عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل وإصابة العشرات في تفجير استهدف ضاحية جرمانا قرب دمشق، وفي قصف جوي لقوات الرئيس السوري بشار الأسد على مبنى في مدينة الباب قرب حلب لجأ اليه المدنيون.
وقد طالب المجلس الوطني السوري المعارض بتدخل عسكري سريع لحماية المدنيين من قصف قوات النظام السوري، وذلك خلال زيارة رئيس المجلس عبد الباسط سيدا لمدريد. من جانبه، وصف المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مهمته بأنها شبه مستحيلة، واعتبر أن الحاجة إلى تغيير سياسي بسوريا أساسية وملحة. من جهتها، قالت سوريا إن الإبراهيمي لن يحقق تقدماً إلا إذا توقفت الدول الأخرى عن دعم المقاتلين المعارضين للرئيس بشار الأسد وأعلنت بدلاً من ذلك دعمها لخطة مدعومة من الأمم المتحدة.
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في مؤتمر صحفي بدمشق “ما يجري على الأرض في سوريا هو مؤامرة وعناصرها واضحة وظاهرة ومتوفرة وهي ليست جديدة”.
وأضاف “أنا أعتقد أن شرط نجاح الأخضر الإبراهيمي في مهمته يتوقف على قيام دول محددة بالالتزام علنا بنجاح خطة النقاط الستة، والتوقف فوراً عن إرسال السلاح وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء.” وأعلن المرصد السوري مقتل العشرات في تفجير استهدف ضاحية جرمانا قرب دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “مدنيين قتلوا وجرحوا في انفجار سيارة مفخخة قرب دوار الوحدة في جرمانا الضاحية الجنوبية الشرقية لدمشق”.
وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن انفجار عبوة ناسفة ألصقتها مجموعة إرهابية مسلحة بسيارة في حي الوحدة بمدينة جرمانا، أسفر عن إصابة عدد من النساء والأطفال”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “هناك زيادة في الهجمات بالسيارات المفخخة”.
وأضاف “في الوقت نفسه هناك لجان شعبية في جرمانا حيث معظم سكانها من الموالين للنظام، تدافع عن منطقتها وهذا يعني أن النظام فقد السيطرة حقاً لأنه لا لم يعد يملك وسائل الدفاع حتى عن أنصاره”. وقد أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن رئيسها الجديد بيتر مورر في طريقه إلى دمشق حيث سيلتقي الرئيس بشار الأسد وعدداً من الوزراء.
وتأتي هذه التطورات بينما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية أن الموفد الدولي الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيزور دمشق “قريباً”، مؤكداً أن السلطات السورية “ستستمع” إلى ما لديه لحل النزاع المستمر منذ نحو 18 شهراً.
إلى ذلك، ذكر المرصد أن العشرات قتلوا في قصف جوي على مبنى لجأوا إليه في مدينة الباب في محافظة حلب شمال سوريا.
ويستخدم المعارضون المسلحون الذين يخوضون منذ 6 أسابيع معركة حاسمة ضد القوات الحكومية في حلب، مدينة الباب التي تضم 80 الف نسمة وتقع شمال شرق حلب، قاعدة خلفية لعملياتهم.
من جهتها أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن “قواتنا المسلحة الباسلة واصلت ملاحقة الإرهابيين وكبدتهم خسائر فادحة” في محافظة حلب.
وأعلن مدير المرصد السوري أن عدد ضحايا أعمال العنف في سوريا ارتفع إلى 26283 قتيلاً بينهم 5440 سقطوا خلال شهر أغسطس الماضي وحده، ليصبح هذا الشهر الأدمى منذ اندلاع الانتفاضة السورية في مارس 2011.
في الوقت ذاته، ذكرت تقارير أن المقاتلين حاصروا بلدة حارم على الحدود التركية واشتبكوا مع قوات الجيش والأمن المتمركزين في مبانٍ حكومية وفي القلعة القديمة في البلدة. كما هدمت جرافات تابعة للجيش السوري منازل في منطقة الطواحين الفقيرة قرب طريق دمشق بيروت السريع فيما وصفه ناشطون بأنه “عقاب جماعي” لمناطق سنية معادية للرئيس بشار الأسد. في المقابل، توقع لواء في الجيش السوري النظامي يقود العمليات العسكرية في مدينة حلب، أن يتمكن هذا الجيش من استعادة السيطرة على المدينة “خلال عشرة أيام”. وأكد اللواء رافضاً كشف هويته أن الجيش النظامي سيسيطر على حلب خلال 10 أيام بعدما تمكن أولاً من السيطرة على حي صلاح الدين الذي كان يشكل معقلاً للمقاتلين المعارضين، فضلاً عن أنه على وشك السيطرة على حي سيف الدولة. وقد طالب المجلس الوطني السوري المعارض بتدخل عسكري سريع لحماية المدنيين من قصف قوات النظام السوري، وذلك خلال زيارة رئيس المجلس لمدريد.
وقال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا إثر لقائه وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو “نحتاج إلى تدخل إنساني ونطالب بتدخل عسكري من اجل حماية المدنيين السوريين”.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن أي استخدام للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية من جانب القوات النظامية في سوريا سيثير رد فعل “قويا وخاطفا” من الغرب.
من جهتها، أصدرت روسيا بياناً شديد اللهجة أعربت فيه عن “قلقها العميق” من تحذير أطلقه المعارضون السوريون المسلحون من استهداف المطارات المدنية في دمشق وحلب ابتداء من اليوم.