^ قطعة أرض من الملك لمشروع دار مدينة حمد لرعاية الوالدين^ شركة كانو تكفلت بمصاريف معهد المجلس الثقافي البريطاني لتقوية لغتي الإنجليزية^ شاركت بمشروع خطة العشرة آلاف متدرب الذي نفذته «العمل» فأكسبني مهارات متقدمةكتب - عبدالرحمن محمد أمين: دفعت الصدفة رئيس مجلس إدارة جمعية مدينة حمد الخيرية يوسف عبدالله المحميد، إلى تحويل مساعدة مخصصة لفقير إلى جار لا يملك أثاثاً ولا طعاماً، ويقول المحميد “كنت متوجهاً لدفع المساعدة لفقير ولم أجده، وعندما طرقت باب جاره وجدته أشد عوزاً وفقراً، يفترش الأرض، ويطبخ عصير الطماطم لإسكات أبنائه الجائعين”. أسهم المحميد في تأسيس العديد من الجمعيات الخيرية على مدى مسيرة حياته العملية، وأشرف على بناء 16 مسجداً وجامعاً و5 قاعات اجتماعية، وكانت له أيادٍ بيضاء في خدمة الفقراء والمحتاجين، وله مبادرات طيبة في إرساء دعائم العمل الخيري على مستوى البحرين.لا ينسى المحميد وهو يسرد تفاصيل نشأته الأولى، معلميه وأساتذته الأوائل ممن غرسوا في نفسه مبادئ حب الخير ومساعدة الآخرين، و«إليهم يعود الفضل في توجهه لميادين العمل الخيري مستقبلاً”.نشأته الأولىالمحميد من مواليد المحرق 1953 متزوج ولديه 5 بنات وولد واحد، درس في مدارس البحرين الابتدائية وكانت البداية بمدرسة الروضة بالمحرق قرب جامع الشيخ حمد مقابل منزل الوجيه أحمد يوسف عبدالملك، وكان في الصف الأول الابتدائي ويتذكر مدير المدرسة المرحوم محمد سالم المقلة، ومن التلاميذ محمد المقلة وأمين مبارك وخليفة حرز.يبدأ المحميد ذكرياته “بعد أن انتقلت إلى مدرسة عبدالرحمن الناصر الابتدائية بحالة بوماهر، درست حتى الصف الثاني الابتدائي وكان مدير المدرسة آنذاك المرحوم عبدالرحيم بوعلاي والأستاذ المرحوم عبدالله الظاعن”.وأضاف “انتقلت إلى مدرسة الدوي الابتدائية بحالة بوماهر ودرست فيها الصف الرابع الابتدائي، وكان مدير المدرسة آنذاك الأستاذ مبارك سيار والأستاذ جاسم البوسطة والأستاذ إبراهيم كمال”.وأردف “التحقت بعدها بمدرسة الحالة الابتدائية في بيت المرحوم يعقوب الشوملي بحالة بوماهر من الصف الخامس إلى السادس، وكان مدير المدرسة محمد سالم المقلة والأساتذة سلمان الجودر وأحمد بوغمار وحسن البناي وأحمد مظفر، وأتذكر من الطلبة إبراهيم حمد زويد والمرحوم عبدالله إبراهيم العوضي ومحمد عبدالرسول وعبدالله اليعقوبي”.ويتذكر المحميد في مدرسة طارق بن زياد الإعدادية مدير المدرسة آنذاك المرحوم الشيخ عمر بن عبدالرحمن آل خليفة، والسكرتير محمد خلقون والأساتذة أحمد مبارك النعيمي وعبدالمعطي وأساتذة أفاضل من جمهورية مصر العربية وفلسطين، مضيفاً “كنت في تلك الفترة أمثل مع بعض الطلبة في احتفالات المدرسة وأذكر مثلت تمثيلية (معركة دير ياسين) ولبست فيها العلم الفلسطيني وكان يشرف على التمثيلية الأستاذ أحمد مبارك النعيمي سيناريوياً وإخراجاً، ومن الطلبة أذكر الأخ العزيز عثمان شريف والشيخ علي بن عبدالله آل خليفة والإخوة خليفة جبارة وعيسى الشايجي وراشد بوهيلة وخليفة حرز وعيسى حرز”.