كتب - حذيفة يوسف: قال “جراح المناظير” استشارى الجراحة العامة والمناظير بمجمع السلمانية الطبي، رئيس رابطة الجراحين البحرينية، رئيس المجموعة العربية لجراحي المناظير المنبثق من رابطة الجراحين العرب، الدكتور خليفة مبارك بن دينة إن “مملكة البحرين حققت إنجازات كبيرة في مجال الجراحة التي قدمت حلولاً ناجعة للعديد من الأمراض”. وأوضح بن دينة في حوار مع “الوطن” أن جراحة المناظير تطورت خلال السنين الماضية، مبيناً أنه شفي شخصياً من السرطان الذي أصيب به بعد أن خضع للعديد من العمليات الجراحية في البحرين والخارج. وحذر “جراح المناظير” من خطورة عمليات شفط الدهون، معتبرها جريمة لأنها تسبب العديد من المشاكل الخطيرة، ووصف جهاز الذي يستخدم لشفط الدهون بأنه “أعمى” ويتسبب بالعديد من المشاكل. كما أوضح أن عملية شفط الدهون لا تجعل الجسم متناسقاً، وتحدث تشوهات في الجسم والبطن، على عكس إنزال الوزن الطبيعي والذي يتم بشكل تدريجي وآمن. وسرد بن دينة لـ«الوطن” قصته مع المعرض وجراحة المناظير، قائلاً : “أصبت بمرض السرطان وأجريت لي العديد من العمليات الجراحية في المملكة، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وواصلت العلاج في مستشفى هنري أندرسون لمدة سنة كاملة، وتكللت المعالجات التي خضعت لها بالنجاح والحمد لله، الأمر الذي سيمكنني من العودة لممارسة عملي بالشكل المعتاد”. وعبّر بن دينة عن شكره لكل من وقف معه في أزمته مع المرض، مؤكداً صعوبة أن يتحول الإنسان من طبيب إلى مريض، وهو الأمر الذي جعله يشعر بمعاناة المرضى وقيمة الحياة. وأشار إلى أن والداه والقيادة الحكيمة وزملاء المهنة كانوا وراء عودته إلى العمل مرة أخرى، حيث نصحه المعالجون في أمريكا بالتقاعد، مبيناً أن الظروف لن تمنعه من مزاولة مهنته. وأضاف جراح المناظير: “أنا أول من أدخل جراحة المناظير في مستشفى السلمانية، وطورتها خلال السنين التي عملت فيها من العمليات البسيطة إلى أكبر العمليات، وتم علاج أكثر من 1500 ممن يعانون فتقاً في الحجاب الحاجز أو أسفل البطن، حيث قمت بإجراء عملية بالمنظار من غير الفتحات التقليدية، بالإضافة إلى عمليات الزائدة والمرارة والطحال وقرحات المعدة والإثني عشر. وأوضح أنه بدأ العمل في عمليات التخلص من السمنة منذ منتصف التسعينات، عن طريق تصغير المعدة أو تحويل مجرى الطعام، مشيراً إلى أنه أجرى حوالي 1000 عملية فاقت نسبة النجاح فيها الـ98% بالمئة، والعمليات التي فشلت كانت بسبب عدم انتظام المرضى بالنظام الغذائي الموضوع لهم. وأشار بن دينة إلى أن تلك العمليات حلت المشاكل لمن يعانون من السكر، والضغط، والأمراض المزمنة، وضيق التنفس والاختناق، بالإضافة إلى مرضى العقم، حيث تأتي كل تلك الأمراض بسبب السمنة المفرطة، مبيناً أن السمنة لها تأثيرات على الظهر والمفاصل. وأوضح أن إجراء عمليات الحلقة تمت أول مرة في العام 1997م، ولكنها لم تكن ناجحة تماماً إلى أن تطورت الخبرات الطبية لتصل إلى تصغير المعدة إلى 