عواص^ الأمم المتحدة: أوضاع اللاجئين تتدهور ^ 9 مليارات دولار خسائر العنف في حمص
م - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل وإصابة العشرات في أعمال عنف في سوريا، فيما أكدت المعارضة سيطرتها على مقر أمني شرق البلاد، في الوقت الذي تعاني فيه أحياء في حلب شمال البلاد تسيطر عليها قوات الجيش السوري الحر من مأساة إنسانية، بينما تفوح رائحة الموت من حي سيف الدولة في المدينة.
من جهتها، رحبت سوريا بعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر “طالما أنها تعمل بشكل مستقل ومحايد” في البلد الذي غادره خلال أغسطس الماضي أكثر من 100 ألف سوري وهو أكبر عدد يسجل خلال شهر منذ بدء النزاع. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجديد بيتر مورر ترحيب بلاده بالعمليات الإنسانية التي تقوم بها اللجنة على الأرض “طالما أنها تعمل بشكل مستقل ومحايد”.
من جهته، عبر مورر عن تقديره “للتعاون الذي تبديه الحكومة السورية” وأشاد “بجسور الثقة التي تم بناؤها بين الطرفين”، بحسب الوكالة. وقالت الوكالة أن اللقاء تناول علاقات التعاون بين اللجنة والحكومة السورية ووضع الآليات المناسبة لتعزيز هذا التعاون.
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الوضع الإنساني في سوريا “يتدهور” وإنه سيطلب من الدول الأعضاء مساعدة الدول المجاورة لسوريا والتي تستضيف لاجئين من هذا البلد، كما أعلن الناطق باسمه مارتن نيسيركي. وقال نيسيركي إن بان كي مون سيقدم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تقريراً عن الوضع في سوريا، مشيراً إلى أن الأخضر الإبراهيمي، الوسيط الدولي للنزاع في سوريا، سيشارك في هذا الاجتماع.
وأضاف الناطق أن “الوضع الإنساني خطير ويتدهور، في سوريا كما في الدول المجاورة المتأثرة بالأزمة”، معرباً عن أسفه لـ«نقص الأموال” لدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة من أجل مواجهة هذا الوضع. وذكر نيسيركي أن الأمم المتحدة أطلقت نداء لجمع أموال بقيمة 180 مليون دولار لسد حاجات اللاجئين السوريين، إلا أن ما جمع حتى الآن لم يصل إلا إلى نصف هذا المبلغ. إنسانياً كذلك، تعاني الأحياء التي تقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر في مدينة حلب والتي تعرضت مجدداً إلى قصف مدفعي من أزمة حادة في المواد الغذائية التي باتت تغيب غالباً عن الأسواق.
وعلى الصعيد الدولي، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده تشجع على تشكيل “حكومة بديلة” في سوريا التي رأى أن “زمرة” تحكمها وترتكب “مجازر” بحق السكان المدنيين. من جانبه، شدد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في برلين على أن تشكيل حكومة انتقالية ديمقراطية تمثل كل مكونات المعارضة في سوريا هو أمر “ملح”. وقال فسترفيلي “هناك حاجة ملحة إلى سقف مشترك لجميع مجموعات المعارضة السورية التي تحترم الديموقراطية والتسامح والتعددية. هناك حاجة ملحة إلى حكومة انتقالية تشكل على قاعدة احترام كل المجموعات لهذه القيم”. وأضاف الوزير الألماني في افتتاح الاجتماع الثاني لمجموعة عمل دولية حول المستقبل الاقتصادي لسوريا “لم يعد هناك مجال لإهدار الوقت”. وفي بيروت، دعت المعارضة اللبنانية المناهضة للنظام السوري الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى اعتبار سفير سوريا في لبنان “شخصاً غير مرغوب فيه” “ووقف العمل بالمذكرة الأمنية” الموقعة بين بيروت ودمشق. وطلبت المعارضة الممثلة بقوى 14 آذار من سليمان في مذكرة سلمته إياها “اعتبار السفير السوري في لبنان شخصاً غير مرغوب فيه لأنه يلعب أدواراً أمنية استخباراتية”، متهمة إياه بالإشراف على خطف ناشطين سوريين في لبنان. ميدانياً، قتل العشرات في أعمال العنف في سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وسيطرت المعارضة المسلحة على مقر أمني يقع شرق البلاد إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية أسفرت عن قتلى، بحسب ما أفاد المرصد في بيان.
وأفاد البيان أن “مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة سيطروا على مقر قسم الأمن العسكري بشارع سينما فؤاد في مدينة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات الفجر الأُولى من يوم أمس”.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين من المعارضة وما لا يقل عن 8 من عناصر القوات النظامية.
وسيطرت قوات من الجيش النظامي السوري على أعالي حي سيف الدولة في حلب إثر معركة ضارية مع المعارضين المسلحين ما سيسهل السيطرة على كامل المدينة كما يؤكد ضباط في المكان، فيما كانت هناك جثث لاتزال على الأرض وسط أحد شوارع الحي لتشهد على عنف المعارك التي جرت.
في هذا الوقت، قدرت السلطات السورية الخسائر والأضرار الناجمة عن “الأعمال الإرهابية” في مدينة حمص وحدها بنحو 9 مليارات دولار، بحسب ما أكد محافظ حمص أحمد منير محمد لوكالة الأنباء الرسمية. من جهة أخرى، استدعت سوريا أعداداً متزايدة من الجنود السابقين من الاحتياطي للخدمة في الجيش في مؤشر على حشد الجهود لإخماد الانتفاضة التي اندلعت قبل 17 شهراً ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وقال بعض جنود الاحتياط الفارين وضابط في الجيش إن آلاف الجنود استدعوا خلال الشهرين الماضيين لتعزيز الجيش السوري الذي يصل قوامه إلى 300 ألف جندي وإن كثيراً منهم لا يلبون نداء الخدمة العسكرية.