^   إن التصريح الذي أدلى به الشيخ عبدالله المقابي، خبير التنمية البشرية، ومفاده أن الاتحاد الشعبي الخليجي سوف يرى النور بعد أيامٍ معدودةٍ، وأنه يدعو أبناء الشعب البحريني، وكافة أبناء الخليج، إلى الانضمام لهذا الملتقى الجماهيري عبر قنوات التواصل الاجتماعي، نقول إن هذا التصريح يعبِّر عن رغبة أبناء الخليج والجزيرة العربية في التوحّد ضمن إطار شامل متكامل يجمعهم على الخير والمودة، ويعينهم على التصدِّي للأجندات الدخيلة التي تستهدف كيانهم وعروبتهم، وتجعلهم رهائن للصراعات والخلافات الجانبية التي تعوق نهضتهم وتقدّمهم. إن قيام الاتحاد الشعبي الخليجي يكتسب أهميةً كبيرةً، حيث إنه يمثل الرّد العملي العاجل على مطالبة بعض القوى المتحفِّظة على فكرة الاتحاد الخليجي بأن يستمِّد الاتحاد شرعيته من دعم أبناء الخليج وتأييدهم الواسع له قبل الإعلان عنه؛ وفي هذا المقام ينبغي الإشارة إلى أنه عند تقييم الوحدة العربية، سواء كانت بين بلدين أو أكثر، أو تمت بصورةٍ جزئيةٍ، أي ضمن جوانب محددة “سياسية أو اقتصادية.. إلخ”، أو بصورة اندماجية وسريعة وشاملة لكل الجوانب، يجب أن يُستبعد منطق المنافع المحكومة بحسابات الربح والخسارة المؤقتة لعدم جدواه وضحالته. صحيح أن مقارنة الاتحاد الخليجي بكياناتٍ شبيهةٍ به، مثل الاتحاد الأوروبي قد لا يكون أمراً منطقياً أو مجدياً في هذه المرحلة، إذا ما أُخذت بالحسبان الظروف التاريخية التي انبثق فيها الاتحاد الأوروبي، ومراميه السياسية والاقتصادية، والتغيّرات الهيكلية التي طالت اقتصاديات بلدانه الأعضاء في السنوات الأخيرة، مما جعل بعضها ينسحب من بعض الاتفاقات المشتركة، خصوصاً تلك المُلزمة لتبنِّي العملة الموحدة “اليورو”، لكن الصحيح أيضاً أن فكرة الاتحاد ضاربة في جذور التاريخ المشترك لشعوب الخليج والجزيرة العربية، كما إن الحاجة للوحدة تبرز اليوم أكثر من أي وقت مضى، ذلك أن صغر المساحة الجغرافية للدول الخليجية إلى جانب الثروات النفطية الهائلة التي تختزنها أراضيها وبحارها، يجعل الوحدة مطلباً جماهيرياً واسعاً من أجل الحفاظ على هذه الثروة، ووضعها لخدمة مصالح هذه الدول وشعوبها مجتمعةً!.