالشارع الملاصق لها وتنظيم المسيرات والاعتصامات غير المرخصة أمام الكنيسة.
ونددت سهى الخزرجي، في بيان أمس، بتعطيل المخربين لحركة المرور والسير وإعاقة انتقال المارة خصوصاً المتعبدين من الديانة المسيحية للدخول والخروج من كنيسة القلب المقدس بالمنامة والذي يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق ممارسة الحريات الدينية ويتعارض مع الجهود التي تبذلها البحرين وأصحاب القداسة قسوس الكنائس في البحرين، ودعوتهم إلى التعاون البناء لتحقيق التعايش السلمي بين جميع الأديان السمحة.
وأكدت أهمية حرية ممارسة العبادة للجميع وفي أجواء آمنة ومسالمة والدور الذي يقوم به القسوس في نشر التوعية وتفعيل مبادئ المحبة والتسامح والتعاون بين الجميع، حيث يوجد بالبحرين 100 إلى 140 ألف مسيحي.
وأضافت الخرزجي أن هذه الأعمال الإجرامية تنطلق في ضوء أعمال لانتهاك رعاية البحرين للأديان، فالجميع يعرف أن البحرين واحة للتسامح واستمرار لدورها الحضاري بأنها مظلة جامعة لكافة المكونات الدينية التي تجد في أرض البحرين ميزات وتسهيلات أبرزها الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار.
وأشارت إلى أن حرق الإطارات بالشارع الملاصق للكنيسة وتنظيم المسيرات والاعتصامات غير المرخصة أمامها استدعى وجوداً أمنياً على مدار الساعة لحفظ الأمن بالمنطقة.
وأضافت أن الكنيسة الإنجيلية تأسست قبل أكثر من مائة عام وفقاً لروح ثقافة التسامح التي تعيشها البحرين، وتضمنت مركزاً للإرسالية الأمريكية، ويوجد بالبحرين حتى الآن 19 كنيســــــــة ودار عبـــــــادة، وهــــــي موزعة في مناطق مملكة البحرين.
وطالبت المجلس العلمائي والشيخ عيسى قاسم وجمعية “الوفاق” إدانة هذه الأعمال الإرهابية والمطالبة بوقفها حالاً واستغربت الخرزجي من عدم تطرق تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنـــوي لعــــــــام 2011 عــــــــن حرية الأديان لهذه الأعمال الإرهابية والكيل بمكيالين في تقريرها عن هذه الانتهاكات رغم معرفتها الأكيدة بها ومحاولة التغطية عليها.
وقالت “استلمت الجمعية شكاوى عديدة من الجالية المسيحية التي تتبع هذه الكنيسة مشتكين من عدم استطاعتهم ممارسة شعائر ديانتهم اليومية وخوفهم على حياتهم خصوصاً يوم السبت والأحد بسبب هذه الأعمال الفوضوية والعنيفة رغم تقديرهم الكبير لوزارة الداخلية ولرجال الأمن لبذلهم الكثير وتعريض حياتهم للمخاطر من أجل السماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية والسماح للحياة الطبيعية والمارة والتجارة والأهالي والأعمال حول المنطقة لتمارس حياتها الطبيعية”.
وأضافت الخرزجي أن “توصيات مجلس حقوق الإنسان بجنيف المرفوعة للبحرين والتي ستناقش في 19 سبتمبـــــــر الحالـــــــي في جنيـف تنص بعضها على احترام حقوق الإنسان والتجمعات والشعائر وحرية الرأي والتعبير ومنها الديانات.
وأشارت إلى أن الشبكة البحرينية لحقوق الإنسان ممثلة للوفد الأهلي الحقوقي إلى جنيف والمكون من جمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان والمركز الخليجي الأوروبي لحقوق الإنسان ولجنة حقوقنا النسائية المطالبة بسن قانون للأحوال الشخصية الجعفري ولجنة الدفاع عن حقوق العمالة الوافدة وتحالف حقوق الطفل البحريني سترفع تقريراً بشأن هذه الانتهاكات إلى المقررين ولجنة الترويكا للبحرين وإلى مجلس حقوق الإنسان لاستعراضه بالجلسات، وإن الشبكة البحرينية لحقوق الإنسان ستنظم اليوم منتدى حقوقياً موسعاً بعنوان “جلسة جنيف... واستحقاقات قانون الأحوال الشخصية الجعفري” حيث سيتم مشاركة جهات حقوقية أهلية ومتخصصين قانونيين وأكاديميين ونشطاء، ومن المؤمل أن يصدر إعلان وتوصيات مهمة من المنتدى.