عواصم - (وكالات): تصدر مرشح جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، الجولة الأولى لانتخابات الرئاسية المصرية بحصوله على نسبة 24.9 % من الأصوات وجاء أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، ثانياً مع 24.5 %، وفقاً للأرقام شبه النهائية التي نشرتها مساء أمس صحيفة «المصري اليوم» المستقلة.
وقد جرت الجولة الأولى الأربعاء والخميس الماضيين. ومن المقرر أن تجرى الجولة الثانية بين المتصدرين الاثنين في 16 و17 يونيو المقبل.
ووفقا للصحيفة حصل مرسي على 5.446.460 صوتاً بنسبة 24.9%، فيما حصل شفيق على 5.338.285 صوتاً بنسبة 24.5%. وجاء في المركز الثالث المرشح الناصري القومي حمدين صباحي بـ 4.616.937 صوتاً بنسبة 21.1%.
واحتل الإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبو الفتوح المركز الرابع مع 3.889.195 صوتاً بنسبة 17.8% أما وزير الخارجية الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى فجاء في المركز الخامس مع 2.471.559 صوتا بنسبة 11.3%.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الأرقام تشمل أكثر من 13 ألف لجنة اقتراع في جميع المحافظات المصرية الـ 27.
وأشارت إلى أن إجمالي من لهم حق التصويت 50.524.993 ناخبا أدلى منهم 21.856.708 ناخبا بأصواتهم بنسبة 43.3%. وأوضحت أن نسبة الأصوات الصحيحة بلغت 21.830.477 صوتا.
واصدر أبو الفتوح بياناً دعا فيه بشكل ضمني الى التصويت لمرشح الإخوان في جولة الإعادة.
واكد أبو الفتوح في بيان انه «سيبدأ من الآن اتصالات واجتماعات وحوارات بكل القوى الوطنية وذلك لتجميع الجهود والأصوات لمواجهة النظام الفاسد» في إشارة إلى خوض مرشح الإخوان جولة الإعادة إمام أحد مسؤولي نظام مبارك.
وقال «أدرك جيداً أن الأمانة تقتضي أن تواصل الملايين الأربعة عشر التي اختارتنا «وهو مجموع الأصوات التي حصل عليها مرسي وأبو الفتوح والمرشح الناصري حمدين صباحي في الجولة الأولى للانتخابات وفق النتائج الأولية» السير في نفس الطريق بجولة الإنتخابات الثانية يومي 17 و18 يونيو المقبل، طريق استكمال مطالب وأهداف الثورة».
وأضاف أبو الفتوح الذي انشق عن الجماعة العام الماضي بعد أن رفضت ترشحه للرئاسة «سنسمو فوق خلافاتنا السياسية والحزبية وسنعلي فقط المصلحة الوطنية وسنبني توافقاً وطنياً ثورياً حول كل القضايا السياسية الراهنة كما سنقف صفاً واحداً ضد رموز الفساد والظلم والاستبداد وسوف تنتصر ثورتنا وستكون مصر قوية بإذن الله».
ويعتبر الشباب الذين أطلقوا الثورة ضد حسني مبارك وقطاع كبير من المصريين أن أحمد شفيق جزء من النظام السابق ويتهمونه بالتورط في ما يعرف بـ «موقعة الجمل» وهو الهجوم الذي استخدمت فيه الجمال والأسلحة البيضاء ضد المتظاهرين في ميدان التحرير في 4 فبراير 2011 قبل أيام من إسقاط مبارك.
وافادت تقارير ان قوى الثورة أصيبت بخيبة امل بعد ظهور نتائج الجولة الاولى وصعود نجم الفريق شفيق وحصوله على المركز الثاني متقدما على حمدين صباحي وعبدالمنعم ابو الفتوح.
وفي وقت لاحق، تحدثت تقارير عن إمكانية تشكيل فريق رئاسي يضم مرسي وحمدين وأبو الفتوح لإنقاذ الثورة والإطاحة بشفيق.
وأكد القيادي في حزب الحرية والعدالة عصام العريان أن القوى السياسية ستجتمع اليوم لمناقشة كيفية توحدها في جبهة واحدة ضد فلول النظام السابق، على حد قوله.
من جهته، أكد المحلل السياسي، فريد زهران أن تقدم المرشح الرئاسي، أحمد شفيق، في الانتخابات، ومنافسته الشديدة لمرشح الإخوان، الدكتور محمد مرسي، جاء نتيجة تصويت عقابي ضد الإخوان بسبب أدائهم البرلماني المخيب للآمال.
وقال «إن نسبة من أصوات الناخبين ذهبت الى شفيق نكاية في الإخوان على أدائهم بعد فوزهم في الانتخابات البرلمانية، والذي خيب آمال المصريين، وظهر ذلك واضحا في محافظات لها ثقل للإخوان وتعتبر معاقل لهم، مثل محافظة الشرقية».
وأكد زهران «أن الكتلة التصويتية الإخوانية الطبيعية، أي الذين ينتمون إليهم تنظيمياً أو يؤيدونهم، تمثل 25% فقط من إجمالي الكتلة التصويتية في عموم الناخبين، والتي بلغت 50%، أي 25 مليون ناخب فقط من إجمالي 50 مليون لهم حق التصويت.
ورأى زهران أن «جزءا كبيرا من الداعين الى الاستقرار، والذين يطلبون الأمن ويشعرون أن شفيق سيلبي احتياجاتهم في هذا المجال، أعطوه صوتهم، وهي كتلة كبيرة تمثل فئات التجار والعاملين في السياحة ورجال الأعمال والموظفين وغيرهم».
وأكد زهران أن المفاجأة لم تكن في تقدم شفيق، وهو ما توقعه البعض، ولكن في صعود حمدين صباحي ودخوله المنافسة بشكل حقيقي على المركز الثاني في بعض المحافظات، وعلى المركز الثالث في محافظات أخرى.
إلى ذلك، أكد رئيس جماعة تنمية الديمقراطية نجاد البرعي «أن الصعود المفاجئ للفريق شفيق في السباق الرئاسي مرجعه التيار الإسلامي نفسه».
من جهة أخرى، أرجع المحلل السياسي، د.معتز بالله عبدالفتاح، صعود شفيق إلى «المناظرة التلفزيونية التي تمت بين موسي وأبو الفتوح، والتي تسببت في تراجعهما، ما جاء في صالح المرشحين الثلاثة شفيق ومرسي وصباحي».
وبدا المصريون فخورون بتمكنهم أخيراً من الاقتراع بحرية في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية وإن كان بعضهم يشعر بالقلق من احتمال نشوب صراعات عنيفة في الجولة الثانية نتيجة المواجهة بين مرشح إخواني وآخر من النظام السابق.
من جهته، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتنظيم انتخابات الرئاسة المصرية التاريخية ومشاركة الشعب المصري فيها.
وقال المتحدث باسم بان في بيان نشر بموقع الأمم المتحدة على الانترنت إن «الأمين العام تابع باهتمام عملية الانتخابات الرئاسية في مصر».
وأضاف «هذه الانتخابات التاريخية التي سيختار فيها المصريون بحرية رئيسهم من بين عدة مرشحين هي معلم مهم في الانتقال الديمقراطي في مصر.»
وإلى جانب إشادته بتنظيم عملية الاقتراع وإقبال الناخبين رحب بان أيضاً بالتقارير الأولية التي تحدثت عن مشاركة كبيرة للنساء في التصويت.
كما هنأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مصر على تنظيمها الانتخابات الرئاسية التي وصفتها بانها «تاريخية»، مضيفة ان واشنطن مستعدة للتعاون مع الحكومة في القاهرة.
وقالت كلينتون في بيان نشرته المتحدثة باسمها «نتوقع التعاون مع الحكومة المصرية المنتخبة ديمقراطيا»، في وقت تتواصل عمليات فرز الاصوات عقب انتهاء الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها 12 مرشحاً لخلافة حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة شعبية.