قال خطباء الجمعة إن أنصار الولي الفقيه دعوا لسحق رجال الأمن باسم الدين، مضيفين أن “لا مجال للحوار مع الإرهابيين والمساومة على مصالح الشعب ودماء الأبرياء من أبنائه، والقصاص من المجرمين سبيلنا لحوار ناجح”. وأجمع الخطباء أن تظاهر المعارضة ضد الاتحاد الخليجي دليل تبعية لطهران والتزام تام بأوامرها، مشيرين إلى أن وحدة أبناء الوطن عقبة تعيق العدو عن أي محاولة للتدخل في شؤون البحرين الداخلية. وحذروا من أن نظرية الولي الفقيه استعباد للناس وإذلال لهم، لا حظ لها من الإسلام ولا نصيب، داعين إلى احتواء الشباب والناشئة المغرر بهم، وإقناعهم أن وطنهم هو مستقرهم وأمنهم وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم. ونبّه الخطباء إلى أن خطر إيران يتهدد الأمن القومي العربي كله ومواجهته ليست محصورة بدول الخليج وحدها، مطالبين بتبني استراتيجية خليجية تعتبر إيران دولة معادية، وإبرام الاتحاد الخليجي المنشود دون تأجيل أو تعطيل. وحدة الصف والكلمة وأكد الأستاذ المساعد بجامعة البحرين د.ناجي العربي، أهمية الوحدة بين أبناء الوطن لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية وأن تباينت وجهات النظر. وقال العربي إن وحدة أبناء الوطن عقبة تعيق العدو من أي محاولة للتدخل في شؤون البحرين، وأن على أبناء البحرين الوقوف صفاً أمام كل تحدٍّ في وقت يتربص به الأعداء من كل مكان بالبحرين وأهلها، مشيراً إلى التحلي بسياسة النفس الطويل. وندد العربي في خطبته بجامع العجلان بعراد، بالتدخل الإيراني في شؤون البحرين الداخلية، وقال إن طهران وجهت عملائها في البحرين الأسبوع الماضي للخروج في مسيرة ضد الاتحاد الخليجي، ما يؤكد مدى تبعيتهم لإيران والتزامهم بأوامرها، داعياً كافة الأطراف إلى تحمّل المسؤولية الملاقاة على عاتقهم وحمل الأمانة للدفاع عن الوطن بشتى الوسائل. وثمّن جهود رجال الأمن في الوقوف أمام عمليات التخريب والإرهاب، مؤكداً ضرورة الاهتمام بأسر شهداء الواجب والمصابين في الأحداث، وأن تتحمل الدولة واجباتها تجاههم وأن تقدم لهم ما يحتاجونه. وقال العربي إن على المسؤولين في الدولة كل في منصبه أن يتحملوا المهام الملقاة على عاتقهم، ويؤدوا واجباتهم تجاه المسؤوليات المكلفين بها في خدمة المواطنين. وتطرق العربي إلى ضرورة أن يؤدي أولياء الأمور واجبهم في مراقبة الأبناء وتوجيههم خاصة مع اقتراب إجازة الصيف. نظرية الولي الفقيه وتناول خطيب جامع سبيكة النصف الشيخ جاسم السعيدي، أهمية الاستقامة على أوامر الله سبحانه وتعالى والتحذير من الطواغيت الذين يتسلطون على الناس باسم الإسلام والدين، فجعلوهم بفتاواهم ونظرياتهم المستحدثة ألعوبة في أيديهم يأمرونهم وينهونهم ويحرمون عليهم النقاش أو المجادلة في أوامرهم، فلهم الكلمة الفصل ولهم الأمر المطاع وهم الناطقون باسم الله والراد عليهم كالراد على الله. وقال إن نظرية الولي الفقيه هي نظرية ليس لها من الإسلام حظ ولا نصيب، وليس لها هدف سوى استعباد الناس وإذلالهم، مبيناً أن من يؤمن بهذه النظرية وقع في الشرك بالله سبحانه وتعالى، كونه جعل من الولي الفقيه آلهة من دون الله تُسمع وتُطاع ولا يناقش أمرها ولا يُعصى، فهو وكيل عن الله في أرضه. وتساءل “كيف استغلت هذه النظرية في التحريض والإرهاب والدعوة لسحق المواطنين ورجال الأمن باسم الدين والإسلام؟” و«كيف أن الشباب يتم قيادتهم والزج بهم في متاهات الإرهاب والضياع تحت هذا الباب؟”