في كل عام تهل علينا هذه الأيام، وتحمل معها أجواء جديدة تسمى: (الامتحانات) من أول ما تطرق علينا الأبواب حتى نهاية الامتحانات. قد تحمل معها التوتر والاضطراب والشجار والمشكلات الزوجية والأزمات الأسرية؛ فهل ما يحدث سببه الامتحانات حقاً أم هي براء من ذلك؟ ربما تحدث هذه المشكلات منا لعدم معرفتنا بطريقة التعامل معها كما ينبغي، أو تكون من أبنائنا الذين يتأثرون بما يحيط بهم وفى داخلهم من مشكلات خفية، أو تكون من نظام التعليم والجو المدرسي والمعلمين، أو تكون وهماً في خيالنا أو شبحاً لا وجود له يرعب قلوبنا و«يلخبط” أحوالنا ويشتت أفكارنا، ورغم ذلك كله؛ الامتحانات على الأبواب، ثم هي تجتاز الأبواب، ثم نجد أنفسنا في الامتحانات. هذا هو جو أسرنا في هذه الأيام، فكيف نتعامل معها؟ وكيف نجتاز هذه الأيام بهدوء وصفاء وأمان؟. إن دور الأسرة أثناء مرحلة الامتحان؛ تعويد الابن على الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى في كل الأوقات، وتعويده على الدعاء، وطمأنة الابن ومنحه الثقة بنفسه وبقدرته على اجتياز الامتحانات، وأن مضامين هذه الامتحانات لا تخرج عن الموضوعات التي درسها، كذلك الاستمرارية في تنظيم الوقت مع الاستراحة الكافية بين استذكار كل مادة وأخرى، وتأمين بعض الترفيه، والتركيز على أهمية النوم الكافي في الليل، والاستيقاظ مبكراً من النهار وليس العكس، مع ضرورة الاهتمام بالتغذية الصحيحة وتشجيع الابن على تناول الإفطار دون إفراط، مع أهمية تناول السكريات للتزود بالطاقة، والابتعاد عن المنبهات أو المهدئات، وتعويد الابن أن يستذكر بطمأنينة وأن يستعين بالملخصات التي قد أعدّت من قبل، ومساعدة الابن على عدم الانشغال بالتفكير في نتيجة امتحان المادة التي تمّ الامتحان فيها في اليوم السابق، والتركيز على مواد اليوم التالي دون تهويل لصعوبتها، مع الابتعاد عن الأجواء الصاخبة والخلافات الأسرية. على الأسرة أن تجعل فترة الامتحانات فرصة لتعويد الطلاب على احترام الوقت، وتعويدهم على أهمية الأشياء في بيئة مليئة بالود وتقدير الجهد وتعزيز المفهوم الإيجابي لفترة الامتحانات، بحيث تكون نزهة فكرية ترفيهية تُقطَف فيها ثمار الجهد والتحصيل، ويشعر فيها الطالب خصوصاً في المرحلة الابتدائية بحب المدرسة لما حققه من اتجاه إيجابي نحوها.