على بعد آلاف الكيلومترات من كوالالمبور، يحضر مايكل نكوينتي ندونغفاك شهادة الدكتوراه في الكاميرون من خلال صفوف جامعة ماليزيا المفتوحة التي يحضرها بواسطة الإنترنت، وهو يأمل أن يقدم أطروحته عما قريب عبر “سكايب”.
مايكل نكوينتي ندونغفاك وهو موظف حكومي لم يجد الاختصاص الذي كان يبحث عنه في مجالي التصميم والتكنولوجيا في بلده، فدفع 10 آلاف دولار ليحصل على هذه الشهادة من جامعة أجنبية.
والجامعات الإلكترونية تشهد انتشاراً سريعاً في آسيا، حيث يترافق الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا مع أهمية أكبر تولى للتعليم.
وقال مايكل نكوينتي ندونغفاك عبر “سكايب” من منزله الواقع في العاصمة الكاميرونية ياوندي “اخترت التعليم الإلكتروني نظراً إلى مرونته”.
فالصفوف الإلكترونية تعزز الفرص التي تتاح للطلاب بصورة ملحوظة، وهي عادة ما تكون أرخص سعراً من الصفوف التقليدية.
غير أن التعليم الإلكتروني لفت أيضاً نظر أرقى الجامعات في العالم، وقد تعاونت جامعة هارفرد مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا منذ فترة وجيزة لتوفير صفوف مجانية عبر الإنترنت.
وقال لي هوك غوان وهو من كبار الأكاديميين في معهد الدراسات الخاصة جنوب شرق آسيا في سنغافورة “على ضوء التحسينات التي تشهدها التكنولوجيات، ازدادت المؤسسات التي تقدم صفوفاً إلكترونية، كماً ونوعاً”.
وبحسب الحكومة الماليزية، انضم العام الماضي نحو 85 ألف شخص إلى الصفوف الإلكترونية في البلد التي تقدمها جامعات إلكترونية أو أخرى تقليدية توفر صفوفاً عبر الإنترنت.
وفي كوريا الجنوبية المتقدمة على صعيد التكنولوجيا، التحق أكثر من 112 ألف طالب في 19 مؤسسة تقدم صفوفاً إلكترونية بدأت جميعها في العام 2002.
أما الصين، فقد اعتمدت مفهوم التعليم الإلكتروني في نهاية التسعينيات بغية توسيع النفاذ إلى التعليم، ولا سيما في المناطق الريفية، وبلغ عدد الملتحقين بهذه الصفوف 1.64 مليون شخص في عام 2010.
وتبدل الصفوف الإلكترونية طريقة التعليم، عند الطلاب والمدرسين، على حد سواء، فتخفف من التركيز الذي يصب على الاستظهار في المناهج التعليمية الآسيوية، وتركز على التكنولوجيات الحديثة.
وتسمح هذه الجامعات “المفتوحة” التي تقدم صفوفاً عبر الإنترنت لأي طالب بالالتحاق ببرامجها الإلكترونية، بغض النظر عن شهاداته السابقة.