. وتحدث السعيدي عن ضرورة اتخاذ دول الخليج العربي لمواقف قوية تجاه الإساءات الإيرانية المتكررة، ووجوب أن تطرد البحرين السفير الإيراني الذي لم يحرك ساكناً تجاه إساءات بلاده ومسؤوليها ضد البحرين وشعبها وسيادتها، مؤكداً أن ما يشاع عن حوار مع الخونة وقيادات الإرهاب في البحرين أمر يرفضه الشعب، ولا يحق لأحد المساومة على مصالحه ودماء الأبرياء من أبنائه. وقال إن الحوار الصحيح يكون بتطبيق القانون على الجميع والقصاص من المجرمين وتطبيق شرع الله سبحانه وتعالى، هو الحوار الحقيقي الذي يرتضيه الشرع الحكيم. استراتيجية خليجية موحدة وقال خطيب جامع الشيخ محمد بن أحمد بن علي آل خليفة الشيخ فؤاد إبراهيم عبيد، إن ما تمر به البحرين ودول مجلس التعاون أمرٌ جلل، وما كان أحدٌ يتوقع أن تقيم إيران الدنيا ولا تقعدها لمجرد نوايا لاتحاد خليجي لم يتحقق بعد، متسائلاً “كيف لو أعلن الاتحاد رسمياً على الملأ؟”. ودعا دول الخليج العربي إلى تبني استراتيجية تقوم على أساس أن إيران دولة معادية لها ولشعوبها بكل ما يترتب عليها من مواقف وسياسات، والمضي قدماً في خطة إقامة الاتحاد وإعلانه دون تردد أو تأجيل أو تعطيل. ونبّه دول الخليج العربية إلى القوى الطائفية الموجودة في دول المنطقة الموالية لإيران وخلاياها النائمة، وما أصبحت تمثله بدورها من خطر على البلاد والعباد. وقال إن الدول العربية يجب ألا تقف ساكنة إزاء الخطر الإيراني على دول الخليج العربية وشعوبها، والمسارعة في الوحدة الوطنية ولم الشمل واحتواء الشباب المغرر بهم وإقناعهم أن هذا وطنهم وهو مستقرهم وأمنهم وأمانهم وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، وإفهام الجميع أن هذا الخطر يتهدد الأمن القومي العربي كله، ومواجهته ليست مهمة شعوب دول الخليج العربية وحدها وإنما شعوب الدول العربية مجتمعة. نصرة الحق وأهله وتحدث خطيب جامع الخالد الشيخ عبدالله المناعي عن الأوضاع في سوريا التي يحكمها دكتاتور، ورفضه جميع المبادرات السلمية المقدمة مروراً بجامعة الدول العربية واستناده على دعم روسيا والصين اللذان استعملا الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن يدين وحشية النظام ضد شعبه، لافتاً إلى أن طاغوت الشام لن يغادر السلطة إلا على جثث الأبرياء من المسلمين العزل وتدمير سوريا. وأضاف أن كل دكتاتور مهما تجبر وبطش وقتل، فإن نهايته دائماً على يد شعبه، ولا نظن أن طاغوت الشام وأمثاله سيبقون، وأن البطش والقهر والظلم والتعذيب للسوريين وانتهاك حقوقهم وحقوق الإنسانية بأبشع صور القتل والتخويف والتنكيل لن يدوم. صفات المسؤول المسلم وبيّن خطيب جامع الفاتح فضيلة الشيخ عدنان القطان، حقيقة المسؤولية في الإسلام والآداب المتعلقة بالمسؤول المسلم وأولها الإخلاص، وإرادة وجه الله بالعمل، لافتاً إلى أن الإخلاص أساس العمل وسبب القبول والأجر من الله، وإذا حقق المسؤول النية الصالحة، كان عمله قربة وعبادة يؤجر عليها، والعدل بين الناس من موظفين ومراجعين. ودعا القطان إلى أن يكون المسؤول قدوة حسنة أياً كان منصبه، وأول الملتزمين بما يدعو إليه من النظام أو الخلق أو الأمانة، وأن يتجنب الاستبداد بالرأي، واستشارة أهل الثقة الناصحين، والرجوع لرأي أهل العلم المحققين، مضيفاً “ربما يدخل على المسؤول مستشارون فاسدون يلبِّسون الأمور، ويزخرفون القول، ويتبنون بعض الأفكار المنحرفة أو يسعون لمصالح شخصية بقالب من المكر العظيم”. ونصح المسؤولين بالاعتماد على الموظفين الصالحين والأعوان الناصحين، مبيناً أن “لكل مسؤول جُلّاساً، ولكل مسؤول بطانة، والتحلي بحسن الخلق من الحلم والبشاشة والتواضع، وبهذا تثني عليك الألسنة، وتدعو لك القلوب، وتحبك النفوس”.