قال ممثلو عدد من منظمات المجتمع المدني في البحرين ومصر وبريطانيا وأيرلندا، إن تحريف القناة الأولى بالتلفزيون الإيراني لخطاب الرئيس المصري محمد مرسي في الجلسة الافتتاحية لقمة دول عدم الانحياز دعاية إيرانية أحادية الجانب، وعدّته إخلالاً بقواعد العمل الإعلامي والدبلوماسي. ووصفت المنظمات تغييب القناة حديث مرسي عن مجازر النظام السوري، واستبدالها اسم سوريا بالبحرين في إشارة مرسي إلى الربيع العربي بـ«الفضيحة”، معربة عن إدانتها الشديدة للتحريف المتعمد والمقصود من قبل التلفزيون الإيراني لكلمة الرئيس المصري.
وأضافت أن القمة شهدت فضيحة كاملة سقط فيها الإعلام الإيراني، عندما أقدم على تزوير كلمة مرسي على شاشة التلفزيون الرسمي، وتعمّد إخفاء حديثه عن سوريا ومذابح الأسد الدموية وقوله إنه فاقد للشرعية، وعندما أتى الرئيس المصري على ذكر الربيع العربي مؤكداً أنه تمدد من تونس إلى ليبيا ومصر واليمن وسوريا، ألغت الترجمة الإيرانية ذكر سوريا واستبدلتها بـ«البحرين”، وهو ما لم يرد في كلمة مرسي من قريب أو بعيد.
ونبّهت إلى أن وسائل إعلام إيرانية نقلت تقارير متطابقة تؤكد تحريف خطاب الرئيس المصري، عبر إقحام عبارات لم يتطرق إليها، وحذف أجزاء من كلامه عن سوريا من قبل مترجم القناة الأولى. وأيّدت المنظمات مسؤول شؤون إيران في “مراسلون بلا حدود” رضا معيني، وحديثه عن حذف وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية فقرات من خطاب مرسي، والتدخل فيه من خلال الترجمة الفارسية، ووصفه فرض الرقابة على الخطاب بـ«الدعاية الأحادية الجانب”. وقالت إن منظمة “مراسلون بلا حدود” سبق أن كشفت عن تعرض الكثير من المراسلين ممن جاؤوا لتغطية المؤتمر للتهديد من قبل السلطات الإيرانية، وقبل عقد مؤتمر القمة بيوم واحد، وجهت رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة حذرت فيها من تهديد وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية لوسائل الإعلام الداخلية من مغبة إثارة أسئلة تقلق النظام خلال فترة انعقاد القمة. وأعلنت ترحيبها الكامل بكلمة الرئيس المصري في افتتاح القمة الـ16 لحركة عدم الانحياز والتي دعم فيها بوضوح الثورة السورية، ما يعزز بوادر عزل الرئيس بشار الأسد، وأن مصر العربية تقف دوماً مع الحق العربي والدفاع عنه.
وأعربت عن دعمها لاستدعاء وزارة الخارجية البحرينية للقائم بالأعمال الإيراني مهدي إسلامي السبت الماضي، وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على تزوير الإعلام الإيراني وتحريف المترجم باللغة الفارسية بوضع اسم البحرين بدلاً من سوريا في خطاب مرسي في الجلسة الافتتاحية لقمة عدم الانحياز، ما يعد إخلالاً وتزويراً وتصرفاً إعلامياً مرفوضاً يشير إلى تدخل أجهزة الإعلام الإيرانية في الشؤون الداخلية للبحرين وخروجاً عن القواعد المتعارف عليها.
ودعمت المنظمات طلب الخارجية البحرينية في مذكرتها الرسمية من الحكومة الإيرانية الاعتذار عن هذا التصرف، واتخاذ الإجراءات اللازمة حياله، باعتبار السلوك يسيء للعلاقات بين البلدين والعلاقات الأخوية القائمة بين البحرين ومصر.
وقّع على البيان منظمة المصريون بلاحدود، والمركز الخليجي الأوروبي لحقوق الإنسان، ومنظمة الرسالة لحقوق الإنسان في أيرلندا، وجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان.