قال خطيب جامع الشيخ محمد بن أحمد بن علي آل خليفة بالمنامة فضيلة الشيخ فـُؤاد عبيد إن المخربين يزعُمون أن عملهم للإصلاح وهم في حقيقة حالهم قد ارتَهنوا لأعدائهم وحُسَّادهم وصاروا أدواتٍ لهم يصرِّفونهم في الإساءة لأوطانهم كيف شاؤوا، ومن ورائهم من يبرِّر ويحرِّض.لقد تجلَّلوا بعار الخيانة، وتلبّسوا بجُرم الجناية، ناهيك عن تعرّضهم للإثم والمقت واستحقاق الوعيد الشديد.وأشار الشيخ فـُؤاد عبيد، في خطبة الجمعة أمس تحت عنوان «حب الوطن»، إلى أنّ المتأمّل في الواقع يميّز بين المواطن الصالح الناصح لوطنه وبين الكاذب بالشّعَارات، فإنّ لخيانةِ الوطن مظاهِر وظواهر بعضُها مرّ على بلادنا فحُسِم أمره وكُبِت شَرّه، وبعضُها لم يزَل قائماً يتشكّل ويتلوّن ويخفّ ويشتدّ ويَبِين ويتوارى، ومن ذلك ما تورَّط به شبابٌ أغرارٌ رفعوا شعارَ نصرةِ الإسلام ورايَة الإصلاح فأخطؤوا سبيلَه، ولم يجدوا صدوراً يُفرِغون فيها رصاصَهم إلاَّ صدورَ أهليهم، ولا أمناً يُزعزَع إلاَّ أمن بلادهم، ويقطعون شجراً أظلّهم، ويعكّرون ماءً سقاهم، وأضاف «ثمةَ تصرفات سلبية يقوم بها بعض الشباب والفتيات المندفعين بدعوى حب الوطن، يسيئون من خلالها لأوطانهم ومجتمعاتهم، ويعرضون أنفسهم والآخرين للمهالك والمفاسد، فمن ذلك التجمهر في الطرقات وتعطيلها وإيذاء المارة وتخويفهم بل ربما وصل الأمر إلى الجرأة على إغلاق الطرقات بسدها بالإطارات المشتعلة، ووضع المتفجرات في بعض هذه الإطارات لقتل الناس الأبرياء.إنه لا عذرَ لمن يقدم على هذه السلوكيات والتصرفات، مهما كانت غايته ومبرراته، فلن نجني من ذلك إلا إيغارَ صدور الناس، وتخريب مقدرات الوطن، وتشويه ممتلكاته، لا عذرَ لهم في ذلك أبداً».وقال الشيخ فُؤاد عبيد إن من يحب الوطن لا يحرق الوطن، من يحب الوطن لا يغلق الشوارع بالإطارات المشتعلة ليُعطل مصالح الناس، من يحب الوطن لا يسيء للوطن ويشوه اسمه وسمعته وصيته في المحافل الدولية ويفتخر بأنه أساء إلى الوطن أمام العرب والأجانب.وأكد أن «من مقتضيات الانتماء للوطن محبّتُه والافتخارُ به وصيانتُه والدفاعُ عنه والنصيحةُ له والحرصُ على سلامتِه واحترامُ أفراده وتقديرُ علمائه وطاعةُ ولاة أمرِه، ومِن مقتضياتِ الوطنيّة القيامُ بالواجبات والمسؤوليّات، كلٌّ في موقعه مع الأمانة والصدق، ومن مقتضيات حبّ الوطَن احترامُ نظُمه وثقافته والمحافظة على مرافِقه ومواردِ الاقتصادِ فيه والحِرص على مكتسَباته وعوامِل بنائه ورخائِه والحذرُ من كلّ ما يؤدي إلى نقصه.إنّ الدفاع عن الوطن واجِبٌ شرعيّ، وإنّ الموتَ في سبيلِ ذلك شهامةٌ وشهادَة». وأضاف «اتقوا الله أيها الشباب، وأحسنوا لأوطانكم ومجتمعكم، وقوموا بمسؤولياتكم، واسألوا الله أن يديم الأمن والاستقرار في بلدنا هذا خاصة، وفي كل بلاد المسلمين».
970x90
970x90