عواصم - (وكالات): قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس تشديد العقوبات على النظام السوري، في حين تواصلت أعمال العنف حاصدة أمس أكثر من 164 قتيلاً وصدت القوات النظامية السورية هجوماً استهدف ثكنة في حلب، بينما شهدت أحياء في دمشق اشتباكات. وقال أحد شهود العيان في حلب إن القوات النظامية “صدت هجوماً للمعارضة المسلحة بعدما استعادت الجزء الذي دخله مسلحون في ثكنة عسكرية” في حي هنانو شرق حلب. وأوضح شاهد آخر أن القوات النظامية استخدمت الدبابات والمروحيات لدفع المقاتلين المعارضين إلى خارج الثكنة، مشيراً إلى أنها دمرت 6 سيارات رباعية الدفع كان يستخدمها المهاجمون.
وفي حلب أيضاً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن المقاتلين المناهضين للنظام هاجموا حاجزاً للقوات النظامية في الليرمون قتل خلاله 5 من المهاجمين فيما “وردت معلومات أولية عن قتل وجرح عدد من عناصر” قوات النظام. وفي دمشق، دارت اشتباكات في حي التضامن في جنوب العاصمة بين القوات النظامية ومقاتلين مناهضين للنظام بعدما تعرض الحي للقصف “في محاولة لاقتحامه والسيطرة عليه” بحسب المرصد الذي تحدث أيضاً عن قصف طاول حي الحجر الأسود القريب. وذكر المرصد أن القوات النظامية اقتحمت مستشفى الباسل في مخيم اليرموك بحثاً عن جرحى من المقاتلين من حي التضامن المجاور، وأن هذه القوات تستخدم المروحيات في استهدافها للحي، مشيراً إلى “معلومات” حول إصابة مروحية.
وأعلن أن رجلاً قتل بالرصاص في مدينة دوما بريف دمشق وآخر قتل في حي القدم القريب من حي التضامن حيث تم العثور على جثث مواطنين، بينما عثر على جثامين رجال مجهولي الهوية قتلوا بالرصاص في مناطق مختلفة من ريف دمشق.
وتعرضت مدينة البوكمال في محافظة دير الزور لقصف تركز على محيط مطار الحمدان العسكري، كما تعرضت مدن وقرى وأحياء في إدلب ودرعا إلى قصف مماثل. من ناحية أخرى، قتلت طفلة عراقية عمرها 4 سنوات وأُصيب 4 أشخاص بجروح جراء سقوط أربع قذائف هاون في ساعة متأخرة من ليل الجمعة على منطقة القائم الحدودية العراقية، حسبما أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية. من جهة ثانية أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قسماً من مدينة حلب انقطعت عنه مياه الشرب بعد تدمير أنبوب رئيس للتوزيع في حي بستان الباشا شمال المدينة. في المقابل نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن محافظ حلب محمد وحيد عقاد قوله إن “التغذية جارية بالمياه لكل مناطق حلب عدا أحياء الميدان والعزيزية والسليمانية التي توقفت تغذيتها بالمياه جراء عمل إرهابي تخريبي طال مضختين في منطقة سليمان الحلبي والعمل جارٍ لإصلاح المضختين وإعادتهما للعمل في أقرب وقت”. وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل 164 شخصاً هم 100 مدني و26 مقاتلاً ومنشقان اثنان و36 جندياً. في هذا الوقت، أعلنت وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو ماركوليس التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد توصل إلى “توافق” على تشديد العقوبات الأوروبية المفروضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت الوزيرة للصحافيين في ختام اجتماع تشاوري ضمها ونظراءها الأوروبيين في بافوس في غرب الجزيرة المتوسطية إن الوزراء توافقوا على مسألة تقديم مساعدات إنسانية للمدنيين في سوريا وفي الدول المجاورة، كما “تم التوافق أيضاً على تشديد العقوبات على سوريا”. ويأتي ذلك غداة بدء فرنسا تقديم مساعدة إنسانية إلى مناطق سورية أضحت تحت سيطرة المعارضة المسلحة التي تزودها بتجهيزات لا تشمل السلاح. وقد تم رفع المساعدة الإنسانية الفرنسية إلى 8 ملايين يورو وتم إحصاء خمس مناطق “محررة” في شمال سوريا وشرقها للإفادة منها أولاً. ويعيش في هذه المناطق نحو 700 ألف نسمة من نحو 21 مليون سوري.
من جهته، أشار وزير خارجية بلجيكا ديدييه ريندرز في قبرص إلى مبدأ “واجب التدخل” في سوريا إذا تعذر التوصل إلى توافق مع روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي. في مقابل ذلك، أعلنت روسيا أنها ستدفع مجلس الأمن الدولي للمصادقة خلال اجتماع في نهاية سبتمبر الجاري على اتفاق جنيف حول مبادئ انتقال سياسي في سوريا، إلا أن واشنطن سارعت إلى التحذير من أن هكذا قرار لن يمر إلا إذا أرفق بعقوبات في حال عدم التزام دمشق به. غير أن موسكو انتقدت العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، مؤكدة أن هذه العقوبات تضر بالمصالح الاقتصادية الروسية. ومن عمان انتقد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي موقف روسيا والصين إزاء النزاع في سوريا، معتبراً أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد “يتآكل وسيسقط”، وأن على المجتمع الدولي أن يقف صفاً واحداً.
وقال فسترفيلي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة عقب زيارة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال المملكة “أدعو الدول الأخرى في مجلس الأمن الدولي التي لاتزال مترددة، أدعوها إلى تغيير آرائها ومواقفها وأن تسحب حمايتها لنظام الأسد”. من ناحية أخرى، حذر الزعيم المسيحي اللبناني ميشال عون المتحالف مع حزب الله القريب من دمشق من أن تغيير نظام الرئيس السوري بشار الأسد “قد يقضي” على لبنان وعلى المسيحيين فيه.
من جانبه، اتهم المعارض السوري هيثم المالح السلطات العراقية بالتخطيط لتسليم منشقين لنظام الأسد.