كتب - عبد الله إلهامي، وحسين عيسى: أكدت فعاليات أن مكونات الشعب البحريني تستغرب عدم إدانة عيسى قاسم للمجازر التي يرتكبها النظام السوري والتي راح ضحيتها نحو 9 آلاف شهيد قتلوا بآلة القمع الحاقدة دون تمييز بين الأطفال والنساء والرجال، وأرجعت السبب إلى تعاميه عن أي جرائم ترتكبها إيران أو حلفاؤها في المنطقة. وقالت تلك الفعاليات إن قاسم وأتباعه يفتعلون الأزمات ويقيمون الدنيا لمجرد محاسبة من يخالفون القانون في البحرين، بينما لا تتحرك مشاعرهم تجاه المذابح التي يرتكبها النظام السوري، في موقف لا يمكن فهمه إلا باعتباره استمراراً في التماهي مع مواقف إيران ودعمها الجرائم ضد الشعب السوري. وخلص هؤلاء إلى القول: “إن سلوك قاسم يؤكد تسييسه للدين وابتعاده عن مقاصد الدين الإيمانية الحقيقية”، مدللين على ذلك بصمته المطبق على المذابح بحق الشعب السوري الأعزل، وسعيه لإثارة القلاقل والفتن في مملكة البحرين. السياسي يتغلب على الديني ومن جهتها، أوضحت النائب لطيفة القعود أن افتعال قاسم وأتباعه للأزمات في البحرين بمجرد محاسبة المخالفين والمخربين قانونياً تعد أداة ضغط يمارسونها ضد الحكومة، إذ إن ذلك يتم تلبية للتوجيهات الخارجية التي تطلب منهم بين الفينة والأخرى تكرار ذات السيناريو، مؤكدةً أنهم لا يعبأون بالقوانين أو الدساتير إن لم تحقق مصالحهم، لذلك فهم لن يلتزموا أو يساعدون غيرهم للالتزام به. وقالت القعود: “معروف أن عيسى قاسم جناح لحزب الدعوة العراقي، وتحركاته سياسية وليس لها علاقة بالدين لا من قريب أو من بعيد والسياسة مصالح، لذلك فإن توجهاته تنصب في الجهة التي تتوافق مع مصالحه دون اكتراث بالوطن أو شعبه أو مقدراته، بل كل ما يهمه هو مصالح جماعته السياسية والقناعة التي يمكن أن يكتسبها من تلك التحالفات مع الجهات الخارجية التي يتوافق معها في الرؤية والوسيلة بغرض تحقيق مصالح سياسية”. وأشارت عضو مجلس النواب إلى أن قاسم شأنه كشأن أي قائد حزب أو جمعية سياسية، إذ إنه ينادي بزيادة عدد القتلى من أجل تحقيق مصالح سياسية مبنية على زج مقدرات الوطن إلى الضياع، لذلك فإنه لن يهتم بقتل وتشريد الآلاف من الأبرياء في سوريا، موضحة بأنه لم يكترث بأبناء وطنه فكيف له أن يأبه بأوطان أخرى، مؤكدة أن اهتمامه منصب في الحفاظ على النظام السوري وولاية الفقيه، كونه يعتبر ذلك المكسب الوحيد. قاسم يتابع خامنئي كما قال الإعلامي سعيد الحمد إن قاسم مرجعيته أية الله وهي أيضاً مرجعية توابعه مثل “الوفاق” وأعوانها، وأشار متهكماً إلى أن”اسحقوهم” أيضاً هي من تبعية قاسم في البحرين التي تؤازر النظام القمعي في سوريا. وأضاف الحمد أن هناك سؤالاً مشروعاً كون قاسم هو مرجعية الوفاق ومن يتبع الوفاق، ونطرح هذا السؤال بشكل أساس أمام كل تأزيمي يتبع قاسم الوكيل لخامنئي في البحرين، بتقديره أن قاسم من خلال وكالته عن خامنئي ومساندته لنظام بشار الأسد القمعي الذي قتل منذ اندلاع الثورة السورية نحو 9 آلاف شهيد، لا يستطيع قاسم