كتبت – إيمان الخاجة: تهتم المؤسسة الخيرية الملكية بكل ما من شأنه الاهتمام باليتيم والأرملة؛ سواء من الجانب المادي أو المعنوي والاجتماعي والدراسي والنفسي والصحي. وقد أنشأت المؤسسة العام 2006 قسماً خاصاً يعنى بالصحة النفسية للأسر المستفيدة، وعملت منذ ذلك الوقت على تطوير القسم حتى أصبح مركزاً خاصاً للاستشارات النفسية؛ يقدم الخدمات الوقائية، ويعمل على تقديم البرامج الخاصة بالمستفيدين والعامة للمجتمع، حيث قدم خدماته لحوالي 342 يتيماً وأرملة منذ افتتاحه. وللتعرف على طبيعة الاستشارات النفسية، وكل ما يخص القسم؛ التقت الوطن بالعاملين في هذا المركز لتسليط الضوء عليه عن قرب. المركز أنشئ في 2006 تقول رئيس مركز الإرشاد للاستشارات النفسية أمينة آل بن علي: مركز الإرشاد يتبع المؤسسة الخيرية الملكية، تم استحداثه بناء على توصيات المؤتمر الأول للأيتام، الذي أُقيم في أبريل العام 2006 برعاية وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة. فكانت بداية فكرة تأسيس مركز الإرشاد النفسي بالمؤسسة الخيرية الملكية. وبناءً على ذلك صدر قرار من مجلس الأمناء بتحديث قسم جديد بمسمى قسم الإرشاد للاستشارات النفسية، يختص بتقديم الاستشارة النفسية والمساندة الاجتماعية الملائمة للأيتام والأرامل لمساعدتهم على التكيف الإيجابي مع ظرف الفقد ومساندتهم في تذليل الصعوبات والضغوطات النفسية التي تواجههم، أو ربما تواجههم مستقبلاً في سبيل تنمية توافقهم النفسي والاجتماعي. ويُعرف الإرشاد بأنه مجموعة من الخدمات النفسية العلمية، تقدم من قبل مختصين متدربين في الإرشاد النفسي إلى جميع الأفراد باختلاف فئاتهم العمرية وقدراتهم العقلية وانتماءاتهم الثقافية أو العرقية. علاج ووقاية وتنمية وتشير بن علي إلى أن أهداف المركز تتمثل في ثلاثة محاور رئيسة هي: أهداف علاجية، أهداف وقائية، وأهداف تنموية، تتفرع منها أهداف فرعية تتضمن مساعدة الأرملة على التفريغ الانفعالي لمشاعر الفقد، وتقديم المساندة النفسية لها والتكيف الإيجابي مع جميع مراحل الفقد، ومتابعة الأرملة والتأكد من تجاوزها مراحل الفقد، مساعدة الأرملة على استبصار مشاعر الفقد لدى الأبناء وتزويد الأرملة بأساليب التعامل مع مشاعر الأسى لدى الأبناء، وفق مراحلهم العمرية، مساعدة الأبناء على التفريغ الانفعالي لمشاعر الفقد وتقديم المساندة النفسية الملائمة للتكيف مع هذه المرحلة، التعامل مع الآثار النفسية المتوقع ظهورها مع ظرف الفقد لدى الأبناء تبعاً لمراحلهم العمرية والتي قد تظهر في مراحل آنية أو لاحقة مثل: قلق الانفصال (التعلق)، تحديد الهوية ( النوعية)، الاستقلالية، عدم الإحساس بالأمان النفسي، الخوف من المجهول أو المستقبل، تقديم المشورة للأطراف القريبة من الأرملة في كيفية تقديم المساندة الاجتماعية لها ولأبنائها، تقديم المشورة للمرشدين النفسين والمعلمين في مدرسة الطالب اليتيم لكيفية التعامل معه ومتابعته. إلى جانب مساعدة الأرملة على بناء مهارة الصلابة والمرونة النفسية في مواجهتها لظرف الفقد، مساعدة الأبناء على اكتساب مهارة الصلابة والمرونة النفسية في مواجهتهم لظرف الفقد والظروف الحياتية في مراحل لاحقة من حياتهم، مساعدة