25% من الحجم الأصلي، حيث تصبح في شكل شبه مستطيل، وتقلل كمية الأكل الداخل إليها فيضعف المريض تلقائياً. وأوضح بن دينه بأن جراحة تصغير المعدة لا تصلح لمن يتناول الحلويات، حيث تجرى له عملية تحويل مجرى المعدة بالمنظار، والذي يعتمد على أخذ المصران إلى أعلى جزء في المعدة ليتحول الطعام إلى المصران مباشرة ولن يتم هضم سوى حوالي ربع كمية الطعام، الأمر الذي يخفض وزن المريض، مبيناً أن المعدة تبقى طبيعية ولن يتغير فيها شيء. وأكد أنه وبعد إجراء أكثر من 1500 عملية لم تكن هناك سوى تأثيرات جانبية بسيطة، وحالتين فقط لم يستجيبوا للعملية، مبيناً أنه أجراها لعمه الذي تعافى من مرض السكري بعد إنزال وزنه بفضل العملية. وشدد جراح المناظير على أهمية تقييم حالة المريض قبل إجراء أي عملية، حيث يجب معرفة هل سمنته بسبب مرض معين؟ أم هي بسبب الأكل، مبيناً أن العملية لا تجرى لمن يعاني مشاكل في الغدد الصماء حيث أن سمنته لا علاقة لها بالأكل. ونوه إلى أهمية التعاون بين جراحي المناظير والتجميل، محذراً من خطورة عمليات شفط الدهون معتبرا بأنها جريمة، حيث تسبب العديد من المشاكل الخطيرة، مبيناً أن تدخل جراح التجميل يتم بشد الجلد بعد ترهله إثر إخفاض وزن المريض. وأوضح بن دينة أن الجهاز الذي يستخدم لشفط الدهون “أعمى” ويتسبب بالعديد من المشاكل منها خرم في المصران أو نزيف في بعض الأجزاء أو حتى الجلطات، مبيناً أن العملية لا تجعل الجسم متناسقاً، وتصبح لديه تشوهات في الجسم والبطن، على عكس إنزال الوزن الطبيعي والذي يتم بشكل تدريجي وآمن. وأشار إلى أن المرضى الذين لا يمكن إجراء العمليات لهم هم المصابون بالسرطان أو أمراض التنفس والقلب، أو الذين تقل أعمارهم عن الـ15 عاماً أو أكبر من 65 عاماً، مبيناً أن من يفوق وزنهم الـ200 كيلو يجب تخفيضه من خلال برامج خاصة قبل إجراء العملية. وشدد جراح المناظير على أن تخفيض الوزن بعد العملية يحتاج من سنة إلى سنة ونصف، مبيناً أن سرعة تنزيل الوزن تسبب المشاكل الضخمة في القلب والمخ والكبد، وهبوط في التنفس أو توقف للكلى، مشيراً إلى أن المريض يحتاج من يوم إلى يومين وبعدها يستطيع ممارسة حياته طبيعياً، وخلال 3 أسابيع يمكن أن يعود إلى الأكل الطبيعي، مؤكداً أن العملية لن تستغرق سوى ثلث ساعة فقط. وأكد أن البحرين متقدمة في مجال العمليات بالمناظير، مبيناً أن الفرق الطبية في بصدد تطويرها وتغيير توصيلة المعدة. مشدداً على أن الأطباء يعملون لنشر الإنجازات باسم البلد لرفعه عالياً. وأشار إلى أن الأبحاث والعمليات التي أجريت في البحرين رفعت مكانتها عالمياً. وأوضح أن قسم الجراحة بالمناظير في السلمانية حصل على جائزة مجلس التعاون الخليجي لأحسن بحث طبي، والمركز الأول في جائزة الملك حمد لاتحاد الأطباء العرب، وجوائز عديدة أخرى عالمية بعد نشر الأبحاث في ذلك المجال. وقال بن دينة إن “عملية تصغير المعدة لعلاج السمنة من العمليات الجديدة عالمياً ويجريها على مستوى العالم 15 جراح مناظير فقط.