أن يخرج خارج المسار ويصدر بياناً يدين فيه نظام بشار، بل إن اتباع قاسم يدفعون ببشار لانتهاك عرض المواطنين السوريين وكل من يقف أمام هذا النظام الوحشي. وأكد الحمد أن كون خامنئي عين قاسم وكيلاً له في مملكة البحرين فإنه لن يخرج عن تعاليم ووصايا سيده خامنئي، ولأن خامنئي يقف في خندق واحد مع بشار الأسد، ولأن خامنئي قائد القوات المسلحة لإيران والجيش، فلن يدين المجازر في سوريا بل سيعلن مساعدته اللوجستية والعسكرية لبشار، وهنا سيغمض الوكيل قاسم عينيه عن المجازر الوحشية المرتكبة في سوريا وسيرفع عقيرته مكرراً دعوته المنكرة “اسحقوهم”، لينال من رجال الأمن في البحرين، لكننا لا نلوم قاسم فهو يحافظ على منصبه الذي عينه الولي الفقيه. وأشار الإعلامي الحمد إلى أن من الطبيعي أن أتباع قاسم لن يخرجوا عن توصياته وأوامره، فقد صرح علي سلمان، ومازلنا نذكر ذلك، “إنه خادم عيسى قاسم”، فكيف للخادم واتباعه أن يخالفوا سيدهم وولي نعمتهم ولن نضيف شيئاً على ذلك. وطالب الحمد الشرفاء والمخلصين أن يثقوا بأن المستقبل للبحرين، وأن يتكاتفوا وتظل كلمتهم واحدة بوجه أي محاولة لشق الصف الداخلي تمهيداً لعدوان يحقق أطماع الطامعين الذين لن يتخلوا عن حلمهم القديم بالاستيلاء على البحرين وحذر من الغفلة وداعياً لتوحيد الصف خلف القيادة. الارتهان لقرار الصفوية وبدوره، قال الشيخ محمد الحسيني: “إن عيسى قاسم لا يستطيع أن ينتقد النظام السوري لأنه ضمن التخطيط الاستراتيجي لنظام ولاية الفقيه العالمي، وأن استمرار نظام بشار الأسد الوحشي قائم على هذا النحو، فهو يصب في مصلحة السياسة التي تنطق من عقر دار ولاية قم وطهران ومشروعها الصفوي الشيعي في الوطن العربي الذي يتولى قاسم وكالته في البحرين لتطبيق التعليمات من قبل الولي الفقيه خامنئي، ولضرب استقرار وأمن البلاد لمصلحة الصفويين الخارجين عن القانون والمنتهكين لسيادة المملكة، واستشهد بقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”، “أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون”، وهذا هو عيسى قاسم الداعي للجهاد في البحرين ويعجز عن استنكار المجازر الوحشية في سوريا. وأضاف الحسيني أن قاسم وأتباعه يفتعلون الأزمات ويقيمون الدنيا لمجرد محاسبة من يخالفون القانون في البحرين، بينما لا تتحرك مشاعرهم تجاه مذابح الشعب السوري التي انتهكت إعراضه وقطعت عصابات الأسد أوصال الأطفال والرضع حتى دون رحمة، وهاهو وكيل خامنئي يتربع ويساند الثورات في الوطن العربي وينسى الثورة الكبرى في سوريا الحرة. وأشار الشيخ أن دعوة قاسم طائفية وليست دعوات لتحقيق العدل والمساواة، وخاصة أنه يتكلم بلسان طائفة واحدة في المجتمع ويلغي المكون الآخر، وهذا يبين لنا أن قاسم وأتباعه مثل علي سلمان “الخادم الأنيق” يلعبان على وتر الطائفية الضيقة التي يسعون من خلالها لتطبيق مطامعهم السياسية والاستراتيجية وهي في الأصل ليست لصالح المكون الشيعي بل لصالح الزمرة الخبيثة ولاية الفقيه العظمى.