وقعت وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني أمس اتفاقية تعاون في مجال البيئة الحضرية المستدامة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) تنص على استضافة المملكة للمكتب الإقليمي لبرنامج (الموئل).
وقالت “البلديات” في بيان لها أمس إن “توقيع الاتفاقية يأتي بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، بالعمل على تطوير البيئة الحضرية المستدامة وتعزيزها في مملكة البحرين على الصعيدين الاجتماعي والبيئي”.
وأرجعت الوزارة أهمية وجود مكتب إقليمي للبرنامج إلى “تزايد الآثار المترتبة على ظاهرتي التحضر وتغير المناخ، وضرورة وضع البرامج والحلول التخطيطية وتنفيذ العمل على المستوى المحلي، إضافة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي سجلت معدلات استثنائية على صعيد الطلب على إمدادات الطاقة وزيادة تلوث الهواء، وذلك لما تتسم به هذه المنطقة من ارتفاع في درجات الحرارة والحاجة إلى انتاج المياه المحلاة”.
وقالت إن “هذا المكتب الاقليمي سيقوم بمراجعة وتقديم البرامج المتخصصة في التحضر والتنمية المستدامة، والتعرف على الابتكارات الحضرية التي يجري تطبيقها بسرعة مذهلة، والبحث في التحديات المستقبلية وعوامل تغيير المناخ، من خلال استشاريين يتم استقدامهم للقيام بمهام تخصصية عالية المستوى”، لافتة إلى أن “المكتب سوف تكون له أهمية كبيرة في تقديم خدمات ضرورية إلى مملكة البحرين ولوزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني”.
وأكدت “البلديات” أن “وجود المكتب المتخصص لمعالجة مشاكل المنطقة المتفاقمة مع قلة الموارد البشرية والطبيعية أصبحت حاجة ملحة لضمان وشمولية تعزيز المدن المستدامة على الصعيدين الاجتماعي والبيئي، بحيث تكون دول المنطقة قادرة على الحفاظ على تراثها الثقافي والروحي في ظل تمكنها من تحقيق مستويات الرفاه اللازم للأجيال القادمة”. وأوضحت أنه رغم تحقيق البحرين خطوات واضحة نحو بلوغ الأهداف الانمائية للألفية، خصوصا في مجالات مكافحة الفقر والصحة والتعليم وحقوق المرأة وغيرها، إلا أنها لا تزال تسعى لتحقيق بقية الأهداف فيما يتعلق بالهدف السابع (ضمان البيئة المستدامة)، والهدف الثامن (توسع الشراكات العالمية للتطوير)، مؤكدة الأهمية المتزايدة لمسألة إدراك الآثار المترتبة على البيئة الحضرية جراء ظاهرة تغير المناخ والاحتباس الحراري، وذلك في ظل تزايد عمليات التحضر الحاصلة وضعف تطبيقات البيئة المستدامة.
وأشارت “البلديات” إلى أن مملكة البحرين تستضيف خمس منظمات تابعة للأمم المتحدة تحت سقف واحد، هي: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، برنامج الأمم المتحدة للبيئة ـ مكتب غرب آسيا (UNEP-ROWA)، المكتب الفرعي لمركز الأمم المتحدة للإعلام (UNIC)، المكتب الإقليمي لتشجيع التكنولوجيا الخاص بمنظمة التنمية الصناعية التابعة للأمم المتحدة (UNIDO)، والمكتب الإقليمي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO). ونقل وزير شؤون البلديات والزراعة جمعة الكعبي خلال حفل التوقيع تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى وتمنياتهم لهذا المنتدى بالتوفيق والنجاح.
وقال إن حصول سمو رئيس الوزراء على جائزة الشرف في مجال التنمية الحضرية واستحداث جائزة باسم سموه لأفضل الممارسات الهادفة لتحقيق التنمية الحضرية على المستوى العالمي جاء تتويجاً لجهود مملكة البحرين وحرصها على الدوام على الاهتمام بقضايا التنمية محلياً وإقليمياً ودولياً، مضيفاً أن كلمة سموه الموجهة الى المنتدى الحضري السادس بمناسبة اليوم العالمي للموئل جاءت لتؤكد على النجاحات التي حققتها البحرين في مجال التنمية الحضرية المستدامة والتحديات التي يواجهها العالم واهمية تضافر هذه الجهود لضمان حياة افضل للحاضر والمستقبل كما تؤكد على مضي المملكة قدماً في سياساتها ورؤيتها ونهجها الواضح. واكد الوزير الكعبي أن مملكة البحرين وبناء على برنامج عمل الحكومة الموقرة تحرص على تطوير وتنمية البيئة الحضرية المستدامة، واضعة ومسخرة كافة إمكانياتها ومواردها لتحقيق رفاهية المواطنين والارتقاء بمستواهم المعيشي، مشيراً إلى أن المملكة عملت على تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية واستطاعت تنفيذ مجموعة من هذه الأهداف وذلك قبل الموعد المتفق عليه في العام 2015 إيماناً منها بأهمية هذه الأهداف في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة الشاملة. وأضاف: “ استمراراً لهذه الجهود نحتفل اليوم بتوقيع اتفاقية تأسيس المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في مملكة البحرين، ونهدف من خلاله الى تنفيذ البرامج والمشاريع المتخصصة في التنمية الحضرية المستدامة والاستفادة من خبرات واستشارات البرنامج في تحقيق التنمية المستدامة في المملكة”، مؤكداً أن التوقيع على هامش المنتدى الحضري السادس المنعقد بإيطاليا يعكس التزام مملكة البحرين ضمن جهود الأسرة الدولية بالتعاون والتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة الشاملة.
وقع الاتفاقية من جانب البحرين وزير البلديات، ومن جانب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية المدير التنفيذي للبرنامج جون كلوس، وحضر حفل التوقيع رئيسة مركز العمل التطوعي في الكويت الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح ومسؤولين في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.