كتبت - هدى عبدالحميد:
تستكمل رياض الأطفال بالمملكة الأسبوع المقبل افتتاح أبوابها لاستقبال طلابها لتهيئتهم للدخول إلى المرحلة الابتدائية، وبحسب وزارة التربية والتعليم فإن عدد الطلاب في رياض الأطفال يبلغ نحو 16 ألفاً و200 طالب وطالبة موزعين على جميع رياض الأطفال في المملكة البالغ عددها نحو 142.
وأكدت وزارة التربية أنها تضطلع بمتابعة كافة المراحل الدراسية ومنها مرحلة رياض الأطفال، وذلك باعتبارها الخطوة الأولى التي تبنى من خلالها شخصية الطفل، وتأخذ الوزارة على عاتقها الاهتمام بالطفل في هذه المرحلة حتى ينطلق بعدها إلى المراحل الدراسية الأخرى وهو محمل بخلفية كافية لبعض المواد الدراسية التي تؤهله للتكيف مع أجواء المدرسة.
وأشارت إلى أن قطاع رياض الأطفال يحظى بالعناية على أكثر من مستوى ومنها المستوى القانوني من خلال إصدار المرسوم بقانون رقم (25) لسنة 1998 بشأن المؤسسات التعليمية والتدريبية الخاصة والذي اعتنى بكافة نواحي العمل برياض الأطفال من حيث تنظيم عملية إنشائها وإدارتها والتدريس فيها والإشراف والرقابة على عملها.
أضافت: ومستوى الكوادر البشرية إذ من بين اشتراطات تعيين الكوادر العاملة في رياض الأطفال حصولهم على دبلوم في رياض الأطفال، وثالثاً الدعم الفني والمنهجي، ويتمثل في المنهج الموحد لرياض الأطفال والمطبق برياض الأطفال.
ويعتبر علماء نفس أن رياض الأطفال هي العتبة الأولى التي يخطو عليها الطفل أولى خطواته التعليمية مؤكدين أن هذه المرحلة هامة لبناء شخصية لافتين إلى أن السن المؤهل له الطفل للروضة هو مهم في منح الطفل الثقة وتخفيف خجله وتعلقه الزائد بأمه واعتماده ولو بشيء بسيط على نفسه، والوالدان مشتركان في اختيار ما يناسب طفلهما. وينصح العلماء بإدخال الطفل إلى الروضة التعليمية لأنه يساعد الطفل على التخلص من خجله ولأنه يساعد الطفل على التعامل مع غيره من الأطفال (مهارات اجتماعيه) كما إن الروضة تهيئ الطفل لجو المدرسة.
بالإضافة إلى أن مرحلة الطفولة المبكرة من أهم مراحل حياة الإنسان وفي هذه المرحلة يكون الطفل في أوج حيويته ونشاطه لاكتساب المهارات والمعارف كما إنها تزيد ثقته بنفسه.
ووصفوا أول يوم ينفصل فيه الطفل عن أمه بالفطام الاجتماعي، ولا بد للأم أن تهيئ الطفل لهذا اليوم، وخروج الطفل للروضة أفضل من أن يتم هذا الفطام على أعتاب المدرسة، ومن هذه التهيئة ألا تخيف الأم طفلها من الروضة، ولا تجعلها وسيلة عقاب، ولا تتفق هي ومشرفته عليه، وأن تعلمه الاعتماد على النفس، كأن يدخل الحمام بنفسه، ويأكل بنفسه، وأن يعبر عما يريد وما لا يريد.
أضافوا ومن المهم معرفة أنه إذا كره الطفل الروضة فإنه لن يسعد بحياته الدراسية فيما بعد إلا إذا وجد ما يحببه في الدراسة ويربطه بها، وأن يحب الطفل روضته ومدرسته منذ البداية أفضل من أن نبحث بعد أن يكرههما عن ما يمكن أن يربطه بهما.
موضحين بعض الخطوات التي يجب على الامهات اتباعها لتهيئ طفلها نفسياً قبل التحاقه بها فمن المهم أن يعتاد الطفل الاعتماد على نفسه فى كل شيء تقريباً حتى يسهل عليه انفصاله عنها أثناء تواجده فى الروضة، تهيئة الطفل قبل بدء دخوله الروضة وتبدأ تكلمه عن الروضة وترغبه بها وتحكى له ما الذي سيجده فيها وعن الأنشطه التربويه مثل التلوين والتشكيل بالورق والصلصال وتصطحب الأم الابن إلى الروضة وتعرفه بمعلمته لينشأ نوع من التآلف والثقة المتبادله والمودة بين الطفل وبين معلمته
وأكدوا أن الأطفال هم نواة المستقبل بل المستقبل ذاته لأنه ملك لهم، يجب أن نهيئ لهم الظروف المناسبة، لذلك الاهتمام بالطفل ورعايته منذ مرحلة الطفولة الباكرة من المعايير التي يمكن أن يقاس بها تقدم أي مجتمع ومدى تطوره، كما إن رعاية الأطفال وتربيتهم إعداد لمواجهة التحديات الحضارية التي تفرضها حتمية التطور والتغير الاجتماعي.
وأكدوا أنه عندما تكون رياض الأطفال مهيئة بالشروط المطلوبة -صحية وتعليمية وتربوية- فإنها ستؤثر على الطفل بشكل كبير، لأنه سيكون متشبثاً بكل ما يتعلمه من إيجابيات، ويصبح شديد المرونة في التعامل مع الآخرين، لذا فاحترام شخصية الطفل والاعتراف بكيانه، وتلبية حاجاته الأساسية والنفسية وتوجيه ميوله، كل هذه الأمور تساعد على بناء شخصيته وتحديد معالمها، لذلك فإن أي تقصير من قبل المربين تجاه هذا الطفل يعتبر بلا شك إساءة كبرى، ومن هنا تكمن أهمية رياض الأطفال.
وحول مهنة المعلمة بالروضة قالوا إنها مهنة غاية في الحساسية وتحتاج إلى خصائص شخصية وتدريب وتأهيل معين ودقيق، حيث إن معلمة الروضة تشارك مع الأسرة بشكل رئيسي في بناء القاعدة النفسية والمعرفية الأساسية للإنسان، ولا يستطيع أي منا إنكار أهمية الخبرات التي يمر بها الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة، وأثرها على حياته المستقبلية، فهو في هذه المرحلة يكون سريع التأثر بما يحيط به، لذلك فإن لرعايته في هذه المرحلة أهمية كبيرة، ومن هنا تنبعث أهمية هذه المهنة.
وتقوم معلمة رياض الأطفال بأدوار عديدة، وتؤدي مهاماً كثيرة ومتنوعة تتطلب مهارات فنية مختلفة يصعب تحديدها، فهي مسؤولة عن كل ما يتعلمه الطفل، إلى جانب مهمة توجيهية حول نمو كل طفل من أطفالها في مرحلة حساسة من حياتهم، وتبدأ هذه المرحلة بالتخطيط وتستمر بالتنفيذ وتنتهي بالتقويم والمراجعة، كما إن للمعلمة دوراً رئيسياً في تطوير العملية التربوية، لأنها على تواصل دائم مع الأطفال.