اعتبر الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية أن الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للشباب والرياضة كان اجتماعاً نوعياً بكل المقاييس كونه رسم معالم خارطة الطريق لبناء قاعدة صلبة وواسعة للرياضة البحرينية عبر تبني فكرة إنشاء المدارس الرياضية في مختلف محافظات المملكة والنابعة من أفكار سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية ورؤيته الثاقبة التي تستشرف المستقبل وتضع بعين الاعتبار وضع الرياضة البحرينية في مصاف العالمية.
وأوضح الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة أن فكرة المدارس الرياضية تواكب توجهات اللجنة الأولمبية البحرينية برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة للارتقاء بكافة مكونات الحركة الرياضية، مبيناً أن هذه الفكرة استحوذت على الحيز الأوسع من نقاشات اللجنة المشتركة بين وزارة التربية والتعليم واللجنة الأولمبية البحرينية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة التي رفعت تصوراتها المبدئية بهذا الشأن إلى المجلس الأعلى للشباب والرياضة.
وأشار الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة أن إقامة المدارس الرياضية تعتبر من الخطوات الهامة على طريق تنفيذ برامج إعداد الرياضيين ذوي المستويات العالية، كما إن المدارس تلبي الحاجة الماسة إلى توسيع قاعدة الممارسين لمختلف الألعاب الرياضية بالنظر إلى محدودية أعداد اللاعبين المنضمين إلى الأندية الرياضية، وعلى اعتبار أن توسيع القاعدة يعتبر حجر الأساس في هرم البنيان الرياضي من خلال إيجاد شرائح كبيرة من اللاعبين الذين يتم إعدادهم وتأهيليهم بصورة علمية تمهيداً للارتقاء في الهرم ودخول مرحلة المواهب المؤهلة للانضمام إلى المنتخبات الوطنية وتمثيل المملكة في مختلف المحافل الرياضية الخارجية .
وأكد الأمين العام للجنة الأولمبية أن الملامح الرئيسية لآليات تنفيذ فكرة المدارس تتمحور في تخصيص مدارس رئيسية في مختلف محافظات المملكة تستقطب اللاعبين الناشئين المنضوين تحت لواء الأندية الوطنية بحيث يتم تكثيف حصص التربية الرياضية في تلك المدارس دون إغفال المواد الدراسية الأخرى، على أن يتم توفير وسائل التدريب المناسبة لهؤلاء الطلبة (اللاعبين)، مع إمكانية إيجاد مدارس متخصصة في الألعاب الرياضية في مختف المناطق داخل المحافظة الواحدة لاستقبال الطلبة غير المنضمين للأندية، وذلك بحسب ميول أبناء كل منطقة للألعاب الرياضية، حيث يمكن مثلاً التركيز على كرة اليد في منطقة باربار، والكرة الطائرة في دار كليب، وكرة الطاولة في سار ..على سبيل المثال مع إيجاد الآليات المناسبة التي تضمن استقطاب تلك المدارس لأكبر عدد ممكن من اللاعبين.
وأشار الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة إلى أن إقامة المدارس الرياضية تتطلب توفير البيئة المثالية لترجمة أهدافه على أرض الواقع وذلك من خلال توفير المنشآت الرياضية وإعداد وتأهيل المدرسين والمدربين القادرين على تنفيذ متطلبات هذه الفكرة النوعية وما يترتب عليها من تطوير وسائل تدريس التربية الرياضية والمزاوجة بين التدريس والتدريب في نفس الوقت، لافتاً إلى أن تلك المحاور هي محل بحث ونقاش مستفيض لدى اللجنة المشتركة بين وزارة التربية والتعليم واللجنة الأولمبية البحرينية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة التي تعكف حالياً على دراسة كافة التفاصيل المتعلقة بموضوع المدارس الرياضية تمهيداً لبلورة معالمه بصورة واضحة قبيل الشروع في الخطوات العملية لتنفيذ المشروع.
وبخصوص مستقبل اللاعبين الموهوبين الذين سيتم انتقاؤهم من المدارس الرياضية أكد الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة أن رؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة تركز على ابتعاث اللاعبين الموهوبين للدراسة والتدريب في الدول المتقدمة رياضياً والخضوع لبرامج تدريب علمية مدروسة بإشراف مدربين على أعلى مستوى ووفق ظروف تدريب مثالية تتيح الفرصة للاعبين من أجل الاحتكاك واكتساب الخبرة الرياضية، جنباً إلى جنب مع مواصلة التحصيل العلمي بما يسهم في صقل شخصية اللاعب على مختلف الأصعدة.
وختم الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة تصريحه بالتأكيد على الآثار الإيجابية المترتبة على تنفيذ مشروع المدارس الرياضية وتأثيرها المباشر على مخرجات الرياضة البحرينية خلال المدى البعيد مؤكداً أهمية تضافر كافة الجهود الرسمية والأهلية من أجل إنجاح هذا المشروع المتميز الذي نعول عليه الكثير في تحقيق النهضة المرجوة للحركة الرياضية في المملكة.