دخلت المحرق أمس سجل المدن المتطورة لاستجابتها لمؤشرات حضرية وضعها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وإلى جانب 1500 مدينة حول العالم تقدمت بملفاتها وانضمت للسجل استناداً للمعايير والمؤشرات العالمية.
وحققت البحرين بدخول المحرق السجل إنجازاً لافتاً في التقدم الحضري المستدام، فيما جاء الفوز بعد أن فحصت لجنة دولية وقيّمت جميع الملفات المقدمة من مختلف دول العالم ضمن المعايير الدولية.
واختيرت مدينة المحرق من بين 52 مدينة، وركز الاختيار على 5 محاور أساسية تقاس فيها تطور المدن وازدهارها وتشمل جودة الحياة والإنتاجية والمساواة وتطور البنى التحتية والتنمية المستدامة، اجتازتها المحرق بنجاح.
ويعد الإنجاز مؤشراً عالمياً على اهتمام الحكومة برئاسة سمو رئيس الوزراء لتحقيق أهداف التنمية الحضرية الشاملة، من خلال تنفيذ المشاريع والارتقاء بالبنية التحتية والإسكان والتعليم والصحة والبيئة وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين.
واختار برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من خلال لجنة الفحص الخاصة المدن، عبر تجميع استبيان شامل حول قياس مستويات الازدهار والتطور والمكون من أكثر من 200 فقرة وسؤال، وضعته الأمم المتحدة ووزع على مواطني المدن المتنافسة على الفوز بأحسن المدن تطوراً في التنمية الحضرية على المستوى الدولي.
وشارك في ملئ الاستبيان الخاص بمدينة المحرق عدد من الشخصيات المهتمة بحالة المدينة من مفكرين وتراثيين وسياسيين وأصحاب أعمال وشخصيات تعمل في المجتمع المدني ولها دراية بحال مدينة المحرق.
ووثق التنافس الدولي الذي دخلته مدينة المحرق في كتاب 2012 /2013 بعنوان “حالة المدن الازدهار والتطور”، المدشّن من قبل المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية جون كلوس.
ودشّنت منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الكتاب في حفل كبير نظمته أمس على هامش فعاليات المنتدى الحضري العالمي السادس المنعقد حالياً في مدينة نابولي الإيطالية، وتشارك فيه البحرين في معرض مميز.
وأُلقيت محاضرة على هامش المعرض حول مدينة المحرق ومقومات تطورها وازدهارها والأسباب المؤدية إلى هذا الفوز الدولي، حيث أن مدينة المحرق العريقة تملك إرثاً تاريخياً أهلها لاحتلال مكانة مرموقة بين مدن العالم.
واجتازت المحرق وصولاً إلى الفوز 79 مؤشراً دولياً تشكل المعايير الوافية والاستجابة إلى المؤشرات العالمية للتطور والازدهار مدعومة بإحصاءات موثقة ومعلومات رصينة نشرت في التقارير العالمية، ومؤشرات أخرى تهتم بحالة المدينة ومميزات تطورها وأسباب استمرار ازدهارها وذلك في 9 محاور تم الإعداد لها لمعرفة حقيقة المدينة.
ويعود تأسيس مدينة المحرق إلى عام 1810 كعاصمة للبحرين واستمرت عاصمة حتى عام 1923، واستوطن المحرق الكثير من القبائل العربية وازدهرت بسبب موقعها الجغرافي ومغاصات اللؤلؤ التي جذبت إليها تجار اللؤلؤ، وتقع المدينة في الجزء الشمالي الشرقي من البحرين وتحيط بها مياه الخليج العربي من الجهات كافة وترتبط بالعاصمة المنامة بـ3 جسور.
وقال وزير شؤون البلديات والتخطيط العمراني د.جمعة الكعبي بهذه المناسبة، إن الإنجاز يعد مؤشراً عالمياً ودليلاً على اهتمام الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على صعيد تحقيق أهداف التنمية الحضرية الشاملة في مختلف مناطق البحرين، من خلال تنفيذ المشاريع والارتقاء بالبنية التحتية والإسكان والتعليم والصحة والبيئة وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين. وأضاف أن الوزارة أعدّت ملفاً متكاملاً عن مدينة المحرق، وما شهدته المدينة من تطور عمراني واقتصادي واجتماعي خلال السنوات الماضية، إضافة إلى مشاريع تنموية يتوقع أن تشهدها المدينة في الفترة المقبلة ضمن برنامج عمل الحكومة. وأوضح أن مدينة المحرق تحظى باهتمام خاص من قبل سمو رئيس الوزراء، نظراً لقيمتها التاريخية، وتوجيهاته خلال زياراته التفقدية للمحرق دائماً وحث المسؤولين على السعي لتطوير المدينة وتنميتها بشكل يلبي متطلبات أهالي المحرق من الخدمات العامة.
