أكد الشيخ جاسم بن عبدالرحمن المعاودة مدير إدارة الإغاثة والمشاريع الخارجية بجمعية التربية الإسلامية أن الجمعية شرعت في تقديم الدفعة الثانية من المساعدات للمسلمين المتضررين في بورما بعدما نجحت في تقديم مساعدات الدفعة الأولى ووصولها إلى مستحقيها من الذين فقدوا منازلهم وتشردوا مع أطفالهم ووقعوا بين سطو الفقر وسوط البوذيين الذين لا يرقبوا فيهم إلاً ولا ذمة.
وقال “إن مأساة المسلمين هناك كبيرة فهم يٌقتلون ويحرقون بسبب انتمائهم الديني وولائهم العقدي، واضطهاد البوذيين لهم يٌظهر مدى عنصريتهم ووحشيتهم اللاإنسانية التي لم يعرفها التاريخ الحديث”.
وأضاف: “إن ما يتعرض له إخواننا المسلمون في إقليم أراكان يمثل صورة فاضحة للبوذيين وصورة أفضح لدولة بورما التي ساعدت وساهمت في قتل المسلمين وتشريدهم”، واستطرد “إننا عندما نتكلم عن معاناة المسلمين هناك فإننا نتكلم عن معاناة من نوع آخر فمسلمي أراكان أخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق ولكن الله ناصرهم كما قال تعالى: “أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم أموالهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله”. وأكد المعاودة أن جمعية التربية الإسلامية كانت من أوائل الجمعيات التي قدمت المساعدات للمتضررين في أراكان، ولاتزال تقدم المساعدات وتستقبل التبرعات لهذه الشريحة المستضعفة التي تستدعي اهتماماً ودعماً أكبر تخفف عنهم المعاناة وتعيد إليهم الأمل.
وعلى صعيد متصل قام مئات الرهبان البوذيين في بورما الأحد بالتظاهر تأييداً لفكرة طرحها الرئيس ثين سين بطرد أبناء أقلية الروهينغيا المسلمة من البلاد أو تجميعهم في مخيمات تديرها الأمم المتحدة. وسارت طوابير طويلة من الرهبان البوذيين بأثوابهم الحمراء التقليدية في شوارع ماندلاي في وسط بورما وانضمت إليهم جموع من المواطنين المؤيدين لطروحاتهم.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب على إحداها “احموا أمنا بورما من خلال دعم الرئيس” في حين أطلق آخرون هتافات مناهضة للمبعوث الخاص للأمم المتحدة توماس اوجيا كوينتانا الذي يتهمه المتظاهرون بالانحياز للمسلمين.
وأسفرت أعمال عنف بين سكان من الأغلبية البوذية وآخرين من الأقلية المسلمة في ولاية راخين في غرب البلاد عن سقوط 90 قتيلاً على الأقل منذ يونيو، بحسب السلطات، في حين تؤكد منظمات حقوقية أن الحصيلة الحقيقية أكبر بكثير.
وأكد الراهب ويراثو (45 عاماً) الذي قاد المسيرة أن خمسة آلاف راهب على الأقل شاركوا في التظاهرة وأن الكثير من المواطنين انضموا إليهم. وأضاف لوكالة “فرانس برس” أن الهدف من هذه التظاهرة هو “إبلاغ العالم أن الروهينغيا ليسوا أبداً جزءاً من المجموعات الإتنية في بورما”. وعلى غرار شريحة واسعة من البورميين تعتبر الحكومة أبناء أقلية الروهينغيا البالغ عددهم حوالي 800 ألف نسمة مهاجرين غير شرعيين وليس مواطنين.
وفي مطلع أغسطس، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إلى إرسال بعثة تقصي حقائق إلى بورما للتحقيق في “المذابح والانتهاكات” التي ترتكبها السلطات بحق أقلية الروهينغيا المسلمة.
وكان الرئيس ثين سين اتهم رهباناً بوذيين ووجهاء في ولاية راخين بتأجيج مشاعر العداء للروهينغيا. ولكنه وفي تصريحات نشرت في يوليو أكد أنه “من المستحيل القبول بالروهينغيا الذين دخلوا البلاد بشكل غير شرعي والذين ليسوا جزءاً من إتنيتنا”، طارحاً فكرة ترحيل أبناء هذه الأقلية إلى دولة أخرى أو تجميعهم في مخيمات تديرها الأمم المتحدة.