فاطمــة خليــل النــــزر
كأي أم جديدة تنتابني في كثير من الأحيان مخاوف على ابنتي الوحيدة (شوق)، وربما ما يزيد هذا الضغط هو معرفتي للعديد من الاضطرابات والمشكلات النفسية التي قد تصيب الأطفال في مراحلهم العمرية المختلفة، خصوصاً في مفترق العديد من التغيرات التي تصاحبهم، خصوصاً مع بداية حياتهم الدراسية.
ولعل من أهم المشكلات التي قد تصيب الأطفال مع بداية العام الدراسي هو رفض الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة للمرة الأولى لواقعهم الجديد، وهو نوع طبيعي من الرفض المدرسي، يتطور مع قلق الانفصال العادي عند الطفل، أو عدم الرغبة في الانفصال عن الأهل. هذا النوع من الخوف يذهب عادة بعد أيام عدة يمضيها الطفل في المدرسة.
كما إن هناك نوعاً آخر من الخوف المدرسي يتمثل بالحزن، نراه لدى الأطفال الذين يشعرون بأسى كبير بشأن فكرة الابتعاد عن أهلهم والذهاب إلى المدرسة، هؤلاء الأطفال يستمتعون عادة بالمدرسة، ولكنهم يصابون بالقلق بسبب ترك أهلهم.
لهذا على الأم أن تقوم بدور كبير لمساعدة الطفل على تقبل نقطة التحول الهامة في حياة طفلها وذلك باتباع عدد من الأمور كتشجيعه باستمرار على المدرسة ورفع معنوياته ووصفه بصفات جميلة، كذلك فإن تفادي أساليب الحماية الزائدة للابن داخل البيت يعد من الأمور الهامة لمساعدة الطفل في التعود على بيئته المدرسية الجديدة.
كما ويمكن لأم الطفل الذي يعاني من قلق الانفصال، البقاء مع طفلها لبعض الوقت داخل المدرسة في أيامه الأولى ليتمكن من الانخراط والتعود على البيئة الجديدة وهو يشعر بوجود والدته معه. وبهذه الطريقة يبدأ الطفل بالانتباه لأشياء كثيرة قد تجذبه للمدرسة وتثير إعجابه وفضوله مادام مطمئن. وعلى الأم قبل مغادرتها المدرسة إعطاء طفلها شحنات من الحب والحنان بشكل لفظي وجسدي كأن تقول له “سيكون يومك ممتعاً بالمدرسة، ستلعب مع أصدقاء جدد”، والابتعاد قدر المستطاع عن العبارات السلبية مثل عبارة “لا تخف، لماذا الأطفال الآخرون لا يخافون ولا يبكون وأنت تبكي”.
أما في حالة خوف الطفل وعدم تقبله للمدرسة لمدة طويلة ربما تتجاوز الشهرين، دون أن ترى أدنى تغيير إيجابي في اتجاهه، فينبغي التأكد من العوامل المحيطة به كالبيئة المدرسية وزملائه من جهة، والعوامل النفسية الخاصة بالطفل التي من الممكن أن تمنعه من فراق أمه وتصيبه بالخوف والقلق من الأجواء الجديدة.
كذلك قلق انفصال الابن لأمه يكون في بعض الأحيان بسبب شعور الأم نفسها بقلق انفصال ابنها عنها، فالأحاسيس تنتقل لا شعورياً بين الابن وأمه، وقد تكون صعوبات الالتحاق بالمدرسة لدى الطفل ناجمة عن أحاسيس الأم التي تجد صعوبة في ترك ابنها بعيداً عنها.
لؤلؤة:
لماذا يتمنى أحدهم نعمة البنين ويستميت للحصول عليها، في حين يرفض الآخر هذه النعمة ولحظات سعادتها، ويركز انتباهه على كيفية إيذائها في السر ويحاول بيان عكس ذلك في العلن.