الأرملة والأبناء على تفهم مرحلة تغير الأدوار بينهم كنتيجة لفقد دور الأب، تقديم الدعم الاجتماعي النفسي للأرملة من قبل جماعة تدعيم الأقران Peer Support وهي مجموعة من الأرامل سبق أن مرت بظرف الفقد وتجاوزت مرحلة الأسى، ومن ثم تم تدريبها على بعض المهارات الإرشادية لكي تكون قادرة على تقديم المساندة النفسية بفعالية للأرامل، بالإضافة إلى مساعدة الأرملة على اكتساب مهارة ضبط الأبناء، واكتساب الأم القدرة على التكيف مع أعباء ومتطلبات الدور الجديد المترتب على ظرف الفقد. خدمة الفحص «القياس» وحول خدمات المركز، تقول بن علي: نعمل على تقديم عدد من الخدمات منها تقديم الاستشارة النفسية والتربوية والاجتماعية للأيتام والأرامل، تقديم خدمة الفحص (القياس) والتشخيص النفسي للشخصية والقدرات العقلية، تقديم خدمة المعلومات الإرشادية والنفسية المكتوبة والمسموعة والمرئية، العمل على تنظيم الندوات والبرامج والمحاضرات في مجال الإرشاد النفسي والتربوي والمهني، وإعداد البحوث والدراسات المتعلقة برصد الاحتياجات والمتغيرات والمشاكل النفسية الاجتماعية المرتبطة بالأيتام والأرامل. استقبال الحالات وتقديم الاستشارة من جانبه يبين اختصاصي الإرشاد النفسي سامي المحجوب، أن المركز يستلم طلب الخدمة باحدى الطرق الآتية وهي؛ الحضور الشخصي بأن يتوجه الشخص مباشرة إلى المركز لطلب الاستشارة، وهي أفضل الطرق، حيث يتم التعامل معها مباشرة، وينتقل مباشرة للخطوة الثانية وهي تحديد المشكلة والاختصاص، أو عن طريق التحويل الداخلي عبر تحويل طلب الاستشارة إلى مركز الإرشاد من داخل المؤسسة من أحد أقسام إدارة خدمة العملاء، أو التحويل الخارجي من خلال تحويل طلب الاستشارة إلى مركز الإرشاد من خارج المؤسسة من إحدى وزارات المملكة سواء من وزارة التربية والتعليم، المستشفيات، مراكز الإرشاد، الجمعيات والصناديق الخيرية، مراكز الشرطة أو بلديات ومحافظات المملكة. كما يمكن تقديم الطلبات عبر التواصل عن طريق الوسائل الإلكترونية. ففي حالات كثيرة يتم تلقي طلب للاستشارة النفسية عن طريق الهاتف، حيث يقوم الاختصاصي باستقبال المكالمة والتعرف على طبيعة المشكلة بشكل عام ثم يقوم بحجز موعد للمقابلة الابتدائية بما يناسب المسترشد سواء كان في الفترة الصباحية أو المسائية. وقد يتم التواصل مع المستفيدين من خلال الرسائل النصية، الفاكس، البريد الإلكتروني، مجلة أنس. بعد ذلك يتم تحديد المشكلة والاختصاص، حيث يقوم الاختصاصي النفسي بالمؤسسة بعد استلام الطلب، بتحديد مشكلة الشخص عبر اللقاء الشخصي بالمقابلة الابتدائية، التي تهدف إلى الحصول على معلومات أولية وعامة عن طبيعة مشكلة المسترشد والتعرف على طبيعة العلاقات الأسرية السائدة، وصولاً إلى وضع تشخيص دقيق للمشكلة وبعدها يتم وضع مواعيد للجلسات النفسية اللاحقة. جميع الخدمات مجانية ويشير المحجوب إلى وجود بعض المعايير والشروط للاستفادة من خدمات المركز منها؛ أن جميع خدمات المركز مجانية، جميع المعلومات سرية، ولا يصرف مركز الإرشاد أدوية أو وصفات طبية، ويستثني حالات مرضى الإيدز والمدمنين والاعتداء الجنسي، وأيضاً المشاكل الزوجية والحالات المرضية الحادة كالفصام والبارنويا. كما لا يقدم