أيها اليمنيون الكرام لكم كل التقدير والاحترام، وحبكم قد فاق كل البلاد، أنتم أمة الحضارة، وأشرف العرب في كل واد، وأكثر لين وأرق فؤاد، هذا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، والبلد الطيب كما قال رب العباد.
قبل سفري لليمن السعيد، أرض الجنتين، كنت أظن أنني أنا دخلت أرض اليمن، سأنعم بعيش رغيد، وراحة بال بكل تأكيد، ورزق وفير كريم، وحدائق غناء كأنها جنان، وساحل ذهبي يفوق الخيال، وطرق معبدة من أيام الإمام، وشوارع نظيفة أنظف من شوارع أمستردام، وسلسة مواصلات من الشرق إلى الغرب تجوب البلاد، وقطار أرضي متطور بين مدينة ومدينة يفوق قطار اليابان، ومبانٍ حديثة مبنية باهتمام، ومنشآت جميلة فيها كل ما يخدم المراجع بلا انتظار، ومستشفيات عالمية تجلب أشهر وأمهر الأطباء، وسلسة طرق تستمتع وأنت تسوق سيارتك فيها لا يعكرها مطبات هوائية أو حفر فجائية أو منعطفات مخيفة أو زحام، ولا طريق خانق يخرج منه ذو اللب عن الحساب، ومطار عالمي كبير فقنا به دول الجوار، وخطوط طيران توفر لك كل سبل الراحة والرفاهية والاهتمام، ونملك أكبر إستاد رياضي حديث يضاهي ملاعب أوروبا، وشبكات مياه تصل إلى كل منزل ودار، وشبكة اتصالات سبقنا بها كل البلاد، وسرعة إنترنت تفوق سرعة شركة قوقل، وصرف صحي ليس له مثيل في العالم، ومياه صحية تشربها وأنت مطمئن كأنها نزلت من الجنان، ومطاعم نظيفة فيها ما لذ وطاب من الطعام، والبلدية تراقب الجميع من الصباح حتى المساء، وسياحة عالمية فيها من الخدمات الشيء الكثير للزوار، ونقود سياراتنا بفن وذوق وأخلاق يلاحظها كل من زار اليمن باطمئنان.. كنت أظن.. وكنت أظن.. وخاب ظني يوم أن دخلت أرض اليمن؟؟
ومضة
جميل هو الأمل.. والأمل هو الوجه الآخر للتفاؤل.. فهما وجهان لعملة واحدة، وديننا الإسلامي يحثنا دائماً على التفاؤل وينهانا عن التشاؤم والتطير.. ومن منا لا يُمني نفسه بالأحلام السعيدة؟ من منا لا يبني أهراماً من الأحلام العريضة؟ .. أحلام يريدها أن تقلب واقعه وتسعده، ينام على الأحلام، ليستيقظ على الواقع عينه، ومع كل هذا لا يمل ولا يفقد الأمل، وكما يقول الشاعر: مـا أضيـق العيـش.. لولا فسحة الأمل، فسحة تختلف من شخص لآخر، هي مساحة، نجعلها منطلقاً لأحلامنا، لتكون بذلك دافعاً للتشبث بالحياة والتعلق أكثر بها وبما فيها، لكن البعض لا يبالي بفسحة الأمل هذه، ربما لأنه يرضا بواقعه، وما عاد يُمني النفس بالأحلام.. وأنا أحلم وأتمنى أن أجد اليمن من أفضل الأوطان، وأن تمحى أمية غالبية هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره أحلم أن أجد الشباب يزرع الأرض، ويأكل ما صنعه بيديه، أحلم أن أجد العلاج متوفراً لكل المرضى الذين يعانون ألاماً وأوجاعاً لا حصر لها، أحلم أن أجد اليمن يرتقى بشبابه وبفكره وعلمه دون النظر إلى التفاهات والقشور في الفكر والعيش في دوامة مفرغة، أحلم أن يهتم الشباب بالعلم والعمل بقدر حرصهم على الجلوس على الشات والفيس بوك، أحلم بيمن يسمو بأخلاق شعبه، وبحكومة تنتشل اليمن من الفوضوية إلى النظام.
صالح الريمي