لم يكن يتخيل السوريون ومعهم العالم أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة من الوحشية ونهج التدمير الذي يقوده النظام ضد الشعب السوري في ظل صمت دولي، حيث تشكلت ظاهرة غدت فيما يبدو سياسة لدى القادة متوسطي وقليلي الرتبة والمحليين من أجهزة المخابرات والجيش النظامي، وهذه الظاهرة تتمثل باستهداف المخابز والأفران سواء العاملين فيها أو ملاكها، أو الأهالي القادمين لشراء الخبز، أو بقطع مواد الطحين والدقيق والوقود لتشغيلها، وفقاً لتقرير بثته قناة “العربية”.
وبدأ الأمر في الشهور الماضية، بإغلاقها أو تهديد أصحابها، أو بقطع الدقيق عنها أو الوقود، فتم استهداف ذلك في مناطق من حمص وريف دمشق بهذه الطرق التي تهدف للضغط وعرقلة الحراك الشعبي، ليتطور الأمر إلى إطلاق النار عليها وجعل الناس يبتعدون عنها، وأيضاً يتخوفون في الوصول إليها ومن ثم إفهامهم بأن مطالبكم بالحرية والكرامة هذه نتيجتها، والإجابة عنها بالمحاربة في لقمة عيشهم، وأن حياتكم ستصبح جحيماً لا يطاق بشتى السبل التي نستطيع القيام بها.
وتطور الأمر حيث قامت عناصر الأمن بحي القابون بدمشق بتنفيذ حكم الإعدام الميداني لعدد من الأشخاص العاملين في الفرن المحلي الواقع خلف الجامع الكبير، وكانت تلك أحد أبرز الأمور في تطور استهداف المخابز بدلاً من قتل من في خارج الفرن بقتل من بداخله، ويبقى معطلاً بعدها فترات طويلة.
وأثناء العمليات العسكرية بمحافظة حلب تمَّ أكثر من 20 مرة استهداف المخابز، وفي إحدى المرات استهدف فرن قاضي عسكر بغارتين قتل على إثرها 41 شخصاً بينهم 8 أطفال في مجزرة المخابز والأفران المتنقلة. وإضافة لفرن قاضي عسكر تم شن غارات جوية على أكثر من عشر مخابز منتشرة في أحياء عدة.