إن الناظر إلى ما يدور في بقاع الدول العربية يجده كله ينطلق من وجود سباق التمذهب بينها، فكل طائفة تريد أن تستأثر بمذهبها وتفرضه على السواد الأعظم من البشر، وتحوّل دولاً وأنظمتها إلى اعتناق المذهب الملائم له ولعقيدته وميوله ولو أدى هذا التسابق إلى التناحر والصراعات والمنازعات والمهاترات والتخندقات وكل أساليب المكر والخداع لتحقيق مآربهم سواء كانت نابعة من حقيقة الدين أو من خرافاته.
من هنا ينبغي أن ينظر إلى هذه الصراعات على أنها صراعات من أجل البقاء المذهبي والعقائدي، ولا نستطيع أن نلوم المتصارعين على حرصهم واستماتتهم في تثبيت معتقداتهم، لكن اللوم على أسلوب التناحر الذي هو ممقوت ومذموم بكل الشرائع والنواميس، بل يجب أن يكون التسابق عن طريق الإقناع والاقتناع طبقاً لما جاء في محكم الكتاب الكريم ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، وقوله تعالى (لكم دينكم ولي دين). وقوله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) وقوله تعالى (ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، وكثير من الآيات التي تبين ضرورة عدم إجبار الناس على اعتناق الدين ولكن من خلال التبليغ والتعريف والحجة.
يوسف محمد الأنصاري