في حال تغيب الأب عن البيت نتيجة لأسباب مختلفة، يتحول الأخ الأكبر إلى أب ثانٍ، وتقع عليه مسؤوليات وواجبات تجاه الأسرة، هذا في الحال الطبيعية أما في حالات أخرى نجد الأخ الأكبر مجرد ضيف شرف. نتساءل: هل ينجح الابن في مهمته أم يحولها إلى مصالحه الشخصية؟ وهل أبناء الأمس كانوا أقدر على تحمل هذه المسؤولية من أبناء اليوم؟ الإجابة نجدها في التحقيق التالي...
لا يغني مهما حاول
تقول منى عبدالله: لغياب الأب أثر واضح على الأسرة، فهو عماد البيت ودروه يشمل جميع جوانب الحياة ولا يستطيع الأخ الأكبر أن يسد مكانه مهما فعل، ذلك لسبب بسيط يتمثل في أنه يمل ويكل بسرعة من متطلبات الأسرة بخلاف الأب الذي يسأل دائماً ماذا يريدون؟ هذا لا يعني أن الأخ لا يقوم بدوره، فهناك كثير من الأخوان في الأسرة يقومون بواجباتهم، وهناك أيضاً حالات فقدت الأسرة فيها الأب فاعتمدت على الولد، حتى أنهم كانوا أطفالاً فنضجوا قبل الأوان، وهناك حالات رفض فيها الأخ الأكبر الزواج حتى يطمئن على إخوته.
مجرد آمر ناهٍ
وتؤكد كريمة محمد أن الأخ الأكبر اليوم لا يقوم بدوره، فهو مشغول في الدراسة أو العمل أو بيته وأسرته الجديدة، وبالتالي يهمل الأسرة الذي تربى فيها، وأحياناً يغيب عنها لأيام طويلة بعذر الانشغال أو العمل، وإذا طلبت منه مهمة معينة يقوم بها لكن بعد فوات الأوان، بل الأسوأ من ذلك يعتمد على أخواته ويتبع أسلوب الآمر الناهي، ويكون بذلك ضيف شرف في الأسرة.
يؤدي واجبه بإتقان
فيما تعتقد فايزة عبدالقادر أن الأخ الأكبر في مجتمعاتنا الشرقية يهتم بدرجة كبيرة بأسرته خصوصاً مع غياب الأب نتيجة لسفر أو علاج أو وفاة، ويضع نفسه أمام التحديات ويتغلب عليها، ويكون بمثابة الأب يساعد الأم في أمور المنزل، ويسأل عن أخوته. وتضيف: الرجل الشرقي بطبيعته يخاف على أسرته؛ لذا يقوم بدوره على أكمل وجه، ويتحول إلى عمود للبيت، تلجأ إليه الأسرة في كل صغيرة وكبيرة.
رجال الأمس غيرهم اليوم
لكن محمد يوسف يرى أن الأخ الأكبر رغم وعيه بدوره الكبير في الأسرة بعد غياب والده أصبح غير مبال، بخلاف الأمس، حيث كان يعتمد عليه ويتحمل المسؤوليات ويشارك الأسرة أفراحها وأحزانها، ومن واقع اليوم نجده حتى عند حدوث فرح ينتظر دعوة للمشاركة! لقد كان الجيل القديم أقدر على الاعتماد عليه من جيل اليوم. ويضيف : يجب أن ندرك خطورة هذا الموضوع، فالحياة لا تدوم، والأب والأم يرحلان، وعلى كل فرد أن يعتمد على نفسه.