طهران تحرّف مضمون لقاء بان كي مون وخامنئي.. والأمم المتحدة تكذِّب «ولاياتي»
عواصم - (العربية نت، وكالات): قال تقرير استخباراتي إيراني إنه من المحتمل أن لا يتقاضى موظفو الحكومة الإيرانية رواتبهم كاملة خلال الثلاثة الأشهر القادمة، وفقا لما ذكرته قناة “العربية”.
وذكرت وزارة الاستخبارات الإيرانية في تقرير سري نشرت مقطفات منه مواقع إيرانية أن من المحتمل أن تحقق احتياطيات النقد الأجنبي في إيران عجزاً هائلاً في الأشهر القادمة، مطلقة تحذيرات من مخاطر وقوع اضطرابات اجتماعية في البلاد.
ومنذ سريان الحظر الأوروبي على شراء ونقل النفط الإيراني قبل شهر ونصف تخسر إيران يومياً نحو 133 مليون دولار من المبيعات النفطية.
وذكر التقرير أن الاحتياطيات الأجنبية في إيران قد تنفذ خلال الستة أشهر المقبلة بسبب العجز الشديد في الميزانية، ما قد يضطر الحكومة لدفع نصف الراتب الشهري لموظفيها.
ووفقاً للتقرير فإن الاستخبارات السرية حذرت ضمنياً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة من خطر تسبب الجوع في أعمال شغب، خاصة في المدن الحدودية.
وهبطت العملة الإيرانية إلى مستويات قياسية متدنية، حيث انخفضت بنسبة كبيرة، بعد أن قال رئيس البنك المركزي الإيراني محمود بهمني إنه سيعلن عن رفع السعر الحكومي الثابت وهو 12260 خلال الأيام العشرة المقبلة لاستيعاب “التطورات الدولية”.
وحسب مصرفيين إيرانيين، فإن السعر الرسمي لا يستخدم إلا كمرجع فقط.
ويقول مراقبون إن الفجوة الهائلة بين السعرين أدت إلى شيوع الفساد المالي في الحكومة الإيرانية، حيث يعني الحصول على الدولار بالسعر الرسمي تحقيق أرباح هائلة.
وتقرّ بيانات رسمية بأن المصانع الإيرانية تعمل بنصف طاقتها الإنتاجية وسط موجة كبيرة من إفلاس الشركات، وتصل مستويات التضخم إلى 33%، في حين سجلت أسعار الدجاج واللحوم والحليب ارتفاعات تصل إلى 80% خلال العام الجاري. من جهة أخرى، نفى مارتين نريسكي الناطق باسم الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أن يكون الأخير قد وصف المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي خلال لقائهما الأخير في طهران بـ “قائد العالم الإسلامي”. وفي تصريح لتلفزيون “بي بي سي” الفارسي قال مارتين نريسكي الذي حضر اللقاء بين أمين عام الأمم المتحدة وخامنئي على هامش قمة عدم الانحياز الأسبوع الماضي بطهران إنه “من المستحيل أن يصف بان كي مون خامنئي بهذه الصفة”.
وكان مستشار خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي قد أكد في مقابلة مع وكالة فارس للأنباء أن أمين عام الأمم المتحدة وصف خامنئي بـ “قائد العالم الإسلامي”.
وقال ولايتي في المقابلة التي تطرّق فيها إلى نتائج قمة عدم الانحياز “كانت شخصيات بارزة تود أن تسمع وجهات نظر القائد المعظم حول مستقبل القمة وإدارة إيران لحركة عدم الانحياز.. كانوا يتوقعون من قائد الجمهورية الإسلامية أو قائد العالم الإسلامي مثل ما وصفه أمين عام الأمم المتحدة أن يبحث عن حل للقضية السورية”.
وكان أمين عام الأمم المتحدة قد أكد في تصريح صحافي أنه أبلغ خامنئي قلقه من تدهور قضايا حقوق الإنسان في إيران.
وأوضح الناطق باسم بان كي مون أن أمين عام الأمم المتحدة تحدث أيضاً معه حول المفاوضات النووية، وأعرب عن خيبته لعدم تحقيق تطور في المحادثات وطلب التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحسم القضايا العالقة. ورافق بان كي مون في زيارته إلى إيران مساعده السياسي جيفري فيلتمان الذي كان يعمل مساعداً في الخارجية الأمريكية لسنوات. وهذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيها إيران بتزوير تصريحات بعض المشاركين في قمة عدم الانحياز، إذ بث التلفزيون الإيراني الرسمي ترجمة متناقضة لخطاب الرئيس المصري محمد مرسي. وعندما قال محمد مرسي في كلمة الافتتاح: “إن تضامننا مع نضال أبناء سوريا الحبيبة ضد نظام قمعي فقد شرعيته هو واجب أخلاقي”، ذهب المترجم الإيراني بعيداً عن كلام مرسي بقوله: “إننا نأمل بقاء النظام السوري الذي يحظى برصيد شعبي”.
وتوالت على إيران بيانات التنديد بهذا التحريف من مصر والبحرين ومجلس التعاون الخليجي واعترف رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني الرسمي بالوقوع في “الخطأ اللفظي” خلال البث الحي لأعمال القمة.
من جانب آخر، أعلن المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني ايجائي في تصريحات نشرتها وسائل إعلام إيرانية أن السلطات أوقفت أكثر من 20 من “مثيري الشغب” بينهم عدد من البهائيين في المناطق التي ضربها في مارس الماضي زلزال أسفر عن سقوط أكثر من 300 قتيل في إيران. ورداً على سؤال عن شائعات تتحدث عن توقيف بين 20 و26 شخصاً متهمين بالانتماء إلى الحركة البهائية الدينية أو إلى حركة مجاهدي خلق المعارضة المسلحة، أكد محسني ايجائي أن “أكثر من 20 من مثيري الشغب” أوقفوا في المناطق المتضررة شمال غرب إيران. وكانت مواقع عدة لمعارضة أكدت أن الموقوفين “ناشطون اجتماعيون” أو متطوعون لمساعدة السكان المتضريين بالزلزال. وتحرك آلاف الإيرانيين وخصوصا اعضاء في منظمات للعمل الخيري، بشكل عفوي بعد الكارثة لجمع التبرعات للضحايا ومساعدتهم. لكن قوات الأمن منعتهم من الوصول إلى المناطق المتضررة.
من جانب آخر، صرح قائد القوات البحرية لحراس الثورة الادميرال علي فدوي إن إيران هي القوة الوحيدة القادرة على حماية الخليج الغني بالنفط، معتبراً أن وجود الأمريكيين في المنطقة يسبب عدم استقرار.
ونقل الموقع الالكتروني لمكتب محافظ بوشهر حيث جرى احتفال الأحد الماضي، قال فدوي ان “القوة الوحيدة التي بامكانها تقديم الأمن للمنطقة هي إيران، والعالم بدأ يتقبل هذا الموضوع وإن بشكل بطيء”.