ولفت إلى أن هناك حرص من كافة الجهات القائمة على عملية تطوير مدينة المحرق بأن يكون التطوير مراعياً لخصوصية المدينة التاريخية والحفاظ على إرثها التراثي، مع تحقيق نقلة عصرية في مستوى الخدمات.
وقال إن الوزارة حريصة على العمل بتطوير كافة المحافظات في البحرين، تنفيذاً لتوجيهات سمو رئيس الوزراء، وتعتزم تقديم المدن الأخرى تباعاً بعد توفير مستلزمات النجاح في دخول هذا التنافس وتسجيل مدن البحرين بين المدن المتقدمة.
ونبّه إلى أن الوزارة لديها مشروع مميز للتنمية الحضرية يهدف إلى تحقيق استدامة القرى حضرياً واجتماعياً واقتصادياً، ومن المقرر بدء تفعيله مطلع 2013، ويهدف إلى تطوير كافة مناطق البحرين في مجال الخدمات والبنى التحتية والمرافق، والارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطنين. من جانبه أعرب مدير عام بلدية المحرق الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة، عن خالص تهانيه وتبريكاته إلى سمو رئيس الوزراء ورئيس وأعضاء مجلس بلدي المحرق وأهالي المحرق بمناسبة الإنجاز المحقق في هذا المحفل الدولي وما حققته المدينة العريقة من إنجاز حضري بين العديد من مدن العالم.
وقال إن المدينة شهدت تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات بفضل الاهتمام الشخصي لسمو رئيس الوزراء، الذي أولى جل اهتمامه ورعايته لهذه المدينة عبر زياراته الميدانية المتتالية والدفع بالمشاريع التنموية لكي تواكب المدينة بخطى واسعة في طريق البناء والتعمير.
وأضاف “فخورون بهذا الإنجاز العالمي ما يعطي الدليل على أن منظور الحكومة للقطاع الحضري المستدام، والبنية الحضرية تسير وفق الخطط المرسومة التي تضمنها برنامج عمل الحكومة”.
ورفع رئيس مجلس بلدي المحرق عبدالناصر المحميد، أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ولأهالي المحرق وشعب البحرين بمناسبة اختيار مدينة المحرق ضمن السجل العالمي للمدن المتطورة وفقاً لمعايير ومؤشرات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل”، ومن بين 1500 مدينة تقدمت بملفاتها للبرنامج للحصول على هذا الشرف الكبير.
وأكد أن اختيار مدينة المحرق لتنال هذه المرتبة العالية يأتي بفضل اهتمام سمو رئيس الوزراء المستمر بمدينة المحرق، والحرص الذي توليه الحكومة برئاسته لتطوير المدينة العريقة وتنميتها في مختلف المجالات.
وقال إن بصمات سموه واضحة على النهضة الحضرية والعمرانية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها كافة مناطق وفرجان المحرق، وزيارات سموه المتتالية للمحرق من أجل متابعة ما يتم من مشروعات شكلت حافزاً لجميع المسؤولين للعمل على تطوير المدينة والارتقاء بها لتعبر عن قيمتها التاريخية والتراثية لمملكة البحرين.
ولفت المحميد إلى أن مشروعات التطوير العمراني والتراثي التي تشهدها مدينة المحرق ومنها مشروع تطوير سوق القصيرية وسوق المحرق الشعبي، وغيرها من المشروعات تترجم اهتمام الحكومة بمدينة المحرق، وسعيها المستمر إلى توفير الظروف الملائمة لأهالي المحرق من أجل مستوى معيشي أفضل. وأكد أن ما حققته مدينة المحرق من نجاحات على صعيد التنمية الحضرية المستدامة أهلتها لاختيارها ضمن السجل العالمي للمدن المتطورة يعد نجاحا جديداًَ يضاف إلى ما أنجزته البحرين على صعيد التنمية البشرية والمستدامة، وهي إنجازات تحظى بإشادات دولية في مختلف المحافل وفي مقدمتها المنتدى الحضري العالمي الذي تحرص المملكة على المشاركة فيه بصورة دورية لعرض تجربتها في مجال التنمية بوجه عام. وأعرب المحميد عن تطلعه إلى أن يكون اختيار مدينة المحرق لتكون ضمن السجل العالمي للمدن المتطورة فاتحة خير من أجل ضم المزيد من المدن البحرينية لهذا السجل الدولي، بما يتوج جهود الحكومة وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الذي رفع اسم المملكة عالياً على صعيد التنمية الحضرية والعمرانية.