الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله..
بدأت رحلتي لحفظ كتاب الله عام 2000، حيث كانت والدتي حفظها الله تدير فرعاً من فروع مركز واحات القرآن الكريم بجمعية الإصلاح بالمنامة، فكنت أذهب إلى مسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه لحفظ كتاب الله تبارك وتعالى، وكنت أعاني في بداية هذه الرحلة من بعض الصعوبات لصغر سني حيث كنت أبلغ من العمر خمس سنوات. وفي عام 2001 انتقلت إلى فرع الرفاع بمسجد صلاح الدين الأيوبي لمواصلة المشوار، وكان الجميع يشجعونني على الحفظ.. وكنت أعتقد أن حفظ 604 صفحات أمر مستحيل لا يمكن حدوثه أبداً. لكنني اليوم بعد أن أتممت حفظ هذا الكتاب المبارك أفتخر بين الناس بأنني حققت ذلك الإنجاز الكبير ونلت هذا الشرف العظيم.
«قوافل القرآن” اسم سيظل في قلبي حتى آخر يوم في حياتي.. ففي اليوم الأول من رمضان 1433هـ توجهت مع مجموعة من الطلاب والمشرفين بمركز الواحات في الرفاع إلى دولة الكويت لحفظ ما تبقى من هذا الكتاب المبارك، بفضل الله وجهود الإخوة المشرفين الأعزاء الذين كانوا يبذلون كل ما يستطيعون من أجل الطلبة المشاركين.
مضت عشرون يوماً وانتهت سفرة احتوت على العديد من المشاعر كالأخوة والتعاون والمحبة والفرح والحزن و...و...و...إلخ
وعدنا إلى مملكتنا الغالية يوم الجمعة 23 رمضان 1433هـ وبدأت المرحلة الأخيرة الحقيقية للحفظ، حيث كان من المفروض عليّ أن أحفظ ما يقارب الـثلاثين صفحة في 48 ساعة فقط فبذلت جهداً لم أبذله في حياتي أبداً حتى انتهت هذه الساعات وحققت ما أصبو إليه.
وفي اليوم الموعود للختم، اجتمع أحبتي من جمعية الإصلاح ومجموعة من أقاربي في مجلس واحد ليشهدوا ختم عبد من عباد الله لكتابه الكريم. اختلطت الأحاسيس، ولم أعرف ما أفعل، أأبكي أم أضحك؟ لم أجد أفضل من سجدة شكر لله على ما هداني له، وله الحمد أن اصطفاني من عباده لحمل كتابه.
وأود في هذه الكلمات البسيطة أن أوجه الشكر والتقدير والعرفان والامتنان بعد الله سبحانه وتعالى إلى والديَّ العزيزين اللذين لم يبخلا عليّ بشيء، ومن ثم لرجل كان يقف معي في كل آن، كان يوجهني إذا سألته ويحثني إذا تكاسلت ويشجعني إذا ما حفظت، إنه شخص لو أكتب في شكره واحترامي له لن أوفيه حقه لما قام به لأجلي إنه عمر يوسف، لقد كان نعم الأخ الكبير والصديق الموجه والأستاذ المربي لهذه الرحلة المباركة. فأسأل الله تبارك وتعالى كما جمعنا في هذه الدنيا الزائلة أن يجمعنا في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله اللهم آمين.
علي خالد العوضي