ويتابع سرد ذكرياته “بعد أن أنهيت الدراسة الإعدادية انتقلت إلى مدرسة الهداية الخليفية الثانوية، وكان مدير المدرسة الأستاذ عبدالله فرج والأساتذة إبراهيم الخشلان ومحمد عباس العمادي وكان ذلك عام 1967، وأذكر بعض الطلبة في الصف الأول والثاني والثالث الثانوي المرحوم د.عبداللطيف الرميحي والإخوة الشيخ عبدالرحمن عبدالسلام وعادل ساتر وعبدالعزيز بدر ومحمد القحطان وعبدالعزيز الصباغ والمرحوم أحمد الصباغ”.بدايات العملوقال المحميد “بعد إنهائي المرحلة الثانوية التحقت بالعمل لدى شركة يوسف بن أحمد كانو موظفاً في قسم شؤون الموظفين، حيث تكفلت الشركة بإلحاقي بمعهد المجلس الثقافي البريطاني لتقوية لغتي الإنجليزية، وشاركت بالعديد من الدورات التخصصية ذات العلاقة بمجال عملي وشاركت بمشروع خطة العشرة آلاف متدرب الذي نفذته وزارة العمل آنذاك، وأكسبني مهارات متقدمة في قطاع الأعمال التجارية، وفي دورات قيادية في مجال الإدارة”.ويضيف المحميد “بدأت العمل عام 1972 وحتى العام 2001، وتمثلت في مهام التنسيق والإشراف العام على شركة يوسف بن أحمد كانو الخيرية، وبسبب عزوف البعض عن الانخراط في مجال العمل الخيري، وبعض الضالعين فيه يفتقدون الخبرة الكافية، ووجدت بعض مؤسسات الدولة غارقة في البيروقراطية، ما يجعل عملنا في هذا المجال غاية في الصعوبة إضافة لأزمات مالية عالمية ألقت بظلالها على المؤسسات الداعمة للجمعيات الخيرية”.ويشير إلى أن “من لا يحب الخير لغيره يمثل لنا أكبر صعوبة، وجدت أن البديل هم الشباب وكان الكثير منهم متحمساً لخوض غمار العمل الخيري التطوعي، حيث إن الجمعيات الخيرية أخذت على عاتقها إدماجهم عبر الكثير من مشاريعها، وأوكلت إليهم مهام المسؤولية في إدارة الأنشطة والمشاريع التي نفذتها تلك الجمعيات، وبدورهم أثبتوا جدارتهم بشكل لافت، ما يعزز تفاؤلي التنسيق والتعاون والتشاور المستمر الذي بدأ يتكون بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية في البحرين وخارجها”.وتابع سرد ذكرياته “حصلت الدار على أرض هبة من جلالة الملك وبدعم من وزارة التنمية الاجتماعية، والأرض تحتضن مشروع دار مدينة حمد لرعاية الوالدين، وفي سياق ما تقدم يسرني أن أزف بشرى لأهالي مدينة حمد، مفادها أن شركة عبدالرحمن كانو التجارية تتكفل ببناء وتأثيث الدار المزمع إنشاؤها”.إسناد جهود العمل الخيريولفت المحميد إلى وجود مشاريع مستقبلية نسعى لتنفيذها بالقريب العاجل من مساجد وقاعات ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم، وأن المشاركة في المؤتمرات العربية تبرز أهميتها من خلال التواصل المثمر مع الجمعيات التطوعية العربية وتبادل الخبرات مع رواد ورموز التطوع العربي، وتعد فرصة ثمينة للحديث إلى وسائل الإعلام عن نهضة العمل التطوعي في البحرين وإظهار صورتها الحقيقية.وأعرب عن فخره بتكريمه في المؤتمر الثامن للاتحاد العربي للعمل التطوعي حيث يشارك فيه 18 دولة عربية، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقه لتمثيل البحرين من خلال التكريم، وهذا التكريم فرصة كبيرة لرفع اسم البحرين عالياً كما يعطينا الدافع القوي للاستمرار في ميدان التطوع الذي انخرطت فيه منذ عام 1984، وشهد هذا الإنجاز محطات عديدة منها على سبيل المثال تأسيس جمعية مدينة حمد التعاونية الاستهلاكية ثم صندوق مدينة حمد الخيري الذي تحول إلى جمعية ودار لرعاية الوالدين بمدينة حمد. ويشغل المحميد حالياً منصب المنسق العام للأعمال الخيرية لشركتي يوسف بن أحمد كانو وإبراهيم خليل كانو، وتولى الإشراف على أعمالهم الخيرية الكثيرة في البحرين، ومنها على سبيل المثال إنشاء ما يقارب من 16 مسجداً وجامعاً و5 قاعات اجتماعية تقدم خدمات للمواطنين.المناصب القياديةويشغل حالياً منصب رئيس مجلس أمناء جمعية مدينة حمد الخيرية منذ عام 1993، ورئيس مجلس أمناء مدينة حمد لرعاية الوالدين، وعضو مجلس إدارة صندوق النفقة في وزارة العدل والشؤون الإسلامية، والمنسق العام للأعمال الخيرية لشركة يوسف بن أحمد كانو وشركة إبراهيم خليل كانو، والرئيس الفخري لمركز التعريف بالإسلام وتوعية الجاليات الأجنبية بمدينة حمد، والمدير التنفيذي لشركة الحياة الدولية للمفروشات في البحرين وشركة مصانع الحياة للسجاد بالمملكة العربية السعودية.ونال المحميد شهادة تقدير من وزير العمل عن فئة العمال المميزين على مستوى البحرين، وشهادة تقدير من بلدية مدينة حمد للجهود المميزة والتعاون اللامحدود من رئيس البلدية عام 1997، وشهادة تقدير من مركز محمد جاسم كانو الصحي بمدينة حمد على الجهود والمتابعة في الرعاية الصحية، وشهادة من جمعية المحرق لرعاية الوالدين، وأخرى من مركز تحفيظ القرآن الكريم بجامع حمد كانو وجامع يوسف كانو بمدينة حمد، وشهادة تقدير وعرفان من مركز “اكتشف الإسلام” على المشاركة ودعم المركز. ويقول المحميد “كانت مساهمات كثيرة في العديد من المشاريع الخيرية في البحرين، منها تأسيس جمعية مدينة حمد التعاونية الاستهلاكية، وجمعية مدينة حمد الخيرية، ودار مدينة حمد لرعاية الوالدين لخدمة كبار السن”.ويتذكر المحميد أحد المواقف المؤثرة في حياته “كنت في إحدى الليالي أوصل قطعاً من الأثاث لأحد العوائل المحتاجة، وعند وصولنا للبيت المقصود طرقت بابه عدة مرات ولم يرد علينا أحد، وعندما هممنا بالعودة فتح لنا صاحب البيت المجاور له وأخبرنا بخروج جاره قبل قليل، هنا طلبت منه السماح لنا بترك الأثاث الذي معنا في بيته لإيصاله لجاره بعد عودته، وكم كان الموقف مؤلماً ومؤثراً عندما رأينا هذا الشخص يفترش الأرض ولا يوجد في منزله أي نوع من الأثاث والضروريات، وشاهدناه يطبخ عصير الطماطم “الكجب”، ولما سألناه قال إنه يشغل أولاده بهذا العمل حتى يناموا على جوعهم”. ويضيف “هنا اتضح لي أن هذا الشخص ربما يكون أحوج من الشخص الآخر، وقررت عندها إعطائه الأثاث وطلبت منه الاتصال بنا عند الحاجة، لكنه رغم حاجته لم يتصل بنا إطلاقاً، وهذه من صفات أهل البحرين الطيبين الذين تغمرهم العزة والكرامة حتى أنه طلب منا إن أردنا مساعدته إيجاد فرصة عمل له تغنيه عن مد يده للغير لما فيها من ذلة وإهانة”.