جدة - (بنا، أ ف ب): شدد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مساء أمس في جدة على “أهمية تحقيق انتقال سلمي” للسلطة في سوريا، ودعوا الأطراف اللبنانية إلى عدم جر بلدهم إلى “أتون الأزمة السورية وتداعياتها”.
وأفاد بيان رسمي في ختام اجتماعهم الدوري أن المجلس “شدد على أهمية تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سوريا يحفظ أمنها واستقرارها ووحدتها، وأدان استمرار عمليات القتل والمجازر نتيجة إمعان النظام في استخدام كافة الأسلحة الثقيلة”.
وأكد “ضرورة العمل على تقديم كل أنواع الدعم المطلوبة للشعب السوري وإيصال الاحتياجات الإنسانية العاجلة”.
كما أعلن المجلس ترحيبه بتعيين الأخضر الإبراهيمي مبعوثاً للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، مؤكداً “أهمية وضع استراتيجية جديدة وخطة واضحة تهدف إلى تحقيق انتقال سلمي للسلطة في هذا البلد”.
كما تابع المجلس الوزاري “التطورات الأخيرة في لبنان، وأكد حرصه على أهمية الحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته ووحدته” بحسب البيان. ودعا “جميع الأطراف اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا، وتفويت الفرصة على محاولات العبث بأمن لبنان واستقراره وجره إلى أتون الأزمة السورية وتداعياتها”.
وقد عقـد المجلس الوزاري دورته الرابعة والعشرين بعد المائة أمس في مدينـة جدة، برئاســة نائب وزير خارجية المملكة العربية السعودية، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله آل سعود، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، وبمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني.
وقد اطلع المجلس الوزاري على تقرير الأمانة العامة بخصوص مرئيات وملاحظات الدول الأعضاء بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، ونظراً للحاجة إلى مزيد من الوقت والتشاور قرر المجلس تكليف الأمانة العامة باستكمال مرئيات الدول الأعضاء، وعرض ذلك على المجلس الوزاري في دورته القادمة لدراسته والتوصية بشأنه للمجلس الأعلى. وأكد المجلس الوزاري على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف، بكافة أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره . كما جدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، والتي أكـدت عليها كــافة البيــانات السابقة. وأعرب المجلس الوزاري عن قلقه البالغ من استمرار أزمة البرنامج النووي الإيراني، مجدداً التأكيد على أهمية والتزام إيران بالتعاون التام والشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واستعرض المجلس الوزاري القضية الفلسطينية، والوضع الراهن، مؤكداً أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو 1967، في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل، والأراضي التي لازالت محتلة جنوب لبنان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهي ذات المبادئ التي تضمنتها مبادرة السلام العربية، وعكستها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وأدان المجلس استمرار إسرائيل في سياساتها الاستيطانية، وتوسعة الاستيطان والتهويد في القدس الشرقية والضفة الغربية .
وأكد المجلس دعمه توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لطلب الحصول على وضع دولة غير كاملة العضوية.