المركز أي تقارير لأي جهة ما، لكن المركز يقدم للأيتام والأرامل مجموعة من البرامج العلاجية والوقائية لمختلف الأعمار منها برنامج اكتشفي ابنك الذي يقوم بتشخيص الجوانب السلوكية والانفعالية من خلال استمارة ملاحظة سلوك الطفل. كما تتم متابعة وإطلاع الأمهات على تلك الجوانب للوقاية من انحرافها مستقبلاً، وهناك نادي الإرشاد يتم من خلاله الالتقاء مع مجموعة من الشباب بشكل دوري لتدريبهم على مهارات تطويرية ذاتية إلى الدرجة التي يملكون من خلالها الكفاءة التي تمكنهم من تدريب غيرهم على المهارات التي اكتسبوها وحتى يملكون القدرة والشجاعة التي تسمح لهم بالحديث عن تأثير فقد والدهم على حياتهم ليشكلوا مع بعضهم البعض جماعة دعم ومساندة. مجموعتا النادي ويوضح المحجوب أن نادي الإرشاد يضم مجموعتين (حياتي بعد والدي - واحة أمل)، ومن البرامج برنامج (قدرات = ميولك)، ويهدف إلى الكشف عن الاهتمامات والميول الشخصية تجاه التخصصات الدراسية والمهن التي تشكل القاعدة الأساسية لاختيار التخصص المناسب والوصول إلى الوظيفة الملائمة، وتجنباً للوقوع في مشكلة خطأ الاختيار، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من البرامج مثل الإدارة العفوية، فنيات الاسترخاء النفسي، مشيراً إلى أنه من باب تحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع الأخرى، يقدم مركز الإرشاد النفسي مجموعة من المحاضرات والورش التدريبية الهادفة، تختص في المجال الدراسي والنفسي وتطوير الشخصية ورفع الثقة بالنفس وتقدير الذات للطلاب والطالبات. تكنيكات وتطبيقات للجلســــة الإرشاديـــة من جهته يشير استشاري مركز الإرشاد د.عبدالرحمن آل فليج؛ إلى تمكن المركز من التعامل مع عدد من المشاكل والحالات النفسية، منها الاضطرابات النفسية والسلوكية والعقلية، المشكلات التربوية، اضطرابات النطق، وحالات أخرى. حيث يتم العلاج من خلال مجموعة من الاستراتيجيات والنظريات العلمية والنفسية المعتمدة دولياً، في تطبيق عملية الإرشاد للمستفيدين من خدمات المؤسسة. كما إنها معتمدة من الرابطة الأمريكية النفسية، وهي عبارة عن مجموعة تكنيكات يستخدمها الاستشاري في تطبيق عملية الإرشاد من خلال الجلسة الإرشادية التي تتضمن احترام خصوصية الفرد وضمان سرية المعلومات. بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوات المُساعدة في العملية الإرشادية مثل غرفة الاسترخاء، كرات الضغط ، و biodot، غرفة الألعاب الخاصة بالأطفال. ويبين أن المركز اعتمد عدة طرق لتحقيق أهدافه، حيث يقوم بتقديم خدمة المعلومات الإرشادية والنفسية المكتوبة من خلال مجموعة من المطويات العلمية والنفسية، طرح المقالات العلمية والنفسية في الجرائد والصحف، طرح مجموعة من القضايا والمشكلات النفسية بمجلة الأطفال (مجلة أنس)، إلى جانب تقديم خدمة المعلومات الإرشادية والنفسية المسموعة والمرئية عبر المشاركة في بعض البرامج الإذاعية، بالإضافة إلى تقديم برامج وأنشطة نفسية متعددة لجميع المراحل على مدار السنة، لاكتشاف أي مشكلات نفسية في وقت مبكر وتفاديها مستقبلاً. كما يقوم المركز بتقديم مجموعة من المحاضرات والورش التدريبية المنوعة لجميع المراحل والفئات على مدار السنة.