عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 130 شخصاً برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة، فيما شهدت دمشق وحلب معارك عنيفة بين قوات الأسد والمسلحين المعارضين الذين هاجموا حواجز للجيش في محافظة حمص وسط سوريا، فيما قالت جماعة داعية إلى نزع السلاح أمس مستشهدة بتسجيلات فيديو وأدلة مصورة أن قوات الحكومة السورية استخدمت على الأرجح قنابل عنقودية خلال حملتهم على الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهراً. من جانبه، حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دول الغرب على “إعادة تقييم” موقفها بشأن سوريا وضمان سلامة قيادتها الحالية في أي عملية انتقال للسلطة.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في لندن إنه “على اتفاق تام” مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بهدف “تسريع العملية السياسية الانتقالية” في سوريا.
واعتبرت وزارة الخارجية السورية أن خطاب الرئيس المصري محمد مرسي خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي اعتبر فيه أن النظام السوري “لن يدوم طويلاً” يمثل “تدخلاً سافراً” في الشأن السوري.
من جانبه أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن المسيحيين في سوريا ليسوا مع “النظام” الحاكم في بلدهم بل مع “الاستقرار”. وقتل منذ فجر أمس العشرات وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، خاصة في حمص ودمشق. ودارت مواجهات بين القوات النظامية والقوى المعارضة المسلحة في حي القدم جنوب العاصمة، حيث عثر على جثتي مدنيين على حاجز للجيش. والمدنيان هما شقيقا معارض مسلح، بحسب المصدر نفسه.
وفي الشمال تمكن الجيش من استعادة جسر بركوم على بعد نحو 20 كلم جنوب حلب، كان المعارضون المسلحون سيطروا عليه قبل ثلاثة أسابيع، وفق مصدر عسكري.
ويقع الجسر على الطريق السريع بين دمشق وحلب، ويسيطر على الطرق المؤدية إلى ريف حلب. وفشلت ثلاث محاولات للمسلحين لاستعادة الجسر. وفي مدينة حلب التي تشهد معركة حاسمة منذ منتصف يوليو الماضي، يسعى الجيش إلى قطع الإمدادات عن المقاتلين المعارضين عبر قصف خطوط الإمداد، فيما تشهد المدينة حرب شوارع بين جيش الأسد والمقاتلين المعارضين.
وأكد ضابط كبير في الجيش أنه واثق من أن النصر بات قريباً، معتبراً أنه تم اجتياز الأصعب عبر السيطرة في 9 أغسطس على حي صلاح الدين ومن ثم على مشارف حي سيف الدولة، الاستراتيجيين غرب المدينة.
وتواصل قصف القوات النظامية لمدن وقرى وأحياء في حماة ودرعا ودير الزور وأدلب. من جهته قال مركز ائتلاف الذخائر العنقودية إنه جمع صوراً ولقطات فيديو من ناشطين سوريين تبين شظايا في موقعين في سوريا لذخائر عنقودية تقتل المدنيين وتسبب تشوهات لهم حتى بعد انتهاء الصراع بوقت طويل. وقال مسؤولون بالمركز إن حكومة دمشق لم توقع على معاهدة تحظر الأسلحة العنقودية، فيما يعني أنها لم تنتهك القوانين الدولية باستخدامها. لكن العديد من المنظمات الإنسانية والحكومات نددت باستخدام هذه الذخائر التي تنشر مئات المتفجرات الصغيرة فوق مساحات واسعة من الأرض، حيث يمكن أن تبقى دون أن يكتشفها أحد لشهور إن لم يكن لسنوات. وقال ستيفن جوز من مركز ائتلاف الذخائر العنقودية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية “هيومن رايتس ووتش” للصحافيين في لندن مع إصدار تقرير بشأن استخدام الأسلحة والتخلص منها في أنحاء العالم “نعتقد أن الأدلة دامغة على أن قوات الحكومة السورية استخدمت ذخائر عنقودية”.
واستشهد المركز بلقطات فيديو وضعت على شبكة الإنترنت في يوليو تموز تبين بقايا ذخائر عنقودية وقنابل صغيرة في منطقة جبل شهشابو قرب حماة وهي نقطة مشتعلة في الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.
وأضاف المركز في تقريره أن ناشطيه تعرفوا على بقايا عبوة قنبلة عنقودية و20 جزءاً من ذخائر لم تنفجر. دبلوماسياً: اعتبرت وزارة الخارجية السورية أن خطاب الرئيس المصري محمد مرسي خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي اعتبر فيه أن النظام السوري “لن يدوم طويلاً” يمثل “تدخلاً سافراً” في الشأن السوري. من جانبه: تساءل الرئيس الروسي في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” التلفزيونية “لماذا يتعين على روسيا لوحدها أن تعمد إلى إعادة تقييم موقفها؟ ربما يتعين على شركائنا في المفاوضات أن يعيدوا تقييم موقفهم”، مضيفاً أنه يتوجب على الأطراف “ضمان أمن جميع المشاركين في العملية السياسية المحلية” في سوريا.
وقال “بالنسبة إلينا الأهم هو إنهاء العنف وإرغام كل أطراف النزاع، على الجلوس إلى مائدة المفاوضات وتقرير مصير وضمان أمن كل المشاركين في العملية السياسية المحلية”.
وأضاف “فقط عندها يمكن المضي قدماً إلى الخطوات العملية بشأن تنظيم البلد من الداخل”، رافضاً الاتهامات التي توجه إلى بلاده بشأن تأمينها مظلة للرئيس السوري بشار الأسد. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في لندن إنه “على اتفاق تام” مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بهدف “تسريع العملية السياسية الانتقالية” في سوريا.
وقال هولاند وإلى جانبه مضيفه البريطاني إن “ديفيد كاميرون وأنا شخصياً على اتفاق تام، ينبغي أن نسرع العملية الانتقالية السياسية” و«مساعدة المعارضة على تشكيل حكومة”. ويعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعاً على مستوى وزارة الخارجية اليوم وغداً في قبرص لتدارس سبل دعم جهود المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي.
ويزور الإبراهيمي القاهرة خلال الأيام المقبلة للتشاور مع المسؤولين في جامعة الدول العربية ومن ثم دمشق.
وعلى الصعيد الإنساني، أكد رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة أن أعداد اللاجئين السوريين في المملكة التي فر إليها قرابة 200 ألف سوري هرباً من العنف في بلدهم، باتت تتجاوز قدراتها.