عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 50 قتيلاً بينهم 13 طفلاً وأكثر من 100 جريح سقطوا في قصف للقوات السورية على مدينة الحولة بمحافظة حمص. كما قال المرصد إن 33 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية، فيما خرج عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط النظام، فيما أطلق عليه جمعة «دمشق موعدنا قريب»، وواجهتها القوى الأمنية في مناطق عدة بإطلاق النار. وأوضح المرصد أن مروحيات عسكرية سورية قصفت للمرة الأولى بلدات غالبية سكانها من الأكراد في منطقة اللاذقية شمال غرب البلاد على مقربة من الحدود مع تركيا، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الجرحى. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «إن المنطقة المستهدفة بالقصف الجوي تعرف باسم جبل الأكراد وهي جبلية وعرة لا تستطيع الآليات العسكرية دخولها بسهولة»، مشيراً إلى سقوط نحو 25 جريحاً. وأشار المصدر إلى أن «القصف يتم على أهداف محددة تتمركز فيها عناصر مقاتلة». وتصدرت محافظة حلب شمال البلاد مشهد التظاهرات للأسبوع الثاني على التوالي، إذ خرج فيها وحدها عشرات آلاف المتظاهرين لا سيما في أحياء صلاح الدين والشعار وبستان القصر في مدينة حلب، ومدن الباب ومنبج واعزاز في الريف، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان واتحاد تنسيقيات حلب. وفي دمشق، خرجت تظاهرات في أحياء عدة من المدينة وفي مناطق عدة من الريف. وأطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع لتفريق تظاهرة حي الميدان، بحسب المرصد. وقتل طفل في عربين في ريف دمشق برصاص قناص قبل انطلاق التظاهرات في المدينة. ولفت المرصد إلى أن القوات النظامية السورية تجوب بعض الشوارع في مدينة حلب شمال البلاد بالمصفحات للمرة الأولى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس 2011. من جانبه، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره الأخير بشأن الوضع في سوريا أن المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد يسيطرون على أجزاء «كبيرة» من مدن سورية عدة. من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أنها استدعت السفير السوري بعد صدور تقرير لمحققين انتدبتهم الأمم المتحدة اتهم الجيش السوري بارتكاب «معظم» انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. وخلال لقاء في برلين مع السفير رضوان لطفي، أعرب المسؤول عن دائرة الشرق الأوسط والأدنى والمغرب في وزارة الخارجية الألمانية بوريس روغي عن قلق الحكومة الألمانية من عمليات القمع المستمرة في سوريا. وفي سياق متصل، أعلن مسؤولون لبنانيون الإفراج عن اللبنانيين الشيعة الذين خطفوا الثلاثاء الماضي في سوريا، وسيتم نقلهم من تركيا إلى بيروت في وقت لاحق. وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه «تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أكد فيه أن اللبنانيين الذين كانوا مخطوفين في سوريا بخير وهم في طريقهم إلى بيروت». وأكد النائب عمار حوري أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري «قام باتصالات» من أجل المساهمة بالإفراج عن اللبنانيين الذين خطفوا لدى عودتهم من زيارة لأماكن مقدسة في إيران عن طريق تركيا وسوريا، وأن «طائرة الحريري الخاصة» ستقلهم من تركيا إلى بيروت. ورحب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بـ «الخاتمة السعيدة» لهذه المسألة، متوجهاً بالشكر إلى القيادة السورية التي اهتمت بالنساء والرجال العجزة الذين تركهم الخاطفون يمضون في سبيلهم يوم الحادث واحتجزوا الشبان، وأعادتهم السلطات السورية «بتوجيه من الرئيس بشار الأسد»، بحسب نصرالله، إلى بيروت جواً. وشكر نصرالله الحكومة التركية، كما شكر سعد الحريري «الذي علمنا أنه بذل جهوداً خاصة» من أجل الإفراج عنهم، مشيداً «بالتعاون الوطني» بين كل الأطراف. وبدا وكأن عملية الإفراج عن اللبنانيين الشيعة وتدخل الزعيم السني سعد الحريري في الموضوع تمكنا في لحظة من ترطيب الأجواء المتشنجة في لبنان منذ سنوات بين فريقي الحريري وحزب الله والتي زادت الأحداث السورية